ترتكب جرائم بشعة وفظيعة بحق الدين والطائفة والوطن والانسانية من قبل بعض الدول والحركات والافراد باسم الدفاع عن حقوق طائفة ما.
الإدارة الأمريكية لحكومة بوش في مأزق ومستنقع صعب وفي أزمة داخلية خانقة بسبب الوضع المأسوي في العراق الذي يزداد تعقيدا … ومشكلة أمريكا إنها لم تستفد لغاية الآن من أخطائها الفادحة في المنطقة، ومن إحراج كل من أيدها ودعمها في عملية إسقاط حكومة البعث الصدامي وإقامة جمهورية ديمقراطية حقيقية تكون نموذجا لدول المنطقة.
هاهي إدارة السيد بوش لازالت مصرة على استخدام أساليب خاطئة للمعالجة: سياسة فرق تسد، والدخول في تجارب عقيمة تؤدي للمزيد من الاحتقان الطائفي والفوضى والعنف … وأخرها سياسة رفع راية المطالبة بحقوق السنة وإعطائهم مساحة اكبر بالمشاركة في رسم السياسة العراقية والتي صرح بها كبار المسؤولين الأمريكيين الذين زاروا المنطقة كنائب الرئيسي الأمريكي تشيني وزيرة الخارجية رايس، وبعض زعماء الدول العربية.
و كذلك على الساحة اللبنانية حثث انها تحاول أن تحول الاختلاف السياسي في لبنان إلى خلاف مذهبي سني شيعي … بادعاء انها تحمي الحكومة السنية من انقلاب المعارضة الشيعية.
وهو نفس الاسلوب الذي تستخدمه جماعة القاعدة الذين ببروا عملهم الدموي لحادثة 11 سبتمبر بانه دفاعا عن المسلمين, وان اعمالهم من تدمير وخطف وقتل في العراق ما هي الا دفاع عن حقوق ابناء الطائفة السنية امام المارد الشيعي… لكي تعطي لنفسها شعبية في اوساط من تدعي انها تدافع عنهم .
وما ردود فعل بعض الشيعة في العراق بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء والاعتداء على حقوق الاخرين.. تبرر بانها حماية ودفاع وانتقام لابناء الطائفة الشيعية.
لقد بررت الإدارة الأمريكية عملها ببناء جدار عازل حول حي الأعظمية في مدينة بغداد بالحماية لأهل الحي السنة من الهجمات الشيعية وهذا ما تم نقله في الإعلام!
ذلك التبرير الطائفي الغريب لمعالجة الطائفية ما هو إلا تركيز للاحتقان المذهبي وصب الزيت على النار الطائفية المشتعلة في العراق، وزيادة في تأزيم الواقع المؤلم هناك الغارق تحت وطأة الأعمال الإرهابية بنكهة طائفية مذهبية بغيضة تستهدف الأبرياء.
كان بإمكان الإدارة الأمريكية معالجة الوضع الطائفي في العراق عبر وسائل أخرى أكثر فعالية من فكرة الجدار العازل الطائفي الذي يكرس الحالة الطائفية. كما كان بإمكانها أن تجد مبررا أخر لذلك العمل غير ما أعلنت عنه وهو حماية السنة… والحقيقة إن هناك أهداف اكبر للإدارة الأمريكية من بناء الجدار والادعاء بحماية السنة… لا تريد الإفصاح عنها بصراحة حاليا.
أمريكا هذه المرة تريد أن ترتدي ثوب الدفاع عن السنة بعدما رفعت في عملية إسقاط نظام صدام راية الدفاع عن الشيعة والدفاع عن مظلومية الشيعة. وهو ما أدى إلى النظر إلى عملية تغيير النظام العراقي بأنها عملية طائفية لا وطنية يدفع الشيعة والعراق والمنطقة ضريبة ذلك، وتريد أن تلعب على الوتيرة الطائفية السنية (بعدما فشلت مع الطائفة الشيعية في بسط إرادة الاحتلال والأمن والآمان) وتمرر عبر أسطولها الإعلامي وبعض الإعلام العربي الدفاع عن السنة وتهويل خطر الشيعة وبالذات في إيران ولبنان في محاولة لاستقطاب أنظمة المنطقة التي تطالب بذلك، وكسب بعض الشعوب العربية والإسلامية التي تأثرت بالإعلام وبإثارة النعرات الطائفية وتصديق ما يروج له من هلال شيعي وتمدد فارسي، بالإضافة إلى حاجة أمريكا الفعلية في هذه المرحلة للحصول على الدعم العربي السني في المنطقة لتوجيه ربما ضربة عسكرية إلى إيران.
والحقيقية التي تبدو أكثر وضوحا من أي وقت ان أمريكا لا تدافع عن السنة لأجل عيون السنة كما أنها ليست مع مظلومية الشيعة…. بل أنها تبحث عن مصالحها فقط لا غير وعبر جميع الأساليب… وانها عندما تفتقد المصالح ستترك المنطقة في دمار لا يقل عن وضع الصومال.
ان خطر مواكبة أمريكا في تغذية الطائفية والعمل من خلال منطلقات طائفية بغيضة ومنها تصريحات بعض أنظمة المنطقة عبر المطالبة بإعطاء بعض المواطنين مساحات اكبر للمشاركة على أساس طائفي لن يخدم الأنظمة، وسيدخل شعوب المنطقة في نفق طائفي مظلم سوادي سيزيد من حالات الاحتقان ويوسع من الفجوة بين أبناء المنطقة ويجدد حالة الصراع المذهبي.
وستخرج على الساحة العربية جماعات متشددة تدعي انها تدافع عن حقوق طائفة ما كما هو الحال مع جند فتح الاسلام في لبنان.
الحل في العدالة والمساواة والحرية والتسامح والاعتراف بالطرف الاخرى وحق الشعوب بتحقيق المصير.
ali_slman2@yahoo.com
* السعودية
ولماذا التقية؟
امريكا جاءت لمصالحها بسبب او آخر و معظم الشيعة في باديء الأمر سهلوا لها ما ارادت و ساعدوها بكل مايستطيعون سواء انكرنا او اعترفنا بذلك بدليل انهم الآن يحكمون العراق رسميا ومليشياويا و دعك من لعبة الانتخابات التي حصلت بوجود المحتل. اما الآن فإن مصالحهم بدأت تختلف عن الأجندة الأمريكية بمساعدة الجيران الشيعة والناقمين على الأمريكان لذلك ما تراه الآن هو تحصيل حاصل كان لابد ان يحدث بسبب العقلية الأمريكية الجاهلة بأمور المنطقة و إيقاظ الفتنة الدينية من تحت الرماد لأنها موجودة اصلا في افئدة المنتسبين للدين منذ قرون وقد حانت لحظتها.