إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
عذرًا للأصدقاء والمقربين. عذرًا للأشخاص الذين قد تكون أدمغتهم وعقولهم وقلوبهم في المكان الصحيح، لكن تفكيرهم خاطئ وقد يكون سببًا في إحداث تأثير عكسي يجب أن يكونوا على علم به.
لا أحد يطلب من حزب الله أن يتكفل باللاجئين من الجنوب وأماكن أخرى. فحزب الله غير قادر على مساعدة مقاتليه، ناهيك عن محازبيه الذين، بالمناسبة، قالوا وبكل وضوح أكثر من مرة أنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل حزب الله وقائده الراحل نصرالله. ومع ذلك، عند أول طلقة في الجنوب، فرّ الجميع دون ان يخوضوا البحر مع احد. هذا حزين، و مشين، بالنسبة إلى المقاومة أو أهل المقاومة.
ولا أحد يطلب من الحكومة – المفلسة والفاسدة والعاجزة – مساعدة النازحين. هذه الحكومة لا سلطة لها على أرضها وحَربها وسِلمِها، وأي شيء آخر. فأيُّ عاقل يطلب منها مثل هذه المهمة الشاقة.
ومع ذلك،
فإن طلب ”التضامن“ مع النازحين شيء آخر!
ماذا يعني التضامن؟ أننا نشعر معكم؟ وأننا نتفهم سبب فراركم من قراكم وبلداتكم ومساكنكم؟ لكن هذا واضح! لقد هربتم منها بسبب سياسات حزب الله الخاطئة والقاتلة والانتحارية.
لماذا علينا أن نذكر ما هو واضح؟ هؤلاء أنفسهم لم يتضامنوا معنا في انفجار مرفأ بيروت في العام 2020، ولا قبل ذلك منذ العام 2005 وما بعده، عندما قُتل خيرة َنُخَبِنا السياسية والعسكرية والصحافية! و لكننا لن نشمت، ولن نحاسب على ما فعله هولاء، لأننا افضل و ارحم و ارقى، نعم! حسناً، إذا التضامن من أجل ماذا؟ هل يتطلّع أحدهم إلى كسب نقاط من أجل مستقبل سياسي على أمل أنه بتصرفه الإنساني واللائق وإظهار تعاطفه سيُذكره الناس ويصبح شخصية جامعة في مرحلة ما بعد حزب الله؟ إنه مخطئ.
لأن حزب الله ليس هو الذي يجب أن يُهزم فقط لتحقيق السلام الداخلي في لبنان، بل روح التحدي والاستعلاء والغطرسة ونعم، العنف الذي لا يزال يحمله مجتمعه -إلى حد كبير- ومناصروه-بالتأكيد- تجاه كل الأحزاب والطوائف الأخرى في لبنان، و هو الذي يخلق المشكلة.
لذلك لا يتضامن الناس معهم! ليس لانعدام التعاطف الإنساني فينا، بل لعدم تسامحنا مع أناس هم اليوم ضحايا، وغداً عندما تتغير الظروف يصبحون جلادينا من جديد!!! عندما يتبرأ هؤلاء الناس، من لاجئين ونازحين وغيرهم، من ثقافة حزب الله العنيفة، ومن رِواية نفيِ لبنان ودولتِه و قوانينه ودُستوره، ويتخلون عن رُعاتهم الإيرانيين، عندها لن يكون التضامن معهم فقط بل سيكون الدعم الكامل لهم.
ليس قبل ذلك، آسف….