جلسة الانتخاب بنصاب الثلثين ولا يجوز لأحد تعطيل شؤون الوطن
وطنية-2/9/2007(سياسة) رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير “ان نظامنا يقضي بوجود رئيس وحكومة ومجلس يعمل” معلنا انه “لا يجوز لأحد ان يتخذ موقفا يعطل فيه شؤون الوطن”، ومشيرا الى انه “ربما يكون هناك بعض تأثير سوري” في ما خص تلويح البعض بتعطيل نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضح البطريرك صفير في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية ينشر غدا انه لم يكن في جو ما اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تخلي المعارضة عن شرط قيام حكومة قبل الاستحقاق الرئاسي، وقال: “كنت من الذين يقولون ان المدة الباقية من مدة الرئيس لا تكفي كي تكون هناك حكومة قبل انتخاب الرئيس، والحكومة يجب ان تنجز عملا ما والوقت لا يسمح بانجاز ما. لذلك، يجب صرف النظر عن تأليف حكومة والانصراف الى انتخاب الرئيس وبعد ذلك يأتى بحكومة وتستقيم الأمور”.
واذ اعلن ان الرئيس بري ربما يزوره بعد عودته من الفاتيكان، قال ردا على سؤال حول جلسة انتخاب رئيس الجمهورية: “الدستور يقول ان النصاب يكتمل بالثلثين، ولكن عندما يكتمل النصاب لا يعود الناخبون يتقيدون بالثلثين، وفي امكانهم ان ينتخبوا رئيسا بالنصف زائدا واحدا. هذا ما يقوله الدستور، وهناك من يريد ان يفهم الدستور في شكل آخر ويقول انه فور اجتماع مجلس النواب يمكن الانتقال الى النصف زائدا واحدا. وهذا عليه اعتراضات كثيرة. وقد يقول بعضهم ان الأكثرية التي تقول هذا القول قد خالفت الدستور. عندها تنتهز الأقلية هذا الامر لتقفز هي الى قول آخر اي ما دمتم انتم خالفتم الدستور فيحق لنا ان نخالف مثلكم، وتقع الواقعة، ويصبح هناك رئيسان في لبنان، وهذا شر مستطير”.
سئل:واذا استمر تعطيل النصاب؟
أجاب:”اذا كانت هناك عاطفة صادقة صحيحة للوطن يجب ان يكون هناك تفاهم. وطبعا يقولون ان العقدة تكمن في ان يكون هناك تفاهم. وما من أحد يتنكر لوطنه ويجب ان تكون هناك حلحلة، أما ان يتمترس كل في موقعه فهذا خراب للوطن”.
سئل: قلتم انكم مع تعديل الدستور اذا كان من شأن ذلك انقاذ البلد، فهل ان المأزق عميق الى هذه الدرجة، ولم يعد من حلول الا بمجيء عسكري؟
أجاب:”قيل لنا ان العسكري ربما ينقذ الجمهورية، ونحن مع انقاذ الجمهورية سواء على يد عسكري ام مدني. لذلك كنا نقول دائما وما زلنا بعدم التعرض للدستور إما بتحويره او بتعديله عند كل مفترق طرق لمصلحة أشخاص. يجب ان نحافظ على الدستور، ولكن اذا كان لنا ان نختار بين انقاذ البلد وتعديل الدستور فنحن مع انقاذ البلد.
واعلن البطريرك صفير انه لن يسمي اي مرشح للرئاسة “لأننا لسنا متأكدين اننا اذا سمينا سيؤخذ بهذا الاسم، ونكون قد جنينا عليه أكثر مما نكون خدمناه”، معلنا “نحن لنا موقف، الا اننا لا نسمي، وهناك في المجلس 128 نائبا يعرفون او يجب ان يعرفوا ما مصلحة البلد وان يختاروا الشخص الذي يتجاوب والمواصفات التي يتمثلونها فيه”.
سئل: ولكن للبطريركية ثقلها الوازن وصوتها الصارخ
أجاب: “هل تضمن لي انهم يأخذون هذا الاسم اذا سميت. اذا سميت ولم يأخذوا به نتبهدل ويتبهدل… ألم تحصل في المرة الماضية”.
وعن معايير المفاضلة بين المرشحين للرئاسة التي باتت أسماؤهم معروفة، قال البطريرك صفير: “قلنا ان الرئيس يجب ان يكون على مسافة واحدة من جميع الناس ويجمع حوله جميع اللبنانيين وان يكون رجل خبرة ومتمرس في الشأن العام وصادق ونظيف الكف”.
وردا على سؤال قال:”لسوء الحظ هناك بعض أمور شاذة جدا، فمثلا الوزراء الذين استقالوا هم استقالوا ولم يستقيلوا، هم مضربون عن عملهم ومع ذلك يصرفون الأعمال. وهذا موقف غير سليم، فإما انهم استقالوا ويعتزلوا الحكم واما انهم لم يستقيلوا ويمارسوا الحكم”.
سئل:ألا تخشون ان يصبح تقليدا لجوء الثلث زائدا واحدا في مجلس النواب الى التعطيل عند كل استحقاق، اذا تكرس هذه المرة وتحول سابقة؟
اجاب:” هذا ما نص عليه الدستور وهذا ما عمل به منذ البداية، وقد طرأ تعديل على الدستور ولكنهم حافظوا على هذا البند، وهو ان المجلس لا يجتمع الا بالثلثين ويصار الى الانتخاب بالنصف زائد واحد.
سئل: هل تعتقدون ان تلويح البعض بتعطيل النصاب مرده الى التجاذب السياسي الداخلي ام ان هناك اعتبارات اقليمية وتحديدا سوريا؟
اجاب:” ربما يكون هناك بعض تأثير سوري انما نقول انه لا يجوز لأحد ان يتخذ موقفا يعطل فيه شؤون الوطن”.
سئل: اذا كان المجتمع الدولي يصر على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وكذلك الجامعة العربية فأين مصدر الخشية من عدم حصول الانتخابات؟
اجاب:” اذا كان المجتمع الدولي والجامعة العربية يقولون ذلك فهناك اناس لهم اغراض وغايات يأخذون هذا الموقف (التعطيل)، وهم بذلك يفضلون المصلحة الخاصة على المصلحة العامة”.
سئل: كنتم أكدتم أكثر من مرة عدم تأييدكم للعسكر في السلطة.
اجاب:” قلنا ذلك ولكن لم يؤخذ برأينا”.
سئل: كان الرئيس شهاب عسكريا… كان الاستثناء الذي يثبت القاعدة
اجاب:” نعم، أحسن التصرف ولكن انتهى في شكل غير سليم باعتبار انهم اتوا يقولون له لا تتركنا في بحر هائج. ولكن كان له من سلامة التفكير انه ترك السلطة لأنه عرف انه سيلقى صعوبات كثيرة”.
سئل: قبل أيام قال النائب السابق سليمان فرنجيه ان ليس من مشكلة اذا حصل فراغ دستوري والمهم ان تتشكل حكومة وحدة وطنية.
اجاب:” لكل رأيه في هذا المجال ولكن نظامنا يقتضي ان يكون هناك رئيس وان تكون حكومة وان يكون مجلس نيابي يعمل”.
سئل: الا تقلقك مثل هذه المواقف التي تصدر عن أطراف مسيحية معنية بموقع ودور رئاسة الجمهورية؟
اجاب:” لا نريد ان ندين أحدا انما النظام يقضي برئيس جمهورية”.
البطريرك صفير: نظامنا يقضي بوجود رئيس وحكومة وبرلمان يعمل
اللا موقف أو السلبية بمعنى أدق الذي يتخذه البطرك هو ما يشجع باقي الأطراف على التعنت في موقفها فيجب أن يعلم غبطته بأنه بعد الآن سلاح الثلثين سوف يشل البلد نهائياً ففي كل استحقاق ستهدد الأقلية بالإسستقالة من الحكومة أو بعدم عقد جلسات للبرلمان عندها على لبنان السلام