وطنية – 1/6/2007 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير نقيب المحررين ملحم كرم مترئسا وفدا من اعضاء مجلس النقابة والمستشارين.
وأجاب البطريرك على أسئلة الصحفيين كما يلي:
السنة الفائتة حدث اغتيال كبير وهناك لوائح.. وربما كنا من بينها
ورد البطريرك صفير قائلا: “اننا في وضع لا نحسد عليه. من اين نبدأ لا نعرف، وقلنا ان الامر اذا انحصر في رئاسة الجمهورية وقد بلغت تقريبا مداها الابعد وهي ستنتهي بعد اشهر ربما اذا كان لنا رئيس جديد، في الواقع سيكون لنا حكومة جديدة فعندما يذهب الرئيس تذهب معه الحكومة. وبعد ذلك هناك من يريدون ان يكون هناك انتخاب ولكن يجب ان نتفق اولا على قانون انتخابي يرضي الجميع. وحتى اليوم القانون هو ذاته وكنا طالبنا بقانون جديد ولكن يبدو ان الامور كانت ملحة فلم ينتظر احد ريثما يكون هناك شيء جديد، والان أتت المحكمة. والمحكمة الدولية كان لا بد منها والاغتيالات تتكاثر، سنة 2005 كان هناك 14 اغتيالا او محاولة اغتيال وهذا كثير بالنسبة الى لبنان، والسنة الفائتة حدث اغتيال كبير وهناك لوائح يظهر انها تتضمن الرجالات وربما كنا من بينها ايضا”.
عندما انتخب الرئيس شهاب كانت هناك حكومة من 4 أشخاص
اضاف: “اما كيف الخروج من هذا المأزق، اليوم هناك من يقولون بحكومة سداسية او رباعية، نحن فكرنا في الماضي عندما انتخب، رحمه الله، الرئيس فؤاد شهاب، كانت هناك حكومة من اربعة اشخاص هم: رشيد كرامي، حسين العويني، بيار الجميل وريمون اده اجتازوا في البلاد مسافة سبعة او ثمانية اشهر او ما يقارب السنة، وبعد ذلك الفت حكومة جديدة. قلنا في سرنا لماذا لا يكرر هذا الامر فيكون هناك حكومة ان لم تكن من 4 وزراء تكون من 6 بحيث ان الطوائف الكبرى تتمثل فيها، فيكون هناك سني وشيعي ودرزي وماروني وارثوذكسي وكاثوليكي، ربما هذا يساعد على اخراج البلد من المازق الذي يتخبط به. ولكن كما لاحظنا في الجرائد الفكرة لم تلق رواجا عند بعضهم وشككوا فيها، ومنهم من حلل ذلك بقوله ان هذا يخفي بعض الافخاخ فيقولون ان مجرد الطرح جاء من فخامة رئيس الجمهورية فهو يخفي شيئا ما. وجاء الطرح ايضا قبل اعلان المحكمة الدولية وهذا يخفي شيئا ما ربما في تفشيل المحكمة والى ما سوى ذلك من حجج. على كل حال الامر طرحه فخامة الرئيس وتبناه، ولكن نحن رجعنا الى التاريخ واخذنا مثلا هذه الحكومة الرباعية. نحن ليس من شأننا ان نخوض في السياسة وان نقترح فيها افكارا ربما لا تلقى الموافقة. هذا ما وصلنا اليه، اما اليوم فلا ندري ما العمل لاخراج البلد من هذا المأزق الذي يدور فيه ربما كان لكم انتم بعض الاقتراحات قد يأخذها رجال الحكم اكثر من الاقتراحات التي نريدها نحن”.
لم أسمِّ مرشحين للرئاسة
قيل له: ورد في وسائل الاعلام تسميتك اربعة اسماء للرئاسة وتحفظت عن اثنين خلال لقاءاتك في الفاتيكان، فأجاب: “انا لم اتكلم بهذا الموضوع والفاتيكان لم يسألني عنه، والفاتيكان كما تعرفون يحمل هم لبنان وبين الحين والحين قداسة الحبر الاعظم يذكر لبنان ويدعو الله بأن يسوده الامان والسلام”.
سئل: ماذا عن اقتراح رئيس الجمهورية عن حكومة سداسية؟
اجاب: “نحن نوافق على كل اقتراح يخرج البلد من الدوامة التي يدور فيها، واذا كان هناك اقتراح آخر أحسن من هذا فليأتوا به”.
سئل: الا تسعى مع الفريق الاخر لاقناعه بهذا الامر؟
اجاب: “انا لا اسعى انما صار هذا الطرح وقلت لكم كيف تكونت لدي القناعة، وهو حكومة الرئيس شهاب من 4 أشخاص قلنا لماذا لا تتكرر، وفخامة الرئيس يبدو انه اقتنع بهذا الاقتراح واطلقه. اذن هذا الامر اطلقه فخامة الرئيس وانا ليس لي به شأن”.
سئل: اوحيت له به؟
اجاب: “ربما، ولكن انا ليس شأني شأنا سياسيا لاتبنى او لاقترح او اسوق”.
وردا على سؤال قال البطريرك صفير: “يقولون ان هذا الاقتراح يميل كفة على كفة، واذا كان هناك من سيأتي فسيأتي اشخاص من جهة واحدة ولا يأتي احد من الجهة الاخرى، هم قالوا ذلك. الاشخاص الذين يستطيعون القيام بهذه المهمة ويكونون على حياد اهلا وسهلا وليس من الضرورة ان يكونوا من اقطاب سياسية”.
سئل: يبدو ان لديكم معلومات تشير الى ان هناك محاولات لاحباط الاستحقاق الرئاسي، من يقف وراء هذه المحاولات وما هي المبررات لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية والتي هي مفصل اساسي وانطلاقة جديدة؟
اجاب: “انا ليس لدي شي انما كان الموقف سابقا ان الحكومة هذه ليست بحكومة، واذا انتهت مدة ولاية الرئيس فلمن يسلم الحكم؟ اما اليوم فقد اخذ الرئيس موقفا آخر يقول ليكن هناك حكومة واذا استلمت حكومة الامر ومتى بلغت مدة ولايتي نهايتها، فسأعتزل ولينتخبوا من يريدون”.
وردا على سؤال عن بعد الحكومة الرباعية او السداسية المقترحة واذا حددت مهمتها بالاشراف على الانتخابات الرئاسية فقط ام ان امامها طموحات اخرى، قال: “لا الاجتياز بالبلد حتى موعد انتخاب الرئيس أي صفة انتقالية، فهنالك الاضرابات وهناك الحرب في المخيمات. المطلوب تهدئة الامور حتى نجتاز الفترة لنصل الى انتخاب الرئيس”.
الحكومة الحالية
واذا كان ممكنا الاستمرار بالحكومة الحالية، قال: “الواضح ان الحكومة مستمرة شئنا ام ابينا انما يجب ايجاد علاج للامور، اولا الاضراب الذي دام ما يزيد على الثلاثة اشهر والاعمال مشلولة ورجال الاقتصاد يشكون والذين كانوا في ساحة البرج اصبحوا لا ندري اين في البلاد العربية وهذه خسارة للبلد. نحن مقبلون على صيف، فإذا كان الصيف هذه السنة كالصيف الماضي فهذه كارثة كبيرة على رجال الاعمال وعلى كل الناس. لذلك اذا كانت الحكومة تنقذنا من الحرب الدائرة رحاها في المخيمات وبخاصة في مخيم طرابلس ويظهر انها انتقلت ايضا الى صيدا، فاذا كانت الحكومة المقترحة جديرة بوضع حد لهذه الامور تكون ايجابية”.
وردا على سؤال اذا كانت هذه الحكومة شرعية قال: “نحن امام الامر الواقع شئنا ام ابينا”. اضاف: “هذه الحكومة التي اقترحوها حكومة موقته حتى تمرر هذه المرحلة”.
وعن موضوع النصاب وموقفه منه، قال البطريرك صفير: “انا لست رجل قانون انما فكرنا بالامر وهو ان المجلس لا يجتمع الا اذا اكتمل النصاب وهو الثلثان، ولكن اذا لم يتوفر الثلثان لاجتماع المجلس فلا يعتبر انه ملتئم وهذا ما حدث سابقا واصبح تقليدا وكانوا ينتظرون نائبا او اثنين حتى يكتمل النصاب للبدء بعملية الانتخاب. وانطلاقا من هذا المبدأ قلنا المجلس لا يمكن ان يجتمع الا بالثلثين وبعد ذلك قيل الاقتراح الثاني وهو اذا لم يتوفر الثلثان في الاول ربما يكتفي بالنصف زائد واحد في الدورة الثانية، وهناك من يقول ايضا انه لا حاجة الى الثلثين نبدأ بالنصف زائد واحد، وهذا القول عليه خلاف كبير. ونحن عندما قلنا الثلثين فمن باب الاحتياط او للتأكيد لانه اذا اراد المجلس ان يبدأ بالنصف زائد واحد سيعتبر البعض ان هذا مخالف للدستور وسيأخذونه حجة ويقولون اذا قمتم بذلك فسنقوم نحن بشيء آخر”.
طرح الثلثين سياسي
وردا على سؤال حول موقفه في حال انتخبت الاكثرية رئيسا بنصاب النصف زائدا واحدا؟
اجاب النقيب كرم: “ان انتخاب رئيس الجمهورية اذا ما كان سيحصل بالثلثين، فهذا قبل ان يكون قانونيا، فهو سياسي. كان هناك خلاف حول القانون بين القانونيين، فمنهم من يقول بالثلثين، ومنهم من يقول انه يكتفي بالنصف زائدا واحدا. وهذه اقتراحات لرجال قانون من الداخل والخارج”.
سئل: هل تؤيدون رئيسا توافقيا على رأس الجمهورية اللبنانية؟
اجاب: “نحن هنا لسنا في اميركا ولا في فرنسا، هناك حزب ديموقراطي وآخر جمهوري ومن ينتخب هناك يمشي الجميع وراءه. نحن ليست لدينا احزاب بارزة. نحن نريد رئيسا قويا يكون حازما، لكن اذا جاء من جهة واحدة وقسم كبير من اللبنانيين ضده يعرقلون مسيرته”.
وردا على سؤال قال: “الرئيس لحود اقترح حكومة من ستة اشخاص وتوقف عند هذا الحد، ولكنه لم يقل انه اذا لم يقبل هذا الاقتراح سيقدم على خطة اخرى”.
من جهته، قال البطريرك صفير ردا على سؤال: “نحن نتمنى ان يكون هناك حلحلة انما للبت بالحلحلة، كان اقتراح الحكومة. ولكن كما قلنا ان من ظن ان هذه الحكومة ما هي الا لتحييد الاهتمام بالمحكمة الدولية وان هناك عشرةايام سيستفاد منها فيفشلوا الحكومة، ولكن انا لا ارى ان الامر كذلك”.
واكد البطريرك صفير ردا على سؤال، ان “هناك اشخاصا يتابعون ملف التجنيس”، وقال: “انا لا اتابع هذا الملف ومن يتابعه يقولون ان هناك عمليات تجنيس حصلت دون وجه حق ولم يكن يجب ان يحصل ذلك”.