يشهد الصرح البطريركي في بكركي تغييرات ترتبط بشاغل الصرح الجديد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وهي تغييرات تختلف شكلا ومضمونا عما درجت عليه العادات المارونية للبطاركة السابقين. ويشير العارفون الى أنه، بين البطريرك السلف والخلف، ثمة بون شاسع في طريقة إدارة شؤون الكنيسة والصرح على حد سواء.
ففي حين كان البطريرك صفير مقلا في الكلام والزيارات، يبدو خليفته على عكسه. فهو يكثر من الاحاديث الصحافية ويستدعي الاعلاميين الى اللقاءات التي يعقدها، ويطلب اليهم نقل وعظاته واحاديثه الى وسائل الاعلام مع انها تتشابه عموما وتتمحور حول العنوان الذي اختاره لبطريركيته “شراكة ومحبة”. حتى أن إكثاره من الاحاديث كان مثار إستغراب القيادات السياسية اللبنانية بحيث طلب اليه النائب سليمان فرنجية، على الهواء، تخفيف وتيرة الاحاديث الصحافية.
وبالنسبة للزيارات، لم يُِقم البطريرك الراعي في الصرح قدر تجواله على المناطق والرعايا. وفي السابق، كانت زيارات السلف محسوبة ونادرة، وصفير هو القائل إن “بكركي تُزار ولا تزور”.
وإذا كانت الطبائع تختلف بين البشر فإن طبائع السلف والخلف تختلف حكما في طريقة إعتماد فريق عمل كل منهما. فالبطريرك صفير اعتمد على رجال الدين والنواب العامين، من الاب ميشال عويط بصفة سكرتيره الخاص وناظم مواعيده والمونسنيور طوق لتلاوة بيانات مجلس البطاركة، وكل ما يصدر عن الصرح البطريركي. فريق عمل البطريرك الراعي بدأ بالتشكل من مدنيين. فوليد غياض تولى مسؤولية الإعلام في الصرح البطريركي، وشقيقه شربل تولى مسؤولية جهاز امن الصرح في حين كان البطريرك صفير أوكل امر جهاز الامن الى المسؤولين في الدولة اللبنانية. كما تتولى السيدة نجلا غياض مسؤولية الإشراف على مطبخ الصرح البطريركي، في حين تولت راهبات الصرح مسؤولية المطبخ البطريركي في عهد السلف.