يشهد الصرح البطريركي هذه الايام حركة ناشطة ليواكب ايقاع البطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي، حيث باشر البطريرك الراعي حملة تعيينات بدأت بجهاز الامن ولم تنته مع استبدال الاب ميشال العويط وصولا الى اللقاء الذي عقده الراعي مع الإعلاميين المعتمدين في الصرح البطريركي.
زوار الصرح البطريركي ينقلون عن الراعي قوله إنه يلتقي مع طروحات ثورة الارز وقوى 14 آذار لجهة بناء الدولة والعبور الى دولة المؤسسات، إلا أنه يتحفظ على ما وصفه إستلحاق مسحيي قوى ثورة الارز بالطائفة السنية! ويشير في هذا الصدد الى واقعة تفرّد الرئيس سعد الحريري في خوض مفاوضات ما سمي بمبادرة “سين-سين” من دون ان يطلع الحلفاء المسيحيين على مضمون المفاوضات إلا بعد أن وصلت الى الحائط المسدود وإعلان الحريري سقوط المبادرة.
اما مع العماد عون، فينقل زوار البطريرك الجديد عنه أنه لا يلتقي معه لا في طروحاته ولا في تحالفاته وان لا امكان للتلاقي السياسي بينهما. إذ يعتبر البطريرك الراعي ان العماد عون ذهب بعيدا في معاداة الكنيسة وتخلى عن الكثير من الثوابت الكنسية. وإذا كانت القوى المسيحية 14 آذار تبدو ملحقة بالطائفة السنية، حسب رأي البطريرك الراعي، فإن العماد عون وتياره مستتبعان كليا من حزب الله. لا بل إن عون يغالي في مواقفه ويزايد على حزب الله في المواقف التي تنتهك سيادة الدولة، خصوصا موقف عون وتياره من سلاح حزب الله، وتغطية التيار العوني لجميع التجاوزات التي قام بها الحزب على حساب سيادة ومنطق الدولة- حسب ما نقل زوار البطريرك الراعي عنه.
داخليا يَعِد البطريرك الراعي بورشة تنظيمية في الكنيسة المارونية لم تظهر معالمها بعد. الا ان معالم التنظيم بدأت في الصرح نفسه حيث يفرض الراعي على الاعلاميين عدم استصراح السياسيين قبل اخذ موافقته، ما يضع حدا للتصريحات التي كانت تصدر يوميا من قبل سياسيين يزورون الصرح. كما انه يحرص على نقل خطاباته وعظاته وتوزيعها على وسائل الاعلام، سواء تلك التي يقولها امام الحشود التي تزوره او امام الزوار.
مآخذ على إعلاميين!
وتقول مصادر قريبة من الصرح البطريركي إن للبطريرك مآخذ على بعض الإعلاميين الذين يستغلون وجودهم كمعتمدين من قبل وسائلهم الإعلامية في بكركي للإنتفاع من هذه الموقع بطريقة يعتبرها الراعي تسيء للصرح ولمهنة الإعلام! وتقول المصادر إن البطريرك الراعي يدرس صيغة جديدة لوقف هذه الاستغلال من دون ان يتسبب في قطع أرزاق الإعلاميين إنطلاقا من شعوره معهم بأزمتهم وأزمة الوسائل الإعلامية التي يعملون لأجلها.