ستيوارت: التقسيم ليس هدفنا لكن من الصعب عودة الأكراد إلى بغداد… وسورية ستصبح دولتين أو ثلاثاًالشرق الأوسط سيشهد خلال عقد أو اثنيْن تحوّلات تغيّر من شكله الحالي
واشنطن –
اعتبر أرفع مسؤوليْن في اجهزة الاستخبارات الاميركية أن العراق وسورية، تعرّضا للتقسيم على ارض الواقع، وأن هذا التقسيم سيطول، وأنه في المدى المنظور، من غير المتوقّع ان يعود اي من هذيْن البلديْن الى سابق عهده كدولة على الشكل الذي اكتسبه منذ نحو قرن.
وقال رئيس «وكالة الاستخبارات الدفاعية» التابعة لوزارة الدفاع (بنتاغون) الجنرال فنسنت ستيورات: «أواجه صعوبة في رؤية (العراق او سورية) يعودان كدولتين موحّدتين».
وأضاف في مؤتمر حول الشؤون الاستخباراتية، انه يعتقد ان من الصعب ان يعود الاكراد الى بغداد او ان يقبلوا سيادتها عليهم. أما عن سورية، فذكر ستيورات انه يرى ان المستقبل يشير الى ان سورية ستنقسم الى دولتين او ثلاث.
وشدد الجنرال الاميركي على أن تقسيم العراق او سورية، او اي من دول منطقة الشرق الاوسط الاخرى، ليس هدفاً لحكومة الولايات المتحدة.
وكان نائب الرئيس جو بايدن دعا مراراً، اثناء عمله في مجلس الشيوخ في العام 2006، الى تقسيم العراق الى ثلاث دويلات، شيعية وسنّية وكردية، لكل واحدة منها حكومة محلية قوية وذات صلاحيات، وترتبط الحكومات الثلاث ببعضها بشكل فضفاض عبر حكومة اتحاد كونفيديرالي في بغداد. إلا ان الرئيس السابق جورج بوش كان من ابرز المعارضين لفكرة تقسيم العراق.
ومنذ توليه منصب نائب رئيس، تراجع بايدن عن اقتراحه تقسيم العراق، والتزم سياسة الرئيس باراك أوباما، القائمة على التمسّك بوحدة العراق والتعامل مع حكومته الفيديرالية في بغداد كحكومة ذات سيادة، الى درجة ان أوباما رفض مراراً طلبات من الاكراد – ابرز حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط – بتزويدهم بالسلاح لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بسبب رفض بغداد. وأصرّ على ان تسليح قوات البيشمركة الكردية يمر عن طريق حكومة العراق.
بدوره، اعتبر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية «سي اي اي» جون برينان، في المؤتمر نفسه، ان حدود هذه الدول مازالت موجودة نظرياً، لكن الحكومات المركزية خسرت سيطرتها على الاراضي التابعة لها. وقال ان العراقيين والسوريين، اكثر من اي وقت مضى، يعرّفون عن أنفسهم بذكر انتماءاتهم الدينية المذهبية او القبلية العشائرية، من دون ان ينظروا الى انتماءاتهم الوطنية. وتابع: «اعتقد ان الشرق الاوسط سيشهد في العقد او العقديْن المقبليْن تحوّلات تغيّر من شكله الحالي».
وتأتي تصريحات مسؤوليْ الاستخبارات الاميركية في وقت اندلع جدال داخل الادارة حول تلاعب بالتقارير الاستخباراتية التي يقدمها كبار المسؤولين الى أوباما، ما حدا بوزارة الدفاع الى مطالبة المفتش العام بإجراء تحقيق في الأمر.
وفي وقت لاحق، وقّع قرابة 60 محللاً استخباراتياً عريضة، جاء فيها ان المسؤولين عنهم تلاعبوا بتقاريرهم، وقدموا صورة زاهية حول الحرب الاميركية ضد «داعش»، في وقت كان المحللون يرسلون تقارير مغايرة.
ويبدو ان المفتش العام صادق على هذه الادعاءات، وباشر تحقيقاً منفصلاً للبحث عن هوية المسؤولين عن تقديم تقارير، تجعل أوباما وكبار المسؤولين في ادارته يتحدثون بشكل متواصل عن انتصارات اميركية ونجاحات ضد «داعش»، فيما الواقع يشير الى تعثّر هذه الحرب، واستمرار تفوق التنظيم وتوسّعه في كل من العراق وسورية.