حينما اندلعت ثورات تونس ومصر، أغدق المسؤولون والإعلام الإيراني المدائح لها. ولكن الصورة تغيّرت حينما وصل الدور للديكتاتور السوري. فاكتفت وسائل الإعلام الحكومية في إيران بالصمت حول ما يجري في سوريا، باستثناء بعض التغطيات الإخبارية التي نسبت إلى مسؤولين سوريين أن المتظاهرين “خُدعوا من جانب قوى أجنبية”. ولكن هذه الإستنسابية تثير إنتقادات داخل إيران نفسها.
وقال موقع “ألف”، المقرّب من رئيس جهاز التحقيقات في مجلس الشورى، “أحمد توكّلي”: “لو كانت المظاهرات الجارية في سوريا مظاهرات شعبية، ولو لم تكن بإيعازٍ من الخارج، لكانت وسائل إعلامنا قد تابعتها كما فعلت في مظاهرات اليمن، ومصر، والبحرين… ولكن أي وطني إيراني لا يمكن أن يهلّل حينما تغرق سوريا في المتاعب، لأن سوريا حليف إستراتيجي ولأن المشاكل التي تتعرّض لها ليست في مصلحة إيران”.
قاليباف: لا فرق بين سوريا وأنظمة الإستبداد الأخرى
بدوره، لاحظ موقع “عصر إيران”، القريب من محافظ طهران “باقر قاليباف”، الصمت الرسمي وجاء فيه: “إن النظام السياسي المقفَل في سوريا لا يختلف في شيء عن الأنظمة الإستبدادية القائمة في تونس ومصر واليمن والبحرين والأردن. فما هو الأساس الذي استندت إليه الإذاعة والتلفزيون الرسمي لتجاهل الأحداث السورية في حين تقوم بتغطية أحداث مشابهة في بلدان أخرى؟” وبعد ملاحظة أن شبكات “برس تي” و”العالم” (الموجّهة للخارج وليس للجمهور الإيراني) قامت بتغطية أحداث سوريا إلى حدّ ما، تساءل الموقع: “ما الفرق بين المواطنين الأجانب والمواطنين الإيرانيين، بحيث يحق للأجانب أن يعرفوا عما يجري في سوريا عبر وسائط إعلام إيرانية، في حين لا يحق للإيرانيين أن يعرفوا عنها؟ وهذا، علماً أن وسائل الإعلام الرسمية في سوريا قامت بتغطية أحداث إيران بعد إنتخابات 2009، ولم تتّبع سياسة صمت إزاءها”!
وذكر موقع “روز” الإيراني المعارض أن موقعاً تابعاً للمحافظين في إيران طالب الجمهورية الإسلامية بتعزيز حضورها في بلدان مثل سوريا والبحرين “بواسطة مقاتلين من حزب الله، سواءً أكانوا إيرانيين أم لا”!
إقرأ أيضاً:
سفير ايران في دمشق : احداث سوريا نسخة من الفتنة في ايران عام 2009