عندما خرج العرب من جزيرتهم يحتلون دول الحضارات المحيطة بهم في القرن السابع الميلادي تحت راية الإسلام، أو بالأحرى باستخدام الإسلام إنتهازيا (ويجب هنا ألا نخلط بين العرب وبين الإسلام)، كان قد تم وضع تعريف عربي للون جديد من الحرب تم بمزج العرب بالإسلام. فالحرب المعتادة عبر التاريخ في مجموعها تندرج في نوعين: فهي إما حرب دفاعية أو حرب هجومية. أما الجديد المزيج العربي الإسلامي، فهو مفهوم يخلط كلا اللونين تحت اصطلاح الجهاد الذي يعني حربا دائمة في المطلق، لا تتوقف ما دام في الأرض شخصاً واحداً لم يعلن إسلامه بعد. أو لم يدفع الجزية للعرب إعلانا عن الخضوع وإثباتا لسيادتهم لأنهم المسلمون. لأن المبدأ الإسلامي الجهادي الذي وضعه له العرب يقوم على عرض ثلاث خيارات على غير المسلمين وهي: الإسلام أو الجزية أو الحرب. ومن ثم أصبح جهاد الفتوح يعد فقهيا من الفروض الإسلامية الأساسية مثله مثل الصلاة والصيام ويسمي فرض كفاية. أي يكفي أن يقوم به القادرون على القتال من المسلمين ليسقط التكليف عن بقية المسلمين. ولكن بشرط إعانة المسلمين غير المقاتلين للمسلمين المقاتلين بالمال والدعم والسلاح وكل ما هو ممكن، وإذا توقف هذا الجهاد فقد أثم كل المسلمين واستحقوا عقوبة ربانية بالذل والمسكنة والهوان. لذلك رأى المسلمون المعاصرون أن تخلفهم الحالي، وضعفهم وهوانهم، كان نتيجة تخليهم المؤقت عن فريضة الجهاد.
ولأن خروج أي جيش بحروبه خارج حدود أرضه الوطنية هو عدوان على بلاد الآخرين، ولأن الإسلام دين يفترض فيه أن يكون ضد العدوان على الآمنين كأي دين أخر، فقد برر العرب عدوانهم الغازي لاحتلال البلاد المحيطة بالجزيرة باستثمار دين المسلمين، بدمج الحرب الدفاعية بالحرب الهجومية تحت مسمي اصطلاحي واحد هو (الجهاد) الوارد في القرآن، وأنه أمر إلهي وليس بشريا لا يملك المسلم معه إلا الطاعة والامتثال للقرار الإلهي. فتصبح جريمة عدوان العرب الفاتحين على الآمنين ليست بجريمة لأن من أمر بها هو الله (الذي حرم العدوان على الآمنين)، والله لا يأمر إلا بالخير، حتى لو ظهرت عدوانا، لأنها في النهاية تمكين لدين الله في الأرض، ويكون المدافع عن عرضه ووطنه وممتلكاته (وفق هذا المبدأ العربي الملتبس بالإسلام ) هو المجرم، لأنه يقف في طريق نشر دعوة السماء. لذلك كان العدوان على غير المسلمين وحتى اليوم من وجهة النظر العربية التي أصبحت شرعا إسلاميا، هو شرع مشروع، وهو الخير نفسه، بل أنه أفضل عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، لأنها تصل إلي حد قتل المسلم نفسه في حروب ذلك الزمان بالسلاح الأبيض، الذي كان لا بد فيه من افتراض موت المحارب. وفي حال موته، فإن موته يسمي استشهادا في سبيل الله، يدخل بموجبه جنات الله السماوية عريسا تزفه الملائكة للحور العين. هكذا قنن الفقه الذي صيغ على قدر مصالح العرب وحدهم.
ومع تحولات الزمن وتطور أدوات الحرب التي يمكن بها القتال دون موت المقاتل أو تقليل نسبة الموت، فان المسلم اليوم يحنط التاريخ من بابين: الأول هو تقديس الفعل الإرهابي الحالي، والثاني من باب اعتقاد سحري قديم وهو أن الشبيه ينتج الشبيه، فيذهب ليس بغرض القتال بل بغرض الموت شهيداً، أي الاستشهاد بقتل نفسه قربانا للرب حتى يحوز الرضي الإلهي ومكانا أفضل في جناته. وحتى ينتج الشبيه شبيهه فينصر الرب المسلمين اليوم وهم في ضعف وهوان كما سبق ونصر المسلمين الأوائل وهم أذلة على إمبراطوريات زمانهم عندما جاهدوا طلبا للشهادة……….أو هكذا قنن العرب.
ومع مفهوم الجهاد الإسلامي هذا لن تجد في علوم الفقه الإسلامي فقها للدفاع عن الوطن لأن الوطنية في الفقه الاسلامى كفر، لأن وطن المسلم هو الإسلام ذاته، ومساحته الجغرافية هي العالم كله. لذلك يقول الشيخ ( يوسف القرضاوى) ملخصا موقف الإسلام الفقهي من الوطنية: “ليس بمجتمع مسلم ذلك الذي تتقدم فيه العصبية الوطنية على الأخوة الإسلامية حتى يقول المسلم وطني قبل ديني”. ثم يجعل الوطنية كفراً وعبادة أوثان، وأن “دار الإسلام ليس لها رقعة محددة” ويترتب على ذلك أن تكون ” مشاعر الولاء للإسلام وأهله هي التي تقود المجتمع وكذلك مشاعر البغض لأعداء الإسلام (من كتابه : ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده / مكتبة وهبة / القاهرة /2001 / ص: 86، 24 80،57 “)، أو قوله في كتاب أخر: إن الوطنية هي من صناعة الدول الأستعمارية بغرض تفكيك وحدة المسلمين أو بنص كلامه: “في واقع مصر والوطن العربي والإسلامى.. شجع المستعمرون النعرة الوطنية هادفين إلى أن يحل الوطن محل الدين، وأن يكون الولاء للوطن لا لله، وأن يقسم الناس بالوطن لا بالله، وأن يموتوا في سبيل الوطن لا في سبيل الله / (كتابه الأخوان المسلمون / مكتبة وهبة / 1999 ص 18،19 “). ومن ثم تجد بدلا من مفهوم الوطنية أبوابا طوالا لفقه الجهاد، الذي كان عبر التاريخ هو الاعتداء العربي الدائم على غير المسلمين واحتلال بلادهم وتحويلها إلي بلاد مسلمة كلما كان ذلك ممكنا. وقد أسمى القرآن وأحاديث النبي محمد (ص)هذا الفعل باسمه الصريح دون مواربة أو تحرج (غزوا)، ولكنه كان زمن النبي يحدث داخل جزيرة العرب لتوحيد شتات قبائلها في دولة واحدة، لكنه مع العرب تحول إلى الخارج حيث استخدموا ذات المفاهيم ولكن لاحتلال دول المحيط. ولا زال حتى غزوتي نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001 المباركتين!!!!. وهو فعل راق مقدس لا يشين صاحبه بل يشرفه ويرفعه درجات أعلى من السمو. مثلما كانت أفعال القتل الجماعي في سيناء بأمر موسي النبي، أو مجازر يشوع، أو حروب داود، وكلها بذوق اليوم جرائم قتل جماعي، لكنها زمانهم كانت أفعالا مقدسة لأنهم كانوا أنبياء يتلقون أوامرهم من السماء. وسجل العهد القديم من الكتاب المقدس ذلك بوضوح شفاف ودون تزويق، ودون أن يشعر المحرر بأي حرج فيما دونه. الفرق هنا أن ما جاء بالعهد القديم وغيره من كتب الأديان الأخرى، قد أصبح قديما وانتهي بنهاية زمنه وأصبح مجرد فولكلور للمؤمن به، بينما هو في الفقه الإسلامي حي قائم فاعل مستمر حتى اليوم.
كذلك كانت مهنة الحرب في تلك الأزمنة الخوالي مهنة نبيلة شريفة عند مختلف الأمم، لأنها كانت تعود على المحارب بالجاه والمال والمكانة الاجتماعية. و كانت كذلك في الإسلام. لكن الإسلام أعطاها زخما جديدا فأصبحت إضافة لشرفها ونبلها حرفة مقدسة، وأباح الإسلام للمحارب المسلم الاستيلاء على كل ممتلكات غريمه بعد أن أباح له دمه، سواء كانت تلك الممتلكات مال أو عقار، أو حتى نساء وأطفال أو رجال أسري، يتم بيعهم في أسواق النخاسة. فكانت مهنة الجهاد مصدر ربح عظيم للمسلم المجاهد، فحاز المكانة الاجتماعية الرفيعة، وصار ينظر إليه حتى اليوم بحسبانه بطلا مقدسا أسطوريا يتما هي في شخصه كل المسلمين. ونموذجا لذلك سفاح عربي تاريخي لا مثيل له هو خالد بن الوليد الفاتح الدموي لبلاد العراق؛ الذي كان يتسلى ويتلذذ بلذة القتل للقتل، ومع ذلك هو في نظر المسلمين نموذج مقدس وصفه الخليفة أبو بكر بأنه “سيف الله المسلول”، ووصفه مرة أخرى بقوله: “عجزت الولائد أن يلدن مثل خالد”. ومن ثم شكل خالد نموذجا يحلم المسلمون اليوم برجل مثله يقودهم لفتح بلاد العالم مرة أخرى.
في تلك الأزمان كان شعار الجيوش الإسلامية الفاتحة لبلاد الآخرين هو: “الإسلام أو الجزية أو الحرب”. كان هذا ما يعرضه خالد بن الوليد، أو عمرو بن العاص، أو القعقاع، أو غيرهم من قواد الجيوش العربية على الشعوب الأخرى. ويبدو الشعار دعوة لدين جديد لكن الحقيقة لم تكن أبدا كذلك، لأنهم لو كانوا يقصدون الدعوة لدينهم الجديد حقا، لأعطوا الناس فرصة للتفكير في هذا الدين الجديد، ولاصطحب الجيوش معها فقهاء الدين لشرحه للناس قبل القتال، وعقد المناظرات مع أصحاب الديانات السابقة لإثبات تفوق الإسلام على غيره من أديان. لكن ذلك كله لم يكن واردا، ولم يحدث ولا مرة واحدة في تاريخ الجهاد العربي. هذا رغم أن خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من أبطال الجهاد، قد ظلوا على دين قومهم بل وقادوا جيوش مكة ضد المسلمين في أكثر من موقعة، ومن ثم استغرقوا سنوات طوال منذ بدء الدعوة الإسلامية حتى قرروا إعلان إسلامهم، وانضمامهم للقوة الجديدة المنتصرة في جزيرة العرب. بينما الجيوش العربية الفاتحة بقيادة هؤلاء أنفسهم، عندما كانت تصل في سيرها الفاتح أبواب أي مدينة، كانت تطلب إجابة فورية واضحة على العرض: الإسلام أو الجزية أو الحرب. علما أن قواد الجيوش المسلمة أنفسهم لو سألناهم عما هو الإسلام ما أجابونا إجابة واضحة، لأن القرآن الكتاب المقدس الأول لم يكن قد تم جمعه بعد ، وكان المسلم يكتفي بحفظ بضع آيات يستخدمها في صلاته، ولم يكن بين هذه الجيوش أحد من حفاظ القرآن، بعد أن تم التحفظ عليهم في يثرب عاصمة المسلمين حفاظا على حياتهم، بعد موت أكثرهم في حروب المنشقين على الدولة في الجزيرة (حروب الردة). كذلك لم تكن أحاديث النبي قد تم جمعها وتدوينها بدورها، ولم يتم ذلك إلا بعد مرور قرن ونصف من الزمان، ولا كانت علوم الفقه قد ظهرت بعد، بل ولم تكن لغة العرب نفسها قد تم وضعها في شكل قواعد واضحة متفق عليها.
إن شعار الإسلام أو الجزية أو الحرب، لم يكن هدفه الحقيقي هو دين الإسلام أو أسامة البلاد المفتوحة، بقدر ما كان إخضاعا لهذه البلاد لسيادة العرب، وتبرير جرائم القتل والإبادة الجماعية والنهب والسبي، بكون الجيوش العربية مسيرة بأمر الرب لنشر دينه، لأن سلب الممتلكات أو سبي النساء أو أسر الأطفال وبيعهم في أسواق العبيد، كان حق الرب، وكان العرب ينفذون إرادته القدسية، لذلك كانوا يسقطون الجزية والأسر والقتل عمن يخضع للرب ويعلن إسلامه وخضوعه للعرب.
ولأن المثل العربي يقول: “كل عربي تاجر” وهي حقيقة تاريخية معلومة ، فقد كانوا تجار العالم القديم بعد أن انقطعت طرق التجارة العالمية، خلال زمن طويل قبل الإسلام بسبب حرب الفرس والروم، ولم يبق أمنا لها سوى صحراء الجزيرة التي لم يرغب فيها لا الفرس ولا الروم. ومن ثم أصبح العرب تجار العالم القديم بلا منازع. أصبح الجهاد صفقة على طريقة التجار، صفقة بين الله وبين العرب، يقوم بموجبها العرب بإخضاع العالم للعبودية لله، مقابل أخذ نصيبهم من الصفقة أموال ونساء وأطفال وأرض المهزوم. وبموجب هذه الصفقة تنازل الله لهم عن حقه في الغنائم، والتي كان يأمر في العهد القديم بحرقها جميعا للرب (انظر سفر الخروج والعدد ويشوع)، لكنه قرر تركها للعرب في حديث النبي محمد “أحلت لنا الغنائم ولم تحل لأحد من قبلنا”، وأكد القرآن تنازل الرب عن حقه في الغنائم للمسلمين بدلا من حرقها، وأنها حلال مشروع بقول القرآن للمسلمين “فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا “.
والوصف “طيبا” هنا يضيف إلى شرعية الغنائم صفة الخيرية أيضا والشرف وطهارة المصدر. هذا باختصار ما كان عن مفهوم الجهاد منذ ظهوره. ويزعم كاتب هذه السطور أن هذا الشعار لا زال قائما وتمت استعادته بعد تحوير طفيف، هو شعار الإخوان المسلمين “الإسلام هو الحل”. ومعني ان يكون الإسلام هو الحل أن العلم الحديث الذي أدى لتقدم العالم كله ليس هو الحل لتخلف بلاد المسلمين، وهو ما يعني ضمنا تنشيط الخرافة وروح التواكل والاعتماد على الله وليس على العقل. وهو ما يعني أيضا أن الديمقراطية ليست هي الحل. الإسلام هو الحل وليس عقلي ولا علمي ولا يدي ولا ديمقراطيتي ولا حقوقي الإنسانية هي الحل. شعار يرفض أي طريق للحل سوي ذاته، شعار يعني عدم اللجوء للحلول البشرية ما دامت لدينا الحلول الالهية، والحلول الإلهية تقوم أساسا على تعبد المسلم لربه، بالصلاة والصيام والحج والدعاء وغيره، وهو كفيل بإنقاذه وإنقاذ أمة المسلمين. وأعلى درجات هذا التعبد هي الجهاد لاحتلال بلاد الآخرين، ونزح خيراتها إلي بلاد المسلمين فيتم حل كل مشاكل المسلمين. لذلك حصد الإخوان في الانتخابات التشريعية ما حصدوا من أصوات لأن شعار الإسلام هو الحل، هو شعار كل مسلم وليس شعار الإخوان وحدهم. ولو كانت في مصر انتخابات نزيهة حقيقية لاكتسح “الإسلام هو الحل” كل الأحزاب الأخري، ليس لأن الإخوان جماعة منظمة تنظيما دقيقا كما يبرر المتفلسفون، وليس لأنها حقيقة واقعة في المجتمع وفي الشارع المصري أثبتت نشاطها التنظيمي القوي حسبما يرى المنظرون السياسيون. فليس مثل تلك الأسباب وراء تصويت المسلم المصري للجماعة، لأنه ليس هكذا يفكر رجل الشارع المصري. المصري يستشعر الهوان والتخلف والفقر والهزيمة، وبمعاونة متمرسة من إعلام الدولة أصبح يعتبر أن ذلك بسبب آثامه وبعده عن طريق الله حسبما يقرعه مشايخ القنوات التليفزيونية صباحا ومساء. ومن ثم يرى في الجماعة نموذجا للتقوي والالتزام (فكل مشايخ التلفزيون ومعظم الأزاهرة هم أعضاء في الجماعة، إن من صنع هذة الجماعة هو إعلام دولتنا لا بارك الله فيه)، وأنها هي الأقرب إلى الله، وأنها لو حكمت مصر فإن الله سينصرها لأنها الأكثر طهرا وقربا من رب الإسلام. فهم ملتحون مصلون صائمون حريصون على اداء الصلوات الجامعة، نساؤهم منقبات قانتات. هم نموذج الصحابة الأوائل للنبي الذين تدخل الله بنفسه من أجلهم، ورفعهم من الذل والفقر إلي التمكين والعز والقوة وفتح بهم بلاد العالم. إن الشارع المصري عندما يعطيهم صوته فهو يعطيه لما يتصور أنه الإسلام الذي يرضي عنه الرب. لذلك لم يجد الإخوان أي بأس في استثمار هذه المشاعر الفطرية البسيطة فكان إعلانهم عن أنفسهم في الانتخابات للمواطن (أعط صوتك لله) ، (لا ميثاق ولا دستور..قال الله وقال الرسول).
المصري يري الفارق الهائل بين العالم المتقدم وبين بلاد المسلمين فلا يري أي إمكان للحاق بالمتفوقين بجهوده البشرية ، ومن ثم فلا حل سوي أن يتدخل الله بنفسه لينقذ امته المختارة بنفسه، فيعطيه صوته ، يعطيه للإخوان. يعطيهم صوته ليتدخل الله وينتقم من اليهود والنصاري ( وعادة ما يتم تركيز الكراهية هنا على إسرائيل وأمريكا ) الذين أهانوا المسلمين بتفوقهم، ويرفع شأن المسلمين إلي مقام السيادة الموعودة ربانيا. لذلك يقدم الإخوان أنفسهم للناس بوصف أنفسهم بأنهم المسلمون ، لتعميق شعور بقية المسلمين بأنهم غير مسلمين حقا بل آثمون خطائون. لذلك يلتزم الإخوان المظاهر الدينية التي تجعلهم في نظر البسطاء من مسلمي اليوم كالصحابة الأوائل، ومع هذا الإسلام المخلص النقي يصبح شعار (الإسلام هو الحل) هو الحامل للشعار القديم ، هو الحل لعرض الشعار القديم على العالم القوي الكافر: الإسلام أو الجزية أو الحرب. ويحمل الشعار الجديد حماية الرب الذي كان يحمي الشعار القديم، فاحتل المسلمون به نصف العالم القديم المعروف زمانهم. الشعار يعني ان الرب سيكون راضيا عن الإخوان، ورضاه يعني تسليمهم حقهم في الصفقة التجارية، ليكونوا أصحاب الحق في الحكم والإدارة ، وأن هذه إرادته ورغبته، لأن الحكم بالإسلام فرض شرعي يعلنه الإخوان دوما، بتأكيدهم أنهم سيحكمون بالشريعة الإسلامية، وهو الحكم الكفيل بتأكيد الصلح مع الله ، ليعود رضاه على المسلمين فيقوي شأنهم، ويعودوا سادة العالم من جديد.
الشعار يتضمن أيضا معني أن الإسلام كما هو الحل فهو الغرض والهدف ، وأن الإخوان إنما ينفذون مشيئة الله ولا يبغون من وراء ذلك مكسبا ولا مغنما، فهم لا يريدون من الوصول إلى السلطة وحكم البلاد إلا خير الإسلام والمسلمين، مثلهم مثل الصحابة الاوائل الأطهار، هو ذات ما كان يقوله هؤلاء الصحابة القدامي بشعار الإسلام أو الجزية أو الحرب، لكنهم عندما تمكنوا قتلوا وذبحوا وسلخوا ونهبوا واغتصبوا.
وقد كتب صاحب هذا القلم منذ حوالي عام ونصف بمجلة روزاليوسف القاهرية أن ما يفعله الإخوان في مصر بمبادئهم الوهابية هو إعادة فتح عربي/ هذة المرة سعودي وهابى / لمصر كرة أخري، في موضوع بعنوان (ثأر الدرعية واعادة فتح مصر) ، وبعد اشهر، ولأن النبوءة صحيحة ، فقد أعلن الإخوان ذلك وبنفس التعبير والمعني، في وثيقة خيرت الشاطر بعنوان (فتح مصر)، ليثبت صدق صاحب هذا القلم. إنهم يعيدون فتحها ليس بالشعار القادم من الخارج : الإسلام أو الجزية أو الحرب ، إنما بشعار جديد يتناسب وإعادة احتلال مصر من الداخل، والتسلط علىها بشعار الإسلام هو الحل. وهذا الحكم أو التسلط يسمونه اليوم (التمكين)، وعندما تمكن أسلافهم العرب من قبل فعلوا ببلادنا وشعوبنا الأهوال، فماذا عن تمكين الإخوان وإعادة فتح مصر من الداخل؟
يتبعه 2 من 2
elqemany@yahoo.com
الإخوان وحلهم الإسلامي(1 من 2)الأخوان يروجون للحل المعجزة و ينسون أنه ليس بالجديد فهو مطبق بالسعودية و أيران ، فلماذا لا يذكرون في دعايتهم رغبتهم في تطبيق نظام علي شاكلة ذلك النظام المطبق في السعودية و أيران ، في رأي لأنهم يعرفون أنهم بقولهم ذلك سيفقدون تأييد أغلبية من التابيعن لهم ، فحتي أشد الأصوليين المصريين ينتقد نظام الحكم بتلك الدولتين ، و ذلك حتي بدون أضافة طالبان و السودان لتلك القائمة السوداء. في الحقيقة لدينا مثلين متناقضين يمكن الرجوع ليهم تركيا و السعودية فهما يمثلان اليمين و اليسار بالنسبة للحكم الأسلامي ، فلو لديهم الشجاعة الأدبية عليهم أستطلاع رأي… قراءة المزيد ..