كتب مراسل “لوموند”، كريستوف أياد” اليوم أن “حزب الإتحاد الديمقراطي” الذي يقوده “صالح مسلم”، الذي يزور فرنسا الآن، “يضع رجلاً صغيرة في الثورة ورجلاً مع النظام”! وهذا طبيعي لحزب “أوجلاني” الولاء، ولرجلٍ سمح له النظام بالعودة إلى البلاد بعد اندلاع الثورة. اللعبة “الإنتهازية” التي يلعبها هذا الحزب، الذي يبدو الأقوى عسكرياً في مناطق سوريا الكردية لا تخلو من قمع يمارسه ضد الأحزاب الكردية الأخرى، التي تتّهمه بعمليات اغتيال لبعض كوادرها المشاركة في الثورة. حزب صالح مسلم “يهوّل” بـ”حرب أهلية سورية تدوم ١٠ سنوات” (ألم يكن شعار حافظ الأسد هو “أنا أو الحرب الأهلية”؟) ربما لأن سقوط الأسد سيعدّل وضع الحزب الأوجلاني الأم في تركيا! وقد عاد الحزب الأوجلاني التركي لاستئناف حرب العصابات ضد نظام إردوغان كما يشتهي الأسد وإيران! من الواضح من إجابات السيد “صالح مسلم” أنه لا يطرح على نفسه سؤالاً حول دور حزبه في إطالة عمر نظام بشّار الأسد عبر الحؤول دون انخراط أكراد سوريا في الثورة الشعبية!
*
مقال كريستوفر أياد- ترجمة “الشفاف”:
في سوريا الحالية حيث يبدو مستقبل أي مسؤول سياسي معلّقاً بخيط، فإنه أحد القلائل الذين يمكن أن يزعموا أنه باقٍ لوقت طويل! إن “صالح مسلم” هو رئيس “حزب الإتحاد الديمقراطي”، أبرز الأحزاب الكردية في سوريا. وقد استفاد حزبه من الثورة السورية ليفرض سيطرته على قسم كبير من المناطق الكردية التي انسحبت منها القوات الحكومية بسبب انشغالها بمكافحة الإنتفاضة. إن الرجل القصير، وعمره ٦١ عاماً، يشبه إلى حدّ ما “عبدالله أوجلان”، زعيم “حزب العمال الكردي”. ويعتبر أغلب المراقبين أن “حزب الإتحاد الديمقراطي” ليس أكثر من فرع
لـ”حزب العمال الكردي”.
ومنذ اندلاع الإنتفاضة السورية، فإن “حزب الإتحاد الديمقراطي” يلعب منفرداً. فهو يضع رِجلاً (صغيرة) في الثورة، ورِجلاً مع نظام دمشق، ويناور لكي يقطف ثمار الوضع بدون ان يتكبّد الثمن. وميدانياً، فقد تجنّب “حزب الإتحاد
الديمقراطي” أية مواجهة مع النظام السوري، الذي يسكنه قبل أي شيء هاجس المواجهة مع العدو التركي. إن “صالح مسلم”، الذي التقت به “لوموند” في باريس يوم أمس، يؤكّد الآن على انخراط حزبه في الثورة السورية التي انطلقت في ١٥ مارس ٢٠١١، والتي يعتبرها “استكمالاً لانتفاضة ٢٠٠٤ الكردية”.
والواقع أن الرئيس بشّار الأسد بذل أقصى ما بوسعه لـ”تحييد” الأكراد عموماً، و”حزب الإتحاد الديمقراطي” خصوصاً، منذ بداية الإنتفاضة بسبب مؤهلاتهم العسكرية. فوعدَ بإعطاء بطاقات هوية لمئات الألوف من الأكراد السوريين الذين حُرموا من الجنسية السورية منذ الستّينات، وحرص على “الإعتدال” في قمع المظاهرات في كردستان السورية، وألغى الحكم الغيابي الصادر بحق “صالح مسلم” الذي أصبح بوسعه مغادرة سوريا والعودة إليها بدون مساءلة. مقابل ذلك، انضمّ “حزب الإتحاد الديمقراطي” إلى هيئة “التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي”، الذي يضمّ معارضين من الداخل يعتبرهم النظام مقبولين ويميلون إلى الحلول الوسط.
وفي كوردستان نفسها، يُتّهّم “حزب الإتحاد الديمقراطي” بتأطير المظاهرات المناوئة للنظام، أو حتى بقمعها حينما ترفع شعارات تطالب بسقوط النظام. ومقابل ذلك، حصل الحزب على حق إعادة تنظيم نفسه والتمركز في المناطق الكردية، على حساب عشرة أحزاب أخرى يضمها “المجلس الوطني الكردي” الذي يعتد خطّاً أكثر عداءً للنظام.
ولكن “صالح مسلم” يقول أن استراتيجيته تنبع من الحذر: “منذ البداية، كنا ضد الثورة المسلحة للحؤول دون تحوّل المنطقة الكردية إلى ساحة قتال”. وذلك، كما يقول، هو سبب رغبته في الإبتعاد عن الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري.. الذي يعتبره صنيعة تركيا وقطر، وكلاهما يقف ضد حقوق الأكراد. ويضيف أن “عسكرة الثورة التي دفعت إليها مصالح أجنبية هي سبب المأزق الحالي”.
ويضيف: “لولا ذلك، لما كان النظام قد صمد لستة أشهر! أما اليوم، وبسبب التدخلات الأجنبية، فإن مصير السوريين لم يعد بيدهم. وبسبب هذه الظروف، فإن على الأكراد أن يحموا أنفسهم بجميع الوسائل”. وهو يقصد بذلك السيطرة السياسية والإدارية والعسكرية على المناطق الكردية.
وذلك ما حدث فعلاً في منتصف شهر يوليو حينما سمح النظام، الذي أضعفه إنفجار دمشق وحملة الجيش السوري الحر في دمشق ثم في حلب، بأن تتحرّر كردستان بدون مقاومة من جانبه. وفي ١٩ و٢٠ و٢٢ يوليو، سيطر “حزب الإتحاد الديمقراطي” على “”كوباني” و”عَفرين” و”دريك”، وهي مدن كردية مهمة يفرض سيطرته عليها بدون منازع. ويقول “صالح”: “لم نرغب بالسيطرة على “رأس العين” و”قامشلي” (“عاصمة” اكراد سوريا) حتى لا نصدم العرب من أهلها وحساسيات معينة”.
على الأرض، فإن قوى الأمن السورية ما تزال موجودة ولكنها لا تخرج من ثكناتها ومخافرها. ويُعتَبَر الجيش السوري غير مرغوب به، وكذلك الجيش السوري الحر. أما الإدارات العامة فتواصل عملها ولكن تحت إشراف
“حزب الإتحاد الديمقراطي” الذي يجبي الضرائب ويتولى توزيع الغاز.
وقد جاء “صالح مسلم” إلى باريس لطلب العون، وليست هنالك لقاءات رسمية له. وهو يبدي أسفه لأن المناطق الكردية ليست ضمن “المناطق المحررة” التي تنوي فرنسا مساعدتها.
أما الأحزاب الكردية الأخرى فتخشى من هيمنة “حزب الإتحاد الديمقراطي” مع أنه يسود حتى الآن تفاهم هش تم إبرامه في ١١ يوليو ٢٠١٢ في “إربيل” تحت إشراف مسعود البارزاني. وتشارك كل القوى الكردية في سوريا في “مجلس كردي أعلى”، ولكن توحيد القوى العسكرية الكردية ليس مطروحاً حتى الآن.
إن الإستقلال الواقعي الذي تتمتع به المناطق الكردية في سوريا يطرح سؤالاً حول الوضع المستقبلي الذي يتمنّاه “صالح مسلم”. وهو يجيب: “نحن نطلب إعترافاً دستورياً بحقوق الأكراد ضمن سوريا موحّدة، وديمقراطية، وعلمانية. نحن لا نؤيد نموذج الحكم الذاتي العراقي، الذي يشتمل على حدود داخلية. إن الحدود مصدر متاعب”. وبانتظار تحقّق ما يرغب به فإنه يعتقد أن “نظام بشار الأسد لن يبقى لأكثر من سنة أوسنتين… أما الحرب الأهلية السورية فستدوم عشر سنوات”.
ترجمة “الشفاف”
“الأوجلاني” صالح مسلم: نظام الأسد يدوم سنة أو.. والحرب الأهلية عشر سنوات!مع الاسف مازال في العالم العربي الخونة والمجرمون والمافيات هم الباقون ولا يحاسبون على القتل والاجرام اما الثوار والمفكرين المخلصون فيتم تصفيتهم كما حصل في حماة في الثمانيات فان المجرم الارهابي حافظ الاسد وعصابته المافياوية لم تحاسب على مجازرها وتدميرها للمدن فعاقب الله الشعب السوري نتيجة خنوعه وخوفه من النظام السوري السرطاني الارهابي الخبيث بان دمر الطاغية بشار الاسد السفاح وعصابته المافياوية الشعب السوري وسوريا ولكن كما نلاحظ اخيرا ان الشعب السوري انتفض وقام بثورته وقال هيهات منا الذلة وان شاء الله الشعب السوري سيسحق وينهي هذه العصابة المجرمة… قراءة المزيد ..