كتب عمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 21 – 10 – 2007
أنحت مصادر مقربة من تنظيم “الجهاد” باللائمة على الأجهزة الأمنية في تأخر الإعلان عن المراجعات الفقهية والفكرية التي أعدها الدكتور سيد إمام الشريف المعروف بالدكتور فضل، مرجعة أسباب ذلك إلى عدم وجود قوة الدفع نحو تسوية هذا الملف، رغم التصريحات التي تتحدث عن الإعلان عنها رسميًا في غضون أقل من شهر.
وقالت المصادر إن الجهات الأمنية أوقفت في ضوء ذلك الإفراج عن قيادات جهادية بارزة بداية من شهر رمضان، واقتصر الأمر على إطلاقها سراح بعض الأعضاء من غير الكوادر وبشكل سري.
كما أشارت إلى أن عدم الإفراج عن قيادات التنظيم مثل عبود وطارق الزمر ومحمد الظواهري ورفاعي أحمد قد خيم بظلال سلبية على المراجعات وأثار أجواءً من التوتر بين كوادر “الجهاد” داخل السجون والأمن، كما قالت المصادر.
تزامن ذلك مع تحفظ الدكتور سيد إمام على مطالب لمجمع البحوث الإسلامية فيما يتعلق بالمبادرة المطروحة عليه تتعلق بقضايا عقدية، بالإضافة إلى رفضه إطلاق وصف إسلامية على الدولة في مصر، كما فعلت “الجماعة الإسلامية” لدى طرحها مبادرتها قبل سنوات.
وقالت المصادر إن ردود الفعل السلبية من جانب الرأي العام تجاه مراجعات “الجماعة الإسلامية” والاتهامات لزعماتها بالافتقاد للمصداقية هي التي حدت بالشريف إلى رفض تدخل الأمن في مراجعاته، وهو ما كان سببًا في تعطيل صدورها إلى الآن.
من جانبه، قال الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الجماعات الإسلامية إن هناك جناحًا داخل الأجهزة الأمنية لا يسره كثيرًا انفراج أزمة “الجهاد” ويسعى إلى تأزيم المشكلة وتعقيدها لأسباب غير مفهومة، قد يكون من بينها وجود ارتباط بين هذا الملف وملفات يرغب النظام في تمريرها.
وأشار إلى أن ما وصفه بـ “الجناح الأمني المتشدد” نجح في فرض وجهة نظره المتمثلة في إرجاء الإفراج عن أعداد كبيرة من كوادر “الجهاد” وعدم إحداث انفراجة في هذا الملف، خاصة في ضوء تراجع الضغوط الخارجية لاسيما الأمريكية على النظام للمطالبة بإقرار إصلاحات.
وأعرب حبيب عن اعتقاده بأن الدكتور فضل سيرفض بشكل صارم إدخال أي تعديل على المراجعات كي لا يتهم داخل التنظيم بتجاوز الخطوط الحمراء أو التبرؤ من تجربة “الجهاد” وهو أمر يرفضه مفتي التنظيم.
في سياق متصل، علمت “المصريون” أن قيادات “الجماعة الإسلامية” في مقدمتهم كرم زهدي والدكتور ناجح إبراهيم جابوا العديد من السجون والمعتقلات خلال الأيام القليلة الماضية وذلك للترويج للمراجعات ونبذ العنف في أوساط الإسلاميين الموجودين بالسجون.