دعت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان أصدرته يوم الثلاثاء في جنيف إلى تحقيق دولي في حملة القمع الليبية ضد المحتجين المناهضين للحكومة قائلة إنها قد ترقى الى حد جرائم ضد الانسانية. كما دعت الى وقف فوري لانتهاك حقوق الانسان وشجبت ما تردد عن استخدام الاسلحة الالية والقناصة والطائرات الحربية ضد مدنيين.
وتابعت بيلاي وهي قاضية سابقة في محاكم جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة “الهجمات المنتشرة والمنهجية ضد المدنيين قد ترقى الى حد جرائم ضد الانسانية”. وأضافت “القسوة التي تمارسها السلطات ومن تستأجرهم والتقارير التي تتحدث عن استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين السلميين تنم عن انعدام الضمير. أشعر بقلق بالغ من ان أرواحا تزهق في نفس اللحظة التي اتحدث فيها.”
وجاء في البيان ان مكتب المفوضة السامية الذي ليس له مقر في ليبيا مستعد لدعم التحقيقات وتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية في ليبيا.
ومن خلال الإتصال بالجماعات المدافعة عن حقوق الانسان، وضع مكتب بيلاي قائمة بالضحايا تشير الى مقتل نحو 250 شخصا وإصابة مئات خلال العنف المستمر منذ نحو اسبوع. وقال فرج فنيش، رئيس قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في إفادة صحفية في جنيف “اعتقل الكثير من المدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين. لا نعرف ما اذا كانوا أحياء ام لا”.
وقالت منظمة “التضامن لحقوق الإنسان” في سويسرا إنها بدأت بجمع الأدلة لرفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية ضد الزعيم الليبي معمّر القذافي بتهمة ارتكابه لجرائم ضد الإنسانية، كما بدأت لرفع دعوى قضائية أمام الادعاء العام السويسري لتجميد أموال 70 شخصية ليبية بما فيها القذافي وعائلته.
ويواجه القذافي اتهامات باستقدام مرتزقة من دول أفارقة لقمع المظاهرات التي تشهدها ليبيا منذ الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي يصف فيه شهود عيان ما يجري على الأرض بأنه “مجازر مروعة”.
وأكد المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي لفضائية “الجزيرة” من أوسلو، أن التحالف حصل على أدلة حول نشر إعلانات في غينيا ونيجيريا تطلب مرتزقة للقتال في ليبيا مقابل 2000 دولا يوميا.
واتهم نظام القذافي بأنه ارتكب جرائم حرب وإبادة جماعية وكانت هناك نية مبيتة للقتل، وتوعد بملاحقة القذافي ونجله الذي توعد المتظاهرين، وقال متوجها إلى سيف الإسلام القذافي: “أعدك أنني سأجلبك أنت وأبيك أمام المحكمة الجنائية الدولية قريبا”.
واعتبر الدين أن “استخدام المرتزقة لقتل مدنيين جريمة حرب”، وأشار إلى أن الطيارين الليبيين اللذان هبطا في مالطا أكدا أنهما تلقيا أوامر بقصف مدنيين.
وكشف أن من بين المفاجآت مذكرة توقيف دولية واحتمال التدخل الدولي، مشيرا إلى أنه سيتم عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي خلال ساعات سيتم خلالها اتخاذ قرار بالتدخل الدولي في حال لم تتوقف المجازر ضد الشعب الليبي .
وأشار المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب أيضا إلى أن نظام القذاقي قام بحرق مئات الجثث لإخفاء معالم جريمته، موضحا أن العالم سيستيقظ على مجازر لا يتصورها أحد وتفوق في بشاعتها ما ارتكب في رواندا .القاهرة، طرابلس:
رويترز، أ ف ب