أصدر أحد القضاة السوريين حكماً بالسجن لمدة ثلاثة أعوام بحق المناضلين السوريين ميشيل كيلو ومحمود عيسى بدعوى قيامهما بمحاولة إضعاف الشعور القومي لدى الأخوة السوريين .
وواضح أن هذا القاضي المخُترق من قبل النظام السوري الحاكم لم يوفق في العثور على أي تهمة حقيقية يمكن أن يوجهها إلى المعارضين السوريين فقام بإدانتهما بهذه التهمة العجيبة والغريبة، فإذا كان من شأن المطالبة بإرساء الديمقراطية في سورية والدعوى إلى تحريرها من الاستبداد والفساد وتطبيع علاقاتها الخارجية مع جيرانها العرب، إذا كان من شأن كل هذا إضعاف الشعور القومي، فهل من شأن ما يقوم به نظام الرئيس السوري وأسرته من اغتصاب للسلطة والانفراد بها ونهب مقدرات سورية وإذلال شعبها وإفساد كل مؤسساتها إزكاء الشعور القومي لدي السوريين ؟
إن هذا الاتهام الشاذ يمكن أن يوجه إلى أي شخص يجرؤ على المطالبة بأي نوع من الإصلاح أو يوجه إصبع الاتهام إلى أي وضع من أوضاع الفساد المستشري في سوريا في ظل حكم الرئيس الحالي الذي استطالت هيمنته على كل السلطات حتى شملت القضاء نفسه الذي كان بمثابة الملاذ الأخير للشعب السوري ولكن الأسد شاء إلا يبقي على أي شئ أو أي أمل وتحولت سورية إلى غابة يحكمها الأسد مع شرذمة من الحيوانات المتوحشة الأخرى .
إننا نتوجه إلى الرئيس السوري بسؤال عن مواصفات المواطن السوري الذي يمكنه أن يساهم بشكل فاعل في مسألة إزكاء الشعور القومي،هل هو المواطن المؤيد للرئيس على طول الخط مثل أعضاء مجلس الشعب السوري الذين وافقوا بالإجماع منذ أيام على ترشيحه لولاية ملكية جديدة ؟ هل هو المواطن الذي يغض الطرف عن الفساد والمفسدين ويمشي إلى جوار الحائط دون أن ينبث ببنت شفة ؟ هل هو المواطن الذي تُغتصب أدميته وتنتهك كرامته وكبرياءه يومياً بواسطة أجهزة الأمن الفاسدة دون أن يحاول حتى أن يصرخ ؟ إذا كان هذا هو حال ما ينبغي أن يكون عليه المواطن السوري في رأيكم فبئس الشعور القومي الذي تبشرون به الشعب السوري، وهنيئاً لكل مواطن سوري لا يتمتع بهذا الشعور القومي المهين والمذل .
وأخيراً تأكد يا صاحب الجلالة يا ملك الغابة أن دوام الحال المائل من المحال، فالمركبة المائلة يمكن أن تسير هكذا إلى حين ولكن لابد يوماً أن يستقيم حالها أو أن تنقلب بالجميع.
مع تمنياتنا المخلصة بأن ينصلح حال شعورك القومي قريباً .
MahmoudYoussef@hotmail.com
*مستشار اقتصادي مصري