الشفاف – بيروت – خاص
توقفت مصادر امنية لبنانية عند اغتيال كمال ناجي المعروف ايضا باسم “كمال مدحت”، مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، ورأت انه من فعل فلسطيني متضرر من الدور الذي يلعبه مدحت على الساحة الفلسطينية عموما وفي جانب العلاقات الفلسطينية اللبنانية تحديدا.
في التفاصيل، عرضت المصادر الامنية اللبنانية لكيفية حصول الاغتيال فقالت انه تم بواسطة عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بعد وضعت في “ريكار” للصرف الصحي عن كوع شديد الانحراف في منطقة عازلة بين القوى الامنية الفلسطينية والجيش اللبناني.
وتضيف ان وجود الثلاثي الفتحاوي زكي وابو العينين ومدحت كان مقررا من قبل، في جلسة مصالحة بين عائلات مختلفة من “فتح” نتج عن خلافاتها وقوع قتيلين وعمل الثلاثي على مصالحة العائلات وتم الاتفاق على إقامة مجلس صلح في اليوم الذي قتل فيه مدحت.
وتضيف المصادر الامنية اللبنانية ان السفير عباس زكي غادر مقر المجلس قبل عشر دقائق من التفجير وان سيارته عبرت الطريق نفسه الذي اغتيل عليه مدحت، مما يؤكد ان المقصود بالتفجير هو كمال مدحت وليس السفير عباس زكي، لانه كان بامكان المنفذين قتل زكي بنفس الطريقة.
وربطت المصادر الامنية اللبنانية بين اغتيال مدحت والدور الذي كلفه به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس لجهة تنظيم وضع السلاح الفلسطيني في لبنان انسجاما مع توجهات السلطة الفلسطينية بضرورة نزع فتيل هذا السلاح من ساحة السجال اللبناني. خصوصا وان كمال مدحت كان يتمتع بصدقية في الشارع الفلسطيني ولدى السلطة اللبنانية وكان القادر على إنجاز هذا الامر ميدانيا وانه قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.
وتضيف ان اتفاقا بين الجانبين الفلسطيني واللبناني كان قاب قوسين او ادنى من الاعلان عنه، ويتضمن إنشاء لواء من الشرطة الفلسطينية يعمل بإشراف الجهات الامنية اللبنانية ويتولى امن المخيمات ويتم تسليم السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها باشراف الشرطة الفلسطينية وبالتنسيق الكامل مع السلطات اللبنانية. وبناءً تتوقف المخيمات الفلسطينية عن كونها بؤرا امنية وملاذا آمنا للفارين من وجه العدالة، لبنانيين او غير لبنانيين، فضلا عن كونها ورقة يتم استغلالها من قبل هذا الفريق اللبناني او ذاك.
وتشير المصادر الامنية اللبنانية الى وجود متضررين من هذا الاتفاق على الساحة الفلسطينية، والى قوى اقليمية تعتبر ان وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان هو خارج نطاق صلاحيات السلطة الفلسطينية، وان هذه المخيمات قابلة للتحول الى “نهر بارد” آخر في اي لحظة في وجه الدولة اللبنانية والسطة الفلسطينية على حد سواء، والى ان هؤلاء يقفون وراء اغتيال مدحت لانه الوحيد الذي كان قادرا على المضي قدما في تنفيذ هكذا اتفاق.
وتختم المصادر الامنية اللبنانية الى ان اغتيال مدحت رسالة في اتجاهين: الاول فلسطيني ومعناها ان اي اتفاق مع السلطات اللبنانية بشأن السلاح الفلسطيني في المخيمات او خارجها ليس من اختصاص السلطة الوطنية الفلسطينية منفردة، وان مخيمات لبنان لا تتبع السلطة.
والرسالة الثانية موجهة الى السلطة اللبنانية ومفادها ان أوان طرح مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لم يحن بعد، وان المغدور كمال مدحت ليس الجهة الصالحة لمعالجة هذا الامر.