المركزية- اخترق اغتيال القيادي في “حزب الله” مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي المناخ السياسي المحتدم الذي ألهبه أمس بيان كتلة “الوفاء للمقاومة” بفتحه النار على القطاع المصرفي من بوابة القانون الاميركي والتزام المصرف المركزي بمندرجاته. واذ شكل الحادث مؤشراً بالغ الدلالات لكون المستهدف من ابرز قياديي حزب الله من جهة وأحد المتهمين الاربعة من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال الرئيس رفيق الحريري من جهة ثانية، ارتسمت تساؤلات غامضة عن ملابسات الحادث الثاني من نوعه لاحد الكوادرالامنية والعسكرية في “حزب الله” منذ اغتيال قائده الامني عماد مغنية في دمشق عام 2008، والاستهداف الاول لأحد المتهمين من الحزب باغتيال الحريري، بعد سلسلة عمليات اودت بحياة ضباط سوريين كبار حامت حولهم الشبهات في الجريمة، ابرزهم غازي كنعان ورستم غزالة في ظروف اكتنفها الالتباس.
الاغتيال: وكانت المعلومات تضاربت حول طبيعة وتوقيت الانفجار الذي أدى الى مقتل بدر الدين، رئيس وحدة عمليات “حزب الله” في الخارج وقائد الذراع العسكري في الحزب. ففي حين أكدت محطات فضائية عدة ووكالات عالمية ان بدر الدين قضى الثلثاء الماضي في غارة جوية إسرائيلية على الحدود اللبنانية – السورية من الجهة السورية نفاها في حينه حزب الله وكررت اسرائيل تأكيدها، تحدثت معلومات أخرى عن استهدافه بقصف صاروخي أو مدفعي في فندق في دمشق. في المقابل، ساد تكتم الاوساطَ العسكرية الاسرائيلية التي لم تعلّّق او تتبنى العملية، على غرار الفصائل السورية المعارضة، في وقت أدان النظام الاغتيال…. ويقود بدرالدين منذ العام 2012 العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا الى جانب النظام. وهو صهرُ عماد مغنية – فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات مؤخرا لمشاركته في دعم النظام السوري والارهاب، كما وجهت اليه المحكمة الدولية التهمة في إغتيال الحريري. وكان حكم عليه عام 1983 بالاعدام في الكويت لمشاركته في عمليات ارهابية في البلاد قبل ان يفرّ من سجنه في العراق.
وحتى موعد إسدال الستار عن ملابسات الاغتيال وتفاصيله، اذا ما توافرت، فان مصادر سياسية في فريق 14 آذار اعربت عن قلقها من امكان ان يكون اغتيال بدر الدين أحد حلقات مسلسل تصفية كل من يدور في فلك جريمة اغتيال الرئيس الحريري لقطع الطريق على اي معلومة من شأنها ان تفيد التحقيق او تكشف الرؤوس الكيبرة المتورطة، سيما بعد تصفيات المعنيين سورياً، بما يفقد المحكمة كل عناصر ومقومات محاكمة المتورطين، بحيث تصدر الاحكام بحقهم قبل محاكمتهم قضائيا.