بعد يوم واحد من صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش المعنون “حرس الحدود التركي يقتل ويصيب طالبي لجوء“ والذي يتضمن شهادات لسوريين تعرضوا للعنف والإرهاب على يد حرس الحدود التركي أثناء محاولتهم عبور الحدود إلى تركيا، تنشر صحيفة “بيرغون“ التركية تحقيقاً للصحافي “أرك أجارر“ عن تعرض عشرات الأطفال السوريين في مخيم “نزيب“ المخصص للاجئين السوريين إلى الاعتداء الجنسي على يد عامل في منظمة إدارة الكوارث والطوارىء التركية – “آفاد”. وقد أحدث التحقيق ضجة في الأوساط الإعلامية والسياسية التركية وصولاً إلى إدراج القضية على جدول اعمال البرلمان التركي.
مخيم خمسة نجوم !
لم تكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعلم شيئاً وهي تقوم بجولة مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في المخيم يوم 23 أبريل/نيسان عن حالات الاغتصاب التي شهدها المخيم، والتي استهدفت العشرات من الأطفال السوريين اللاجئين المقيمين هناك مع ذويهم.
كان تقييم ميركل وداود أوغلو للمخيم أنه مثالي ومدهش وخال من أوجه القصور، سيما وأن الاثنين زارا المخيم في اليوم نفسه الذي يشهد احتفالات في عموم تركيا بمناسبة يوم الطفل في تركيا. وقد كان ذلك فرصة إضافية لكل من ميركل وأوغلو لزيارة مقر حضانة الأطفال في المخيم أيضاً وتسجيل إعجابهم بجهود منظمة”آفاد”.
يشير الصحفي التركي “أرك أجارر“ بشكل ساخر إلى أن 30 طفلاً سورياً تتراوح اعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة قد تعرضوا للاعتداءات الجنسية خلف اليافطة الكبيرة على مدخل المخيم والتي كتب فيها: أهلاً بكم في الدولة الأكثر ترحيباً باللاجئين في العالم.
الجاني عامل تنظيفات في منظمة”آفاد”
تشير تفاصيل قضية الاعتداءات الجنسية في مخيم نزيب التركي إلى قيام الجاني “أردال. أي“ باغتصاب 30 طفلاً سوريا في المخيم مقابل بضع ليرات تركية (1- 5 ليرات), وكان يقوم باستدراج ضحاياه الصغار إلى دورات المياه في المخيم، حيث كان الجاني يعمل في قطاع التنظيفات في المخيم. وقد بدأ الجاني باقتراف أفعاله الجرمية خلال عام 2015 واستمر في ممارستها لمدة 3 أشهر إلى حين تقدم ذوي ثمانية اطفال بشكوى إلى السلطات المحلية هناك، ليصار إلى توقيف المتهم في شهر سبتمبر/ايلول من العام نفسه، وإحالته غلى القضاء لاحقاً، حيث يمثل أمام محكمة الجنايات في مدينة نزيب في الدعوى القضائية المقامة عليه حيث يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 289 سنة بناء على مطالبة من المدعي العام. لكن الدعوى المقامة بحقه هي دعوى الحق العام فقط، إذا استنكف الأهالي عن إقامة الدعوى الشخصية عليه خوفاً على اوضاعهم كلاجئين في تركيا.
اختفاء ثلاثة اطفال..
أضافت صحيفة “بيرغون“ يوم الخميس 12 مايو/ أيار تحقيقاً آخر يشير غلى اختفاء ثلاثة اطفال ممن تعرضوا للاعتداءات الجنسية، حيث توضح قيود المخيم مغادرتهم في يومي 24 و 25 سبتمبر / أيلول. كما وتشير سجلات المخيم إلى عدم عودة الأطفال الثلاثة مجدداً. وليست هناك أي معلومات إضافية عما حدث لهم أو وجهتهم أو مكان توجدهم الحالي.
وتنتقد الصحيفة لا مبالاة وزيرة شؤون الأسرة والسياسات الاجتماعية سما رمضان أوغلو بفضيحة المخيم، وحوادث الاعتداء الجنسي التي طالت الأطفال القصر.
” الاعتداءات الجنسية “ تحت قبة البرلمان
أدرجت كتلة كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطية قضية “الاعتداءات الجنسية“ التي طالت الأطفال السوريين على أجندة البرلمان التركي.
وقد لفت النائب في كتلة حزب الشعب الجمهوري عن مدينة غازي عنتاب التركية “عاكف أكيجي” الأنظار إلى إهمال وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية القضية، وعدم حضورها جلسات المحاكمة، الأمر الذي يفترض أن تقوم به الوزارة كجزء من مجال عملها واختصاصها.
فيما أشارت النائبة عن كتلة “حزب الشعوب الديمقراطية”، “فلك ناز أوجا”، إلى استغلال الحكومة التركية لورقة اللاجئين السوريين في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي بغية استجرار المساعدات المالية الأوروبية السخية، أو مقايضة إيواء اللاجئين على اراضيها بعملية رفع تأشيرة الدخول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي أمام مواطني تركيا.