تفاجأت بالاعلان الصادر مؤخرا لتشكيل “امانة عامة لاعلان دمشق في بيروت” يترأسها المعارض السوري مأمون الحمصي، لكني تفاجأت اكثر من ردي الفعل الصادرين من دمشق إزاء هذه الخطوة. وقد نشر رد الفعل الأول على موقع”الرأي”، في صيغة توضيح عن مكتب الامانة العامة لاعلان دمشق للتغيير الديموقراطي،ينفي فيه انه “شكل مكتبا له في بيروت،وان لا علاقة له بما اعلن،وانه الجهة الوحيدة المخولة بالتعبير عن مواقف اعلان دمشق”.
أما رد الفعل الثاني فقد نشرته وكالة الصحافة الفرنسية في صيغة تصريح على لسان حسن عبد العظيم الذي قدمته بصفته الناطق باسم”التجمع الديموقراطي المعارض” في سوريا.وقال عبد العظيم ان المعارضة المتمثلة ب”اعلان دمشق” لاتعترف بما قام به المعارض مأمون الحمصي.واضاف ان الحمصي “لا يمثلنا ولا يمثل اي حزب من الاحزاب من الاحزاب المنضوية، حتى ما يسمى باعلان دمشق… ولا علاقة لنا بالاعلان الذي اصدره في بيروت من تشكيل امانة لاعلان دمشق”،وأكد “لانقبل بأي شيء يصدر عن الامانة العامة،إلا من دمشق ولا علاقة لنا به وبما صدر عن تأسيس امانة عامة في بيروت برئاسة الحمصي ولم نشارك فيه… وإن الحمصي لايمثل اعلان دمشق ولن نعترف به”.
لكي توضع المسألة في نصابها السليم، فإن السؤال الذي يطرح هنا هو: هل كانت المعارضة السورية تحتاج إلى هيئة من هذا القبيل في بيروت؟ أعتقد انها تحتاج ذلك لعدة اسباب يبقى على رأسها ان المسألة السورية اللبنانية لا تخص النظام السوري وحده، بل هي قضية المعارضة أيضا،ولا اعتقد اننا بحاجة هنا لشرح طويل للبرهنة على هذه البديهية. وسواء اختلف النظام السوري مع لبنان أم لا، فهذا أمر يجب ألا يلزم المعارضة،وهي ليست مضطرة في جميع الأحوال لاتخاذ نفس الموقف. بل، على العكس، أنها مطالبة بتقديم رؤية مختلفة تنطلق من مفهوم سليم للعلاقات الاخوية البعيدة عن تاريخ الوصاية السورية.وأرى ان الخطوة التي قام بها الحمصي وبعض المعارضين السوريين المتواجدين في لبنان، جاءت ضمن هذا الفهم وداخل هذا السياق،وهي تستحق الترحيب بدلا من أن نعترض عليها،ونصدر التصريحات التي تهدف الى عزلها، ووضعها خارج اطار العمل المعارض. إلا اني بقدر ما اعتبرها ضرورية فإني أراها متسرعة بعض الشيء. فهي كان يجب ان تخضع للدرس والتداول بين ممثلي “اعلان دمشق” في الخارج، لتخرج في صيغة أقوى،ولتقف على ارضية اكثر صلابة.
أما بصدد الموقف الذي صدر عن “امانة الاعلان” في دمشق وعن عبد العظيم، فإن ابسط ما يمكن ان يقال عنه انه غير موفق، لأنه مليء بالمغالطات والخلط بين مكونات الاعلان، و”التجمع الديموقراطي” الذي لا يحق له ان يحتكر الاعلان لنفسه. ومن ناحيث ثانية لم يقدم عبد العظيم تفسيرا واحدا مقنعا لدوافع الاحتجاج، الأمر الذي يطرح عدةاسئلة: لماذا لم يواجه تشكيل هيئات اعلان دمشق في الخارج أي مشكلة، بل تم بقدر كبير من المرونة،ومنها في باريس؟ هل المقصود بالاحتجاج هي بيروت ام الحمصي؟ هل المسألة متعلقة بالضغوط الرسمية التي تعيش في ظلها “امانة اعلان دمشق”، جراء موقف النظام من “اعلان دمشق بيروت”؟ ومهما يكن من أمر، ومهما كان الجواب، فإن التنصل من الخطوة لا يشرّف “اعلان دمشق”. ثم ان من حق الاستاذ عبد العظيم أن يختلف مع الحمصي،لكنه لا يملك الحق في ان يسقط عنه الصلة بالاعلان، ويمنعه من النشاط تحت خيمته الواسعة. واعتقد ان غالبية المنضوين في الاعلان تتّفق على انه مشروع ائتلافي يبيح الاجتهاد والابتكار،وأنه آن الأوان للبدء في ذلك ونحن نقف على باب الذكرى السنوية الثانية لولادة هذا المشروع، الذي يمثل صيغة متقدمة للتغيير في سوريا.
bpacha@gmail.com
* كاتب سوري – باريس
“اعلان دمشق بيروت” مرة ثانية
الأستاذ بشير البكر المحترم
مع الشكر لمقالتكم الموضوعية فإن أقلام الأحرار تزيدنا قوة وتصميم لبلوغ الحرية
وأؤكد لسيادتكم أننا لم ندعي تمثيل إعلان دمشق ولا أحزاب المعا رضة فنحن نعرف جيداً من نمثل والشعب السوري هو الحكم
من لبنان الحبيب نحمل أكفاننا لنؤدي رسالتنا في وجه نظام لا يعرف إلا لغة القتل والرعب
إلى جانب شعب عظيم يتحدى الدكتاتورية من أجل الحرية وإستقلال
أكرر شكري لكم وإلى موقع شفاف
محمد مأمون الحمصي