في الرابع عشر من شباط 2006، وفي الذكرى الثانية للاغتيال المروّع للشهيد رفيق الحريري، التفت رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط نحو النائب غسان تويني الذي ودّع نجله قبل شهرين فحسب من هذا التاريخ، وقال له: اعذرونا لتأخّرنا في الالتحاق بكم.
لم تكن مجرّد عبارة تضامنيّة، ولم تحمل في طياتها انقلابا على الماضي كما دأب مخالفوه ممن التزموا تأييد ماضيهم والقصف على حاضر لبنان ومستقبله، وليست عودة للوعي على رأي الحكيم، لم تكن ذلك كله، لقد كانت العبارة الجنبلاطية المفصلية هذه، اعترافا علنيا بفضل يستعصي إنكاره على جاحد، بالريادة المسيحية للفكرة الوطنية، والصياغة الاستقلالية، والتشديد على السيادة، والتحاقا بلبنان.
ولم تكن الحرب الأهلية اللبنانية الأخيرة التي نشبت في سبعينيات القرن الماضي إلا تنازعا سياسيا محضا بين فريقين لبنانيين: مسيحيون استقلاليون، وآخرون عروبيون، وتجسيدا مؤسفا لنزعتين تناوشتا المدى السياسي العربيّ، وما زالتا تفيضان على سطوحه، فالاستقلاليون خارج لبنان، أعني الجماعات والأفراد الذين تبنّوا هموم أوطانهم الصغيرة، وناضلوا لتحويل مستوطناتهم البشرية دولا، عانوا العزلة الاجتماعية والسياسية، ودفعوا أثمان رؤى وصمها العروبيون على الدوام بالانعزالية، والإقليمية، والتنكر للثقافة العربية الإسلامية، ولم يتورع الجمهور العربيّ الذي لم تورق الوطنية في وعيه، عن كيل تهم أشد وأنكى لهؤلاء، فعاملهم على أنهم خونة انبطاحيون مرتبطون بالصهيونية العالمية. ولنا في المواقف الشعبوية من المفكّرين الذين طرحوا الهوية الوطنية ووجوب صيانة جذورها التعددية وقماشها المتنوع مبدأ لعروبة ديموقراطية، والمنادين بمصرية الديار المصرية، وأولئك الذين ما انفكوا يذكّرون بمغرب ذي تنوّع قومي عربي وبربري، وفريق واسع من اللبنانيين جسّد تطلعاتهم إلى اللبنانية المسيحيون على تنوّع طوائفهم، لنا في المواقف الشعبوية المتشنّجة منهم أمثلة ساطعة ليست الحملة الشرسة على سعيد عقل آخرها، ولا الهجوم الضاري على أحمد عبد المعطي حجازي وكوكبة من المثقفين المصريين جرّاء تنويههم بالإيجابيات العلمية والبحثية التي أسفرت عنها الحملة الفرنسية على مصر أوّلها. ولقد فعل ” العروبيّون ” الكثير لمناهضة أصحاب الميول الاستقلالية هؤلاء، وحرّضوا- كونهم نجحوا في الاستيلاء على السلطة في غير بلد – مواطنيهم عليهم مستغلين شمّاعتيهم السهلتين: غيرة الدين، وإسرائيل، فاتحد السلطوي بالشعبوي الغرائزيّ المتمدين بمواجهة أنصار الدولة السيّدة الحرّة المستقلّة، الديموقراطية حكما.
مناخ الحرية في لبنان أتاح للمسيحيين أن يقودوا هذا الاتجاه الذي لا يتنكّر للعروبة كما يواظب العروبيون على إيهام المجتمعات به، ولكنه يربط المفاهيم انطلاقا من وحداتها الأصغر حجما. فليس ثمة عروبة دون أفراد منتمين إلى ثقافاتهم الأمّ المتنوعة لا الأحادية، ومنفتحين على الآخر راضين بجواره، وأثره، ودوره. وليس ثمّة عروبة دون هويّة وطنية زاخرة بتنوّعها معتدّة به، وليس ثمة عروبة أيضا دون أن تتبلور هذه الهوية في كيانات مؤسساتية ديموقراطية تطوّر الاجتماع البشريّ ليصير دولة. ولقد لعب مناخ الحرية هذا دورا حاسما في تظهير التوجه الاستقلالي، وتزخيمه بالمنابر والاحتضان الشعبيّ، بخلاف ما واجهه في باقي المحيط الشرق أوسطيّ خارج لبنان، من إقصاء واستهداف ووقوع في فخّ اتحاد السلطويّ بالشعبويّ، الأمر الذي جعل رموز الاستقلال اللبنانيين محطّ نظر واهتمام، وحوّل نزوعهم اللبنانيّ إلى جاذب لنخب مثقّفة مجاورة اغتصبت منابرها، وصودرت إراداتها، مذ تربع على السلطة في بلدانها عروبيّون استباحوا المؤسسات، وعملوا بلا كلل على صدّ النزوع الطبيعيّ لمواطنيهم إلى العيش في كنف دولة، وتنكّروا بما يشبه الكوميديا السوداء لمنطوقهم وخطابهم العروبيّ الهادر. وبدلا من أن يسعوا إلى وطن عربي واحد كما دأبوا على الزعم، راحوا ينحدرون بالمستوطنات البشرية حتى استحالت ملكيات عائلية، ومزارع، وبقرات حلوب.
ولكن الشعلة التي نجح مسيحيو لبنان السياديون في إيقادها، خبت بفعل تواطؤ دولي أسفر عن تسليم أعنّة لبنان إلى استبداد تسبب بعقود من التهميش المسيحيّ خصوصا، و إقصاء لفكرة لبنان الوطن السيد عموما، ونجح اغتيال الشهيد بشير الجميل في وضع حجر الأساس لهذا التهميش وانطلاقة هذا الإقصاء، ما أفضى إلى سنوات سود عاشها اللبنانيون بمرارة، واكتوى السوريون بنيرانها بقسوة، ففعل تهميش المسيحيين في لبنان ما فاض عن أسوأ التوقعات وأكثرها تشاؤما، فتجاوز حدود لبنان ومنح الاستبداد فسحة مميزة من الوقت، عمل من خلالها على توطيد سلطته وتأخير الاستحقاقات الوطنية الحيوية.
وعليه، فلم يكن الصراع اللبنانيّ اللبنانيّ مجرد حرب الآخرين على الأرض اللبنانية رغم أنّه انزلق في غير محطة إلى هذه الشاكلة، ولم يكن باستطاعة الحرب أن تسفر عن وجه أقلّ قبحا من هذا المنزلق، فالحروب الأهلية تخفي المبادئ في أعطافها، وتخفق على الدوام في إظهار ما تخفيه على صورته ومثاله.
لم تكن الحرب الأهلية اللبنانية صراعا طائفيا، رغم انزلاقها في العديد من محطاتها إلى هذا الدرك، ولم تكن حروب الآخرين أيضا، وإخفاء منشئها السياسي، لم يخدم إلا الذين نجحوا في طيّ المضمون الاستقلالي السيادي، الذي شكّل شراراتها الأولى، وقادته أغلبية مسيحية لبنانية بمواجهة عروبيين لم يطل بهم المقام حتى أصبحوا أدوات وأوراقا تفنن الاستبداد بالعبث والتلاعب بها.
وعلى الرغم من أنّ التاريخ لا يعيد نفسه، إلا أننا نشهد اليوم مشهدا شبيها، لعلّه لا يستبطن حربا أهلية أخرى، ولكنّ الذين يمارسون القتل المتسلسل بحق فريق من فريقي الصراع مستهدفين تصفيته، أو إنقاص حجمه، أو الانتقام منه وإرسال الرسائل عبر جرائمهم، لا فرق، يعرّضون السلم الأهلي الذي يتراءى مضطربا في خلفية هذا المشهد، لاحتمالات خطرة، وممكنات يصعب التكهّن بمآلاتها.
تاليا، فإنّ بعض المتشدّقين بالعلمانية الذين يأخذون على وليد جنبلاط التحاقه بالخيار اللبنانيّ الذي سبقت إلى التجمّع حوله، كثرة مسيحية، فيذّكرون أنّ الرجل أوسع من ذاته، وأنّه كان وما زال رمزا لطائفة، ويصرّون رغم ما يفيضون به من أحاديث “علمانيتهم” على التشديد على الطائفة، ومستقبلها، والكارثة التي تطل من زوايا هذا الموقف مترصّدة! يبطنون في اتهامهم مالا يليق بظاهره.
ففي الحسابات العلمانية، لم تكن الأقليات، ودروز لبنان إحداها، إلا نصيرا طبيعيا لقيم العلمنة، والمواطنة المتكافئة. ويعدّ وليد جنبلاط واحدا من الذين شدّدوا في غير موقف وعند أكثر من منعطف على كون العلمانية خشبة خلاص وطنية، لا بدّ من التشبّث بها، وتحضير البلاد دستوريا وثقافيا واجتماعيا لحتميتها. ولقد سئل الرجل مرّة في حديث تلفزيونيّ عن السبيل الأمثل لمواكبة أماني ومطالب حشود اللبنانيين الذين نزلوا إلى ساحة الحرية صبيحة الرابع عشر من آذار، فأجاب بلا تردد: إلغاء الطائفية السياسية.
وفي الحسابات الطائفية، فإنّ انضمام الدروز إلى السنّة الذين انضموا بدورهم إلى المسيحيين لم يدفع بهم إلى محرقة، كما يتوهم مدمنو التخويف من السنّة ومحيطهم العربي الإسلامي، ففي لجّ هذا المحيط نشأ الفكر التوحيديّ، وترعرع، وبثّ الحكمة العرفانية، وفي لجّه سيبقى الدروز، ومن صلب الثقافة المشرقية عموما، والإسلام المنفتح المعتدل الذي يقدّر للآخر حضوره ودوره، عنصر من عناصرها، سينهلون، ففي حساب الطوائف لن يلغي أحد أحدا، وإذا كان السنّة يشكلون أكثرية هذا المدى الشرق أوسطي بامتياز، فلا مصلحة للطوائف الأخرى في لبنان باستنكار نضج خيارهم الجديد المتمثّل بالتشبّث بالسيادة الوطنية والاستقلال، ورفض التلاعب بالأوطان على مذبح الفئوية الضيقة، و نبذ أوهام الغلبة بالكثرة العددية، و التشديد على أولوية الانتماء إلى باقي مكونات لبنان على الانتماءات الأوسع.
وفي حساب الطوائف الذي لا مناص فيما يبدو من التعامل معه، لم تكن الوثبة الشمالية في وجه أوغاد فتح الإسلام، إلا دليلا فائق السطوع على نضج خيار لبنان السيّد الحرّ المستقلّ، لدى السنّة، الأمر الذي شكّل صدمة لعلمانيين لا يملكون من علمانيّتهم إلا ما يحسبونه ضروريا لأحلام الرئاسة، حال العماد ميشال عون، وأمرا غير اعتيادي لأقوام سكنت الطائفية عروقهم وأوردتهم، كحال سنّة امتشقوا العنف سلاحا، وإرهاب الآخر فقها، وحدثا طارئا خاليا من أي معنى، لدى قلّة من بؤساء الأقليات الذين يتشدّقون بالعلمانية ويطوون في أعطافهم هلعا ينخر عظامهم، ويدّعون الحرص على وجودهم المؤثر في الشرق، دون أن يلاحظوا ما يفعله هلعهم بحرصهم، عندما يقودهم بصغار وضعة إلى الالتحاق بركب الاستبداد فلا يقابلون الصحوة السنّية في لبنان، بما تستحقه من احتفاء وتنويه واستيعاب واستثمار في المضمار الوطني السيادي الاستقلالي، بل ينكصون على أعقابهم لأنّ ما فيهم من الهلع أرسخ مما فيهم من علمانية منشؤها الخوف، ومآلها طائفية تتفوّق بغلوائها وموتوريّتها وسوادها على ما اعتلق بسطوح أدمغتهم مما تيّسر لهم أن يقرأوه من الثقافة العلمانية، ولم يعرف طريقا إلى أعماقها. فأما العماد عون فقد أخذ المسيحيون يكتشفون بطولاته الوهمية، وغلوّ طموحه الرئاسيّ فيه، ولم تتقلّص حظوته لدى المسيحيين بالذات إلا لانكشاف ميوله الإقصائية، واستخدامه الهلع والتهليع، والتلاعب بغرائز البقاء، وديمومة التأثير، وتحالف الأقليات ضدّ أوهام تغوّل الأكثرية، وقراءته الساذجة للذات، والأكثر سذاجة للآخر، ولم يقلل من شأنه السياسي لدى روّاد الخيار السيادي المسيحيين، إلا فرط عناده وانكبابه على خطاب سياسي لم يطح به مؤخرا ما حدث في مخيم نهر البارد فحسب، بل شطبه كليّا.
وأما المتطرّفون من السنّة الذين لا عدوّ لهم إلا الآخر، فقد لفظهم المدى السنيّ اللبنانيّ الذي شكّلت الحريرية السياسية التي يطالب كبير ” علمانيي ” القوم بشنقها قبل أن تشنق المجتمع اللبنانيّ بأسره!! دعامته الأبرز وانطلاقته لبنانيا نحو المحيط الأوسع.
أما بؤساء الأقليات من الخائفين، الذين اعتادوا تسليم رقابهم لمن يربّت على مخاوفهم، ويوفّزها، فليس التحاقهم بركب الاستبداد إلا تمترسا بعقلية أقلوية، تكاد تذهل عقولهم وتمحو كراماتهم، وفوق ذلك، فإنّها لن تحميهم من عواصف قادمة وتاريخ يعيد المستقبل كتابته، فالتاريخ يمضي قدما، لا يكرر نفسه، ولا ينكص على عقبيه.
لم يكن وليد جنبلاط الذي خاطب غسان تويني معتذرا ليخالف شأن التاريخ، ولم يكن ليغدر بالدروز فيأخذهم إلى هاوية، ولم يقرأ بتسرّع المدى السنّيّ الذي كان يشتعل بصمت تحت الرماد، ولم يختر مواجهة المحور المسيحيّ الشيعيّ، على بعض ما يقال هنا وهناك، فمسيحيو الجنرال لعبوا أنبل الأدوار في مسيرة تثمير لبنان ليغدو دولة، وسيعملون على مراجعة خطابهم السياسي عاجلا أو آجلا، وتفحّص حال تحالفاتهم البعيدة عن جوهرهم العلمانيّ السياديّ، وأمّا شيعة حزب الله، فليسوا المدى الشيعيّ كلّه من جهة، وولعهم الطيّب بالفكر المقاوم، لم يكن خصيما لأصحاب العقلية الاستقلالية يوما، ولم يكن تحرير التراب إلا شرفا وعبئا احتملوه ببطولة، ولن يخاصموا لمصلحة حزب نشأ في تربة فوق لبنانية شركاءهم في الوطن، وسرعان ما ستحتوي كوادرهم الوطنية التي ترفض المحاور والمحورية، غيرتهم اللبنانية وحميّة تعلقهم بترابهم من جهة أخرى، فالشيعة اللبنانيون يعرفون تراث محمد مهدي شمس الدين، ويفهمون ثقافة موسى الصدر اللبنانية، ورجالاتهم الوطنيون أكثر من أن تعدّهم مقالة، وليست جماهيرية حزب الله اليوم كجماهيريته غدا، فقيم الحياة والوطن وضرورة النأي بلبنان عن المحاور أفعل لبنانيا خصوصا، وبشريا عموما، والأمور لا تبقى على حالها، ما دام السياديون مواظبين على اجتراح وطنهم المستقل من فم الممكن المتيسّر الجليّ، وطنهم الذي بدأ يفرض نفسه على الأرض، بريئا من وصاية مستبدّ يرجو استعماله لمصالحه، وقدر اللبنانيين المضيء والأكيد التعايش دون غلبة أو استهداف، ودون أحزاب طائفية أيضا.
لا محور شيعيا مسيحيا، يقابله محور درزي سنّي في لبنان، ولم ترغب الحريرية في طيّ الخيار اليهوديّ الإسرائيليّ في أعطافها، كما قرأت مؤخرا، بتبسيط وتسرّع قادرين على حذف القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الأحرار والكتلة الوطنية وشخصيات مسيحية مستقلة، وما تمثّله هذه القوى والشخصيات من مسيحيين دفعوا الدماء لقاء خيارهم الوطنيّ، وما زالوا يدفعون ليدفعوا عن وطنهم غائلة الوصاية، وكارثة التعايش الحذر.
وإذا كان على جنبلاط أن يخشى اختيارا، فليس بالتأكيد التحاق الدروز برجالات الشيعة الذين طالما ذكّروا بأولوية لبنان، وبالسنّة المعتدلين، و المسيحيين من سدنة الاستقلال وأصحاب المصلحة العليا فيه، إذا كان عليه أن يخشى والدروز، فهو الوقوع في فخّ مخاصمة التاريخ.
وإذا كان من بائع شرّاء فليست الحريرية التي مثّل رجلها الأول صحوة، فدفع حياته لا ماله ثمنا، وإنما البائع الشرّاء من يشتري الرئاسة بالخوف، ومن يؤكّد على الولاء والطاعة والانتماء إلى خارج لبنان بالتخويف.
وإسرائيل لا تستطيع التسلل إلى صلب المشهد إلا من شقوق الأحزاب الشمولية، ومن بوابات الاستبداد، فمن تكشّف زيف شعاراته، لن تنفعه إلى الأبد ضلالات ابتزاز حواضنه الاجتماعية بإثارة مخاوف وغرائز أكل الدهر عليها وشرب، فمشمش العكّارية أبت أن تقبل جثّة أبي هريرة في ترابها.
khaledhajbakri@hotmail.com
* كاتب سوري
اعذرونا فقد تأخّرنا قليلا… وليد بك أنا أهتم بكل الدول العربية لأنني عربي حتى ا لنخاع . أنا أتألم للشعوب العربية وأنا يا عيني واحد منهم ,حالي حالهم ,الغلب ناشب في حلقي ,أحيانا تأخذني العزة بالإثم وأقول: (الذي شوره مو في إيده الله لايعيده وكمان يزيده ) وأنتم( يا من زينا تعالوا عندنا ). المهم سأترك هذا المضوع فله رجاله من محللين واستراتتيجيين وسياسيين ومتحدثين ملؤا الدنيا صراخا وهم كذابون لايفقهون ,إنما يسترزقون وعلينا يبيعون ونحن صامتون سامطون لاملح ولا ليمون ولا يحزنون فليتهم يسكتون فيريحون ويستريحون فالعلم عند من تعلمون وهم مسيرون لامخيرون هم وآباؤهم الأولون. أعود لما أردت… قراءة المزيد ..