بي بي سي العربية- تفيد تقارير من سورية أن قوات الجيش والأمن السوريين اعتقلت 300 شخص الخميس في بلدة سقبا في ريف دمشق، وسط أنباء عن اتساع الاحتجاجات المناوئة للسلطات، رغم محاولاتها فض التظاهرات بالقوة.
من جهة أخرى، قال العميد رياض حداد لوكالة فرانس بريس إن القوات السورية، التي تحاصر مدينة درعا جنوب العاصمة دمشق منذ 25 ابريل/نيسان الماضي، “ستبدأ انسحابها الخميس”.
وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن دبابات ومدرعات انتشرت حول مدينة الرستن شمال العاصمة السورية دمشق.
وكان التوتر قد تصاعد يوم الجمعة الماضي في المدينة، واتهمت مصادر حقوقية استخبارات الجيش السوري بقتل 17 متظاهرا في المدينة بعد استقالة 50 من اعضاء حزب البعث هناك.
وقالت انباء إن انتشار الدبابات حول الرستن جاء بعد رفض سكان المدينة اقتراحا من عضو حزب البعث صبحي حرب بتسليم مئات المطلوبين مقابل بقاء الدبابات خارج المدينة.
وفي بانياس قال شهود عيان لوكالة رويترز إن الجيش السوري أقام نقاط تفتيش في المدينة وقام بفصل الأحياء ذات الأغلبية السنية عن تلك التي يقطنها العلويون ونفذ حملة اعتقالات.
كما ذكرت وكالة رويترز أن مئات الجنود السوريين اقتحموا بلدة سقبا بضواحي العاصمة دمشق وداهموا منازل في إطار حملة اعتقالات.
جاء ذلك فيما علمت بي بي سي بقيام قوات أمنية ومسلحين مدنيين باقتحام مستشفى حمدان ومستشفى النور في بلدة دوما قرب دمشق واعتقال 10 أشخاص بعد “ضرب المرضى والأطباء هناك”.
وقال ناشطون لبي بي سي إن قوات الأمن انتشرت في أنحاء حمص وأن الدبابات تتجه نحوها.
*
المقال السابق:
بعد “درعا”: دبابات وناقلات جند تطوّق “الرستن” واعتقالات بالمئات
عمان (رويترز) – قال شهود عيان ان دبابات وناقلات جند مدرعة سورية انتشرت حول بلدة الرستن يوم الاربعاء الأمر الذي يثير المخاوف من حملة أخرى على الاحتجاجات التي تتحدى حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال سكان ان المركبات العسكرية تتخذ مواقع عند المشارف الشمالية للرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص الصناعية و15 كيلومترا من مدخلها الجنوبي منذ صباح يوم الأربعاء.
وجاء نشر الدبابات عقب رفض السكان طلب المسؤول في حزب البعث الحاكم صبحي حربي تسليم عدة مئات من الرجال في البلدة مقابل ابقاء الدبابات خارجها.
وقال السكان ان قوات الامن قتلت ما لا يقل عن 17 متظاهرا يوم الجمعة الماضي بينما قال ناشط في مجال حقوق الانسان ان 50 من اعضاء حزب البعث استقالوا.
وقال ساكن “الرستن عشائرية. سكانها لن يدعوا الجيش يدخل بدون مقاومة.”
في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة “النيل من هيبة الدولة واثارة الشغب” وذلك في اطار حملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات يوم الثلاثاء الى مئات ممن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي. وتشهد أيام الجمعة عادة اكبر مظاهرات للمطالبة بالاطاحة بالاسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سوريا واصفا ذلك بأنه خرق آخر لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية.
واشتدت الحملة بعد ان قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة الاسبوع الماضي. ودرعا هي مهد الانتفاضة التي تفجرت منذ ستة اسابيع مستلهمة انتفاضات اخرى في انحاء العالم العربي.
وتحافظ سوريا على تحالف مناهض لاسرائيل مع ايران لكنها تبقي ايضا على وقف مستقر لاطلاق النار مع اسرائيل منذ السبعينات.
ونقلت صحيفة الوطن السورية عن الاسد قوله ان الجيش سينهي مهمته في درعا “قريبا جدا”.
ونقلت الصحيفة يوم الأربعاء عنه قوله أمام وفد يضم مسؤولين من دير الزور والبوكمال بالقرب من الحدود العراقية “ان كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للاحداث التي تعرضت لها درعا.”
وتتهم السلطات جماعات مسلحة ومتسللين باذكاء الاضطرابات واطلاق النار على أفراد من المدنيين وقوات الامن. وقال مسؤول عسكري لوكالة الانباء السورية (سانا) ان قوات الامن اعتقلت أعضاء في جماعة ارهابية مسلحة في درعا وعثرت على أسلحة وذخيرة مخبأة تحت الارض وفي حدائق.
وقال وسام طريف رئيس منظمة (انسان) لحقوق الانسان ان افرادا من اسر المعتقلين اكدوا اعتقال 2843 شخصا وان الرقم قد يصل الى ثمانية الاف. واعتقل اكثر من 800 منهم في درعا.
واضاف طريف ان بين المعتقلين نشطاء وشخصيات بارزة وأشخاصا شوهدوا يلتقطون صورا فوتوغرافية او بكاميرات فيديو باجهزة الهاتف المحمول او اشخاصا اشتبه في انهم يقومون بتحميل لقطات فيديو على الانترنت. وأضاف أن قوات الامن تعتقل الناس في درعا ودوما بشكل عشوائي.
وبدأت المظاهرات بالمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وانهاء الفساد ولكن بعد الحملة الامنية العنيفة يريد المحتجون الان رحيل الاسد.
وينتمي الاسد للاقلية العلوية وتحكم اسرته سوريا ذات الاغلبية السنية منذ 41 عاما.
وتقول منظمات حقوقية ان قوات الامن قتلت 560 مدنيا على الاقل منذ تفجر الاضطرابات في درعا في 18 من مارس اذار.
وأفادت منظمة العفو الدولية ان محتجين ابلغوها انهم تعرضوا للضرب بالعصي والاسلاك وخضعوا لظروف قاسية منها الحرمان من الطعام.
وقال فيليب لوثر المسؤول بالمنظمة “استخدام القوة الفتاكة دون مبرر والاعتقال التعسفي والتعذيب تبدو اجراءات يائسة من جانب حكومة لا تتسامح مع المعارضة وينبغي ان تتوقف على الفور.”
وقال سكان في ضواحي دمشق حيث اعتقل كثيرون ان حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الاسبوع في مناطق حول العاصمة. وقالت احدى السكان انها شاهدت قوات امن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من اجولة الرمال وتضع مدفعا اليا على طريق بالقرب من بلدة كفر بطنا يوم الثلاثاء.
وذكر مسؤول حكومي من دولة عربية مجاورة ان الحملة الامنية تهدف فيما يبدو الى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع ان قوات الامن منعت الالاف من الصلاة في المساجد يوم الجمعة الماضية.
واشتدت الادانة الدولية منذ الهجوم الذي شنته القوات السورية على درعا وأعاد الى الاذهان الحملة التي شنها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد بشار على انتفاضة اسلامية مسلحة في مدينة حماة عام 1982. وقالت ألمانيا وبريطانيا انهما تسعيان لفرض عقوبات أوروبية على قادة سوريين بعد اعلان الولايات المتحدة عن عقوبات الاسبوع الماضي. وقالت فرنسا ان الاسد ينبغي ان يكون ضمن من تستهدفهم العقوبات.
وفي علامة على ان العنف اضر بالنشاط الاقتصادي قال رئيس اتحاد البنوك العربية لرويترز أمس الثلاثاء ان ما يصل الى ثمانية في المئة من الودائع بالليرة السورية في سوريا قد تم تحويلها الى دولارات منذ بداية الاضطرابات.