يتهمنا بعض الإخوة العرب بأننا متظاهرون «كشخة»، كما سمينا قبلا «لاجئين خمس نجوم» أيام الغزو العراقي، ويقول أحدهم: أول مرة أرى تظاهرات «درجة أولى»، فكيف ـ بالله عليكم ـ تنظمون اعتصامات تطالبون بحقوقكم وأنتم جالسون على كراسي مجللة بالقماش، وكأنكم مدعوون لحفل ساهر في أرقى الفنادق؟ هل يستطيع احد أن ينال حقه جلوسا؟ كيف تكون الاعتصامات والسفرة عامرة والشاي على النار، وصواني المعجنات والحلويات تدور بين المعتصمين؟
قلت: لكل شعب خصوصيته، فالمجتمع الكويتي صغير، وكل يعرف الآخر، وتلك الأمور متوافرة، وهي في النهاية شكليات ثانوية لا تزيد ولا تنقص..
قال: فليكن.. لكن ليس هكذا تنال الحقوق! ثم ما اعرابها تلك الألقاب الملقاة «برخص» على قيادات المعارضة عندكم؟ هذا مناضل وذاك مجاهد، والآخر بطل وكأنكم في حرب مع عدو خارجي. إن كان هؤلاء مناضلين ومجاهدين ضد حكومة حاملتكم على كفوف الراحة وتراعيكم كما تراعي الأم أولادها، فماذا نسمي مناضلي ليبيا واليمن ومصر وسوريا الذين سُحلوا وعُذبوا وقُطعت أوصالهم وفُقئت أعينهم ودُهسوا وقُتلوا؟
قلت: ربما جنح البعض للتهويل والتفخيم، وهذا طبع الشباب الهائج، لكن هذا لا ينفي وجود معارضة تعمل وتتفانى في مجهودها، طبعا بخلاف المعارضين الفاسدين، وذوي أجندات الإسلام السياسي.
قال: مشاكلكم بسيطة مقارنة بمشاكل باقي الدول العربية، احمدوا ربكم لما أنتم به من عز وأمن وأمان. ولا تكفروا بنعمة الحرية والديموقراطية التي يحسدكم عليها الكثيرون.
قلت: نحن من الشاكرين الحامدين، لكن لا يعني هذا أن نسكت عن الظلم، والفساد، وضياع هيبة القانون، وسرقة الوطن.
قال: أي ظلم؟ هل تعلمين ما مصير أي شاب عربي لو تجرأ وفعل ما فعله بعض الشباب باقتحام مجلس الشعب؟
قلت: هذا كان خطأ حتى بعض ممن قام بفعله اعترف به، ويمكن اعتبارها زلة شباب فائر. لكن لا تقارنا بالدول الدكتاتورية. قارن وضعنا بوضع المتظاهرين في نيويورك وبوسطن ولندن.
قال: حتى هؤلاء سُحلوا وضُربوا وسُجنوا عندما أساؤوا التصرف.
قلت: وماذا تريدنا أن نفعل؟ أن نقبل بالظلم ونسكت، أن ندعهم يسرقون الدولة ونغمض أعيننا عنهم؟ أن نتركهم يطبقون القانون على هواهم وفقط على من يقف ضدهم، بينما من يواليهم مسكوت عنه؟
قال: أبدا.. لا أقول لكم لا تتظاهروا ولا تعتصموا. بل بالعكس، افعلوا كل ما بيدكم أن تفعلوه لكن ضمن الأطر والأنظمة، لا تخرجوا عن القانون حتى لا ينتقص من قضيتكم وتعطوهم عذرا لمهاجمتكم. وعندما تريدون أن تنالوا شيئا فاتعبوا قليلا من أجله، ولا تلجأوا للتهويل والمبالغة، لأن مصداقيتكم على المحك. ولا تتركوا أحدا يسرق مجهودكم، لا نواب متكسبين من ورائكم ولا حركات دينية تريد أن تصعد على ظهوركم. وأعود وأكرر.. استعملوا دستوركم الذي كفل لكم كل الحقوق، فغيركم يدفع عمره مقابل دستور كهذا.
ختمت بالقول: سنفعل، فتظاهراتنا التي تقول إنها «كشخة»، كانت تجربة رائعة للتآخي وتأكيد الوحدة، ودقت الجرس للسابقين واللاحقين، واستطاعت إسقاط الحكومة، فهل يمكن أن تتصور ماذا كانت فاعلة لو لم تكن كذلك؟!
d.moufti@gmail.com
كاتبة كويتية
اعتصامات خمس نجوم
استفيدوا من التاريخ المعاصر استعان السادات بالجماعات الاسلامية لضرب الشيوعيين والناصريين فقتلته الجماعات ١٩٨١ ياكويتيون لاتقعوا في المحظور ان المعارضين من النواب اغلبهم مرتشي كما ان المعارضه لم تقدم برنامجه الاصلاحي ولكن لانعيد الماضي سوف نشاهد ما انتم فاعلون بعد اسقاطكم الحكومة