كشفت مصادر خاصة أن الحملة التي تعرّضت لها أنغولا قبل أشهر بتهمة مكافحة الدين الإسلامي وهدم مساجد المسلمين ربما كانت على صلة بقرارات اتخذتها الدولة الأنغولية ضد نشاطات أفراد، بينهم إيرانيون، وأعضاء في حزب الله في البلاد، خلال العامين الماضيين. وقالت أن الحملة انطلقت بعد طرد عدد يقرب من ٥٠ شخص ما بين إيراني وأعضاء في حزب الله وتجميد حساباتهم المصرفية.
وقال مصدر آخر أن المشكلة بدأت بعد طرد عضو في حزب الله انتقل من البرازيل إلى أنغولا مع شركاته بغرض إقامة تجارة تبادلية بين مخدرات أميركا الجنوبية والألماس الأنغولي. وأشارت المصادر إلى أن صوراً نشرتها “قناة العالم” الإيرانية لمسجد زعمت أنه تم هدمه في أنغولا يُرجّح أن تكون صوراً جزئية لتفجير مسجد شيعي بالعراق بدليل وجود أشجار نخيل في الصورة !
وكانت أنغولا قد نفت صحة ما أشيع حول قرارات ضد المسلمين. وفي ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣، صرح مانويل فرناندو مدير المعهد الوطني للشؤون الدينية التابع لوزارة الثقافة لوكالة الصحافة الفرنسية “ليس هناك حرب في أنغولا على الإسلام ولا على أي ديانة أخرى”.
وأضاف ردا على ردود الفعل الغاضبة في العالم الإسلامي في أعقاب نشر تصريحات أدلت بها وزيرة الثقافة روزا كروز اي سيلفا في هذا الخصوص في الآونة الأخيرة “ليس هناك أي توجه رسمي لهدم أو إغلاق أماكن العبادة أيا كانت”.
ونفى سفير أنجولا بالقاهرة، أنطونيو داكوستا فرنانديز، ما تردد عن قيام بلاده باضطهاد المسلمين، وهدم المساجد، مؤكدًا أن أنجولا بلد « ديمقراطي » يقبل في أرضه كل الديانات.
« منذ استقلال بلادنا منذ 38 عامًا، وهي تفتح أبوابها لكل الانتقادات، ولكل من يريد أن ينشئ منشآت دينية بشرط وجود التصاريح اللازمة »، مضيفًا أنه « قبل استقلال أنجولا لم يتواجد بها أي مسلم، والآن ومنذ اللحظة الأولى بعد حصول أنجولا على الاستقلال تم تشييد 57 مسجدًا في أنحاء متفرقة منها ».
وعلّق بقوله : « كيف يكون هناك اضطهاد للمسلمين في أنجولا، ونقوم بإرسال طلابنا للدراسة في الأزهر؟ »، مؤكدًا أن بلاده « علمانية » ودستورها « يؤكد أنها دولة قانون وتحترم الحريات الدينية »..
طرد ١٤٠ أجنبياً بتهم “الإرهاب” و”تبييض الأموال”
وحسب خبر نشره “الشفاف” في ٢٧ سبتمبر ٢٠١١، اقدمت انغولا الثلاثاء على طرد 140 اجنبيا من بينهم 16 لبنانيا للاشتباه بضلوعهم بالارهاب وتبييض الاموال، بحسب ما افاد مسؤول في الحكومة لوكالة فرانس برس.
وقال فريتاس نيتو رئيس مكتب الهجرة الاجنبية في انغولا “لقد تم طرد هؤلاء الاجانب من انغولا بسبب وضعهم غير القانوني وبسبب تهم بتبييض الاموال والارهاب”.
واوضح ان هذه الخطوة اتخذت “لحماية المصلحة الوطنية وضمان الامن الداخلي لدولة انغولا”.
واضاف ان الشرطة حققت كذلك مع اربعة مواطنين لبنانيين اخرين وتعتزم طردهم قريبا.
واستقطبت انغولا منذ انتهاء الحرب الاهلية الطويلة فيها العام 2002 عددا كبيرا من الاجانب الراغبين في الاستفادة من الازدهار الاقتصادي العائد الى انتعاش قطاع النفط وتجارة الالماس.
وكان موقع “العربية” قد نقل عن فارس سبيتي، المعروف بلقب “أبو علي” وبأنه رئيس الجالية اللبنانية في البلاد تلميحه إلى “إمكانية وجود “من يرغب بالاستفادة بطريقة ما من نشر شائعات بأن الإسلام مهدد فيها” !
كما نقلت “العربية” عن صاحب مطعم “الدار” بلواندا، اللبناني علي ذيب، قوله : “بالعكس، فمنذ شهرين تم تدشين مسجد كبير في لواندا بعد بنائه من تبرعات المسلمين فيها، ونحن كلبنانيين تبرعنا أيضا” مضيفا عن اللبنانيين بأنهم يعملون في أنغولا بالتجارة العامة والمطاعم الموجود منها أكثر من 15 بلواندا وحدها، كما بتجارة الماس والبناء.
وانتهت المصادر إلى أن ما قامت به أنغولا ضد أفراد مشبوهين لا يختلف عما قامت به دول خليجية مسلمة أبعدت رعايا دول مسلمة أخرى لأنها اعتبرت أنهم يسيئون إلى أمنها الوطني !