المركزية- توجّهت الانظار مجددا الى مخيم عين الحلوة جنوب صيدا بعدما تلقت القوى الأمنية معلومات تفيد بوجود نيّة لدى جماعات اصولية في المخيم إنشاء “جبهة النصرة” بهدف زعزعة الامن في المخيم ومحيطه، وسط تساؤلات حول كيفية دخول عناصر من “جند الشام”، و”فتح الإسلام”، و”كتائب عبدالله عزّام” الى حيّ الطوارئ في المخيم وتطوير أنفسهم؟
وفي هذا السياق، أعلنت مصادر فتحاوية لـ”المركزية” “أن هدف هذه المنظّمات القضاء على الامن الوطني الفلسطيني التابع لـ”حركة فتح” والمتعاون مع الجيش اللبناني، ليتحوّل المخيّم مربعات امنية متناحرة”.
واشارت المصادر الى ان هذه المنظمات بدأت بتنظيم واعداد نفسها وفرض هيبتها في المخيم لكسر شوكة “حركة فتح” واضعاف دورها الامني في المخيم، وقالت: يضم حي الطوارئ:
– ” جند الشام” وعدد عناصرها 25، “أميرها” اسامة الشهابي المتواري ومساعده عماد ياسين في حي الصفصاف.
– ” فتح الاسلام“، عدد عناصرها 25، يقودهم هيثم مصطفى وشقيقه محمد عبد الغني جوهر ومحمد احمد الدوخي “خردق” وبلال بدر واحمد خليل واحمد عبدالله.
– ” كتائب عبدالله عزام“، يتراوح عددهم ما بين 15 الى 20 عنصرا. وقد تبنّت هذه الكتائب مرات عدة اطلاق صواريخ كاتيوشا من الجنوب على اسرائيل، وكان آخرها من محيط عيتا الشعب، ثم عادت ونَفت مسؤوليتها عنها في 19 تشرين الثاني الفائت، لم يعرف من يقودها لأنها دخلت أخيرا الى الحي، ويتزعمها السعودي ماجد الماجد
من جهة أخرى، لفتت مصادر فلسطينية في عين الحلوة لـ”المركزية” الى “ان حي الطوارئ غير تابع لسلطة الكفاح المسلح الفلسطيني، وغير خاضع لسلطة الجيش اللبناني لأنه يقع بين المخيم وتعمير عين الحلوة”، ورأت أنّ الفلتان الامني فيه دفع بقايا “جند الشام” و”فتح الاسلام”، الى التسَلّل الى تلك المنطقة والاقامة فيها، خصوصا ان تلك الجماعات مطلوبة من القضاء اللبناني، وفي حقها مذكرات توقيف عدة في جرائم قتل جنود من الجيش اللبناني، وقوات “اليونيفيل”، وكوادر من “فتح”، وعدد من اللبنانيين والاجانب في لبنان. وحمّلت المصادر حركة “فتح” مسؤولية تعاظم قوة “جند الشام”، “لأنها كانت تردد ان لا وجود لجند الشام، وانّ ما تبقى منهم هم بقايا أصيبوا بالشلل، ولا قدرة لهم على التحرّك او اعادة تنظيم اوضاعهم”.
ورأت المصادر “أن قضاء الامن الوطني الفلسطيني على هؤلاء دونه مخاطر، إذ إنّ من شأنه أن يُشعل شرارة الاقتتال الفلسطيني على طريقة نهر البارد، خصوصا ان “عصبة الانصار” الاسلامية في المخيم تعارض بشدة القضاء على “جند الشام”، وهي تعتبرهم إسلاميين يحرّم قتلهم، ولذلك يحصلون على رعايتها الدينية.
وقالت المصادر نفسها: “إن جند الشام واتباعه يقدرون بـ 70 عنصرا، وفي حق معظمهم مذكرات توقيف أصدرها القضاء اللبناني، والحل الأنسب لإنهاء هذه الحالة هو أن يسلّموا انفسهم للدولة لحل مشاكلهم، خصوصا أنهم لا يشكلون نسيجا داخل البيئة الفلسطينية التي رفضتهم منذ إنشاء تنظيمهم الموجّه لقتال الجيش و”اليونيفيل”، وهذا ما ترفضه الفصائل والقوى الفلسطينية كافة لأنه لا ينسجم مع الأجندة الفلسطينية التي تنسّق مع الجيش وتبتعد عن الانزلاق الى متاهات مع اليونيفيل”.
واتهمت مصادر في حركة فتح جماعات مشبوهة من جند الشام بزيادة منسوب التوتر في مخيم عين الحلوة بعد ان اقدمت مجموعات على سرقة اسلحة عبارة عن 7 بنادق كلاشينكوف ليل امس من احد مواقع “فتح” من قبل قوى ظلامية لا تخرج الا في الليل.
واعتبرت المصادر ان هذا الاعتداء مؤشر الى ان تلك القوى تحاول النيل من أمن المخيم وجره الى الصراعات السورية – اللبنانية وارتداداتها المخيفة، مؤكدة ان الامن ممسوك في عين الحلوة وان سياسة الحياد الايجابي وحدها الكفيلة بابعاد المخيم واهله عن تجرع الكأس المرة عما يجري في سوريا.