استغربت اوساط لبنانية ما جاء على لسان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بشأن تحميل البطريركية المارونية ورأسها البطريرك صفير مسؤولية خسارته الانتخابات واتخاذه من الخسارة سببا للتحامل على المواقف الوطنية للبطريركية وسيدها.
وأستهجنت مصادر مسيحية وطنية لبنانية مواقف نصرالله الاخيرة، وعادت بالذاكرة الى القمم الروحية التي دعا اليها البطريرك صفير الأولى اثر العدوان الجوي الاسرائيلي على لبنان عام 1993 في الديمان، والثانية إثر العدوان الاسرائيلي ومجزرة قانا عام ،1996 وسوى ذلك مما لا يجب ذكره كي لا تكون بكركي في معرض الدفاع عن نفسها زورا.
وتضيف ان الزعماء الروحيين للطوائف الاسلامية واثناء مشاركتهم في تلكك القمم الروحية اكدوا التزام حزب الله باتفاق الطائف وبتفاهم نيسان واغدقوا على البطريرك وعودا من حساب حزب الله عمل الاخير على التراجع عنها تاركا البطريرك صفير في مأزق مع قاعدته المسيحية فضلا عن التعهدات خلال حرب تموز العام 2006 حيث عمل البطريرك على اتخاذ موقف انسجاما مع قناعته الوطنية واستقبل العديد من الموفدين الدوليين وسعى مع السعاة في الحكومة الى لملمة أثار الحرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، الا ان تعهدات حزب الله ذهبت ادراج الرياح مع توقف دوي المدافع.
وتضيف هذه المصادر ان حزب الله حين قرر خوض الانتخابات الى جانب تيار عون حمل عدته وعديده وانتقل الى عمق المناطق المسيحية واستباحها في حملة ترأسها مسيحيا كل من العماد عون وسليمان فرنجية على قاعدة العداء لابرز رمزين مسيحيين وهما البطريركية المارونية ورئيس الجمهورية اللبنانية.
ومع ذلك يستكبر امين عام حزب الله على البطريرك حديثا وجيزاً في السياسة في حين ان جميع رجال الدين في لبنان يتحدثون في السياسة، ويضيفون اليس الامين العام لحزب الله رجل دين؟
وفي سياق متصل ارجعت الاوساط المسيحية اللبنانية سبب تهجم امين عام حزب الله على البطريركية والبطريرك صفير الى انعكاسات الخسارة التي مني بها في الانتخابات النيابية بعد ان كان اغدق الوعود على الاوروبيين والفرنسيين تحديدا من انهم وميشال عون وحلفائهما قادرين على انتزاع اغلبية نيابية محذرين المجتمع الدولي من مغبة التعاطي مع حكومة اغلبية حزب الله على غرار ما حصل مع حكومة اسماعيل هنية إضافة الى بناء استراتيجية ايرانية كان يمكن الاستفادة منها في تحقيق فوز مبين في الانتخابات الرئاسية الايرانية تؤمن فوز احمدي نجاد بولاية ثانية مما يعطي تبريرا للسلطة الايرانية في إغداقها الاموال على حزب الله.
ولكن انعكاس نتائج الانتخابات اللبنانية على رئاسيات ايران شكل احداثا وتداعيات مهما حاول البعض التعمية عليها الا انها ظاهرة في تصريحات منتقدي سياسة احمدي نجاد في صرف الاموال خارج البلاد وعلى حزب الله تحديدا في الوقت الذي يرزح فيه الشعب الايراني تحت طائلة ازمات اقتصادية متنوعة.
وتضيف المصادر ان سوريا ايضا ليست ببعيدة عن تحميل حزب الله وامينه العام تحديدا مسؤولية خسارة الانتخابات من خلال طلاته الاعلامية المكثفة قبل الانتخابات والتي عمد خلالها الى الاستخفاف بمشاعر اللبنانيين وتذكيرهم بمآثر اليوم المجيد في السابع من أيار مما دفع بالكثير من المترددين الى حسم خياراتهم السياسية ضد حزب الله وحلفائه.
وفي سياق متصل تضيف المصادر ان عشوائية توزيع الاموال الانتخابية على الحلفاء كانت ايضا من بين اسباب خسارته الانتخابات وتبرير الخسارة بالاموال التي دفعتها الموالاة على انها تفوق حجما تلك الاموال التي صرفتها المعارضة كلام مردود لان حملة تيار عون الاعلامية وحدها بلغت تكلفتها اكثر من 12 مليون دولار كما ان السيد نصرالله تجاهل الموقوفين الاربعة في البترون والذين ضبطت بحوزتهم مبالغ مالية نقدية عشية الانتخابات من تيار عون وتمت احلالتهم الى القضاء. وتشير الى ان الاغتراب اللبناني تحول من تأييد العماد عون الى الوقوف ضده وهذا ما يفسر التأثير الانتخابي الاغترابي ضد لوائح المعارضة وليس حجم المغتربين الذين قدموا الى لبنان للادلاء باصواتهم، كما ان السيد نصرالله اغفل ايضا ذكر المغتربين الارمن الذين تم استقدامهم من الولايات المتحدة والبالغ عددهم قرابة 4000 ناخب للتصويت لصالح لائحة العماد عو في المتن الشمالي وسائر الدوائر الانتخابية حيث يوجد ناخبون ارمن ام ان هؤلاء المغتربين هم غير الذين اقترعوا لصالح لوائح المولاة؟
وتشير المصادر الى ان الايام المقبلة ستشهد مزيدا من التصعيد السياسي بدأت بوادره مع النائب سليمان فرنجية على ان يستكمله العماد عون وجوقة الابواق المتنوعة من ناصر قنديل ووئام وهاب وسواهم من اجل افتعال مزيد من التأزيم السياسي للتعمية على ما يجري من اضطرابات في ايران حيث اتخذ الحزب قرار بالابتعاد عن الواجهة السياسية ودفع حلفائه الى الواجهة من اجل تصعيد المواقف بالتزامن مع لقاءات الانفراج المرتقبة بين زعيم الاغلبية النيابية سعد الحريري وامين عام حزب الله حسن نصرالله واجتماع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ونصرالله وذلك من اجل تحسين شروط التفاوض على التشكيلة الحكومية المقبلة وخشية ان تعمد الغالبية الى الاستفادة من التأزيم الايراني من اجل الحاق مزيد الخسائر بحزب الله وانتزاع مكاسب منه لصالح مشروع الدولة.
وتقول المصادر اخيرا ان مسؤولية الهزائم الانتخابية في لبنان وايران لا تلقى جزافا على عاتق البطريركية المارونية ولا سواها بل على سلوكيات الحزب وحلفائه.
وتنصح المصادر السيد نصرالله بمراجعة تاريخ لبنان والمنطقة ليدرك ان البطريركية المارونية متجذرة في لبنان والشرق منذ اكثر من الف وخمسمئة سنة وان تاريخ الموارنة في لبنان لم يبدأ مع العماد عون في الثمانينات من القرن الماضي وان التاريخ ايضا لم يبدأ ايضا مع السيد نصرالله وسائر المتطاولين على مقام البطريركية بسبب ومن دون سبب.
وتختم بان الضنين بالكيان وديمومته هو الذي يستشعر الاخطار وينبه منها ويسامح المتلاعبين بمصائر العباد علهم يرتدعون.
على الهامش
قام انصار التيار العوني في قرية “فغال” في بلاد جبيل واثناء زيارة البطريرك صفير الى البلدة لترؤس الذبيحة الالهية بإقامة قوس نصر رفعت عليه صور حسن نصرالله وميشال عون وسليمان فرنجية. وازاء رفض البطريرك العبور تحت القوس، غيّر موكبه وجهة سيره فما كان من العونيين إلا ان لاقوه على الطريق الثاني وقطعوا الطريق امام موكب البطريرك مرددين هتافات “انت البطرك يا ميشال، وانت البطرك يا سليمان”، حاملين صور واعلام التيار العوني وحزب الله والمردة.
وعلى الاثر تدخلت القوى الامنية لتفريق العونيين وفتح الطريق امام موكب البطريرك.
richacamal@hotmail.com
استهجان لمواقف نصرلله من البطريركية وسيدها يعرف تاريخ موارنة لبنان الراقي إلى 17 قرناً ظواهر شبيهة بما نشهده اليوم، لدى تيارات مارونية هامشية، كجماعة عون وهي الأهم. مثلاً، أنصار كميل شمعون في 1958، وجماعات بعض الإقطاع في الجبل أيام العثمانيين، في فترة المتصرفية وقبلها، وغير ذلك، حيث كان يخرج هؤلاء الهامشيون عن الطاعة للبطريركية، ودائماً محركين من الخارج، لكن سرعان ما يعودون إلى الصف، ويقدمون الطاعة والولاء لسيد بكركي، خوفاً من لفذهم كلياً من الجسم الماروني. القضية قضية وقت. ستعود الجماعة الهامشية (عون، حالياً) إلى الطاعة. بحكم التاريخ. أما حزب الله، فيرجح عدد من أبرز المحليين للشأن اللبناني، أنه أي… قراءة المزيد ..