(الصورة: غلاف “تايم” الذي يربط إطلاق سراح الرهينة “تيري أندرسون” بإطلاق سراح مصطفى بدر الدين من سجنه بالكويت)
المركزية- كشفت مصادر في قوى المعارضة ان حزب الله وضع سيناريوهات عدة لمواجهة مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي، بعدما أكدت كل التسريبات الاعلامية، وآخرها قناة CBC الكندية، تورط عناصر من حزب الله في الجريمة، في سعي لاستهداف الحزب وسلاحه.
لذلك تقول اوساط المعارضة كان لا بد للحزب من ان يضع خططا للتعامل مع المستجدات المتوقعة. وتقول الاوساط، وتحديدا حزب الله، ان المعارضة لم تلغ من حساباتها في السيناريوهات الموضوعة امكان استهداف الحزب امنيا وعسكريا بعد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة لحزب الله ولبنان.
وفي المعلومات المتداولة لدى جهات سياسية في الغالبية “ان حزب الله نظم تدريبات عسكرية الشهر الفائت شملت اجزاء واسعة من المناطق اللبنانية بغرض اختيار مدى استعداد عناصر الحزب لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق، ومدى جهوزيتهم لاي طارئ، كما اعتبرت التدريبات بمثابة رسالة تحذير الى المحكمة وعبرها الى المجتمع الدولي، والى قوى الغالبية على الساحة المحلية.
وكشفت المعلومات المتوافرة لدى جهات سياسية جنوبية ان الاجراءات والتدابير التي اتخذتها قيادة حزب الله في الآونة الاخيرة قضت بتعزيز مواقع العناصر التي تردد في الاعلام الغربي عبر التسريبات ان القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان سيطاولها في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد عززت المواقع القيادية والعسكرية لهؤلاء من ضمن حركة التغييرات والتشكيلات التي اجرتها قيادة حزب الله.
وأشارت المعلومات الى ان قيادة الحزب عينت مصطفى بدر الدين مسؤول الامن في الحزب قائدا للعمليات، ليحتل في هذا التعيين موقعا قياديا مهما مماثلا لذلك الذي كان يشغله نسيبه عماد مغنية الذي اغتيل في سوريا في شهر شباط من العام 2008 دون ان تتبنى أية جهة مسؤولية الاغتيال.
ويأتي التعيين في اطار حركة تغييرات واسعة شهدتها قيادة الحزب ودخلت حيز التنفيذ منذ قرابة الشهرين. وشملت ترقية الشيخ نبيل قاووق مسؤول الحزب في الجنوب الى منصب نائب رئيس المكتب التنفيذي ليصبح في ذلك المساعد الاول للسيد هاشم صفي الدين، ابن خالة الامين العام لحزب الله.
كما تم تعيين أحمد صفي الدين مسؤول منطقة بيروت مسؤولا عن منطقة الجنوب بدلا من الشيخ قاووق، والمعروف ان احمد صفي الدين هو شقيق عبد الله صفي الدين ممثل حزب الله في ايران.
وحلّ المسؤول الثقافي في الحزب حسين فضل الله مكان السيد احمد صفي الدين في قيادة منطقة بيروت.
تغييرات امل:
وأكدت المعلومات ان حركة التغييرات والمناقلات في صفوف القيادة لم تقتصر فقط على الحزب بل ان حركة أمل اجرت بدورها حركة مناقلات وتغييرات تماشيا مع التطورات والمستجدات نهاية الشهر الماضي. وتأتي الاجراءات داخل حركة أمل من اجل تحصين الجبهة الداخلية في وجه التهديدات الاسرائيلية وضبط الوضع في مناطق نفوذ وتواجد الحركة.
ومن ابرز التغييرات في صفوف الحركة تعيين نائب بيروت هاني قبيسي مسؤولا عن انشطة الحركة في الجنوب كبديل عن باسم لمح الذي كلف العمل في الحقل الاجتماعي في الحركة نظرا لمواقفه التصالحية الوفاقية ولشبكة الاتصالات التي يؤمنها.
وتم تعيين محمد غزال مسؤولا عن منطقة “جبل عامل” القائمة على الحدود مع اسرائيل نظرا لاهمية غزال في قيادةالحركة.
وعين سعيد ناصر الدين مسؤولا عن منطقة جبل لبنان.
سيناريو تظاهرات واعتصامات لشلّ البلد
واعتبرت جهات سياسية في المعارضة ان هناك خططا ملحوظة لكل زمان ومكان منها ما هو سلمي الطابع ويعرف بالمخطط التغييري الجذري الذي قد تنفذه المعارضة بعد صدور القرار الاتهامي الذي بات قريبا، ويقوم على تنظيم تظاهرات واعتصامات امام الوزارات وبعض المقرات الرسمية وفي بعض المناطق، وتسير تظاهرات في الشوارع الرئيسية لشل الحركة وقيام اجواء احتجاجية شبه شاملة على مساحة الوطن للتأكيد للمجتمع الدولي، العربي والغربي، ان هناك اجماعا لبنانيا على رفض القرار الاتهامي والمحكمة واتهام عناصر من حزب الله ولو تحت عنوان “عناصر غير منضبطة”.
وأبدت الاوساط المعارضة خشيتها من الدخول الاسرائيلي على الخط اللبناني بعدما عمدت الى تخريب قطاع الاتصالات من خلال العبث به واقدمت على استنساخ خطوط خليوية، كل ذلك قد يساعد اسرائيل لاحقا على استخدام الساحة اللبنانية للهروب الى الامام من خلال شن حرب على لبنان.