هل هنالك قرار رسمي بتأخير اعتماد السفير السعودي إلى ما بعد الإنتخابات النيابية؟ ما موقف رئيس الحكومة، ولماذا لا يتدخّل؟
تسرّع، ام إستهتار، ام “فائض قوة” واعتداد بالنفس و”ميغالومونيا” لبنانية! أيّاً كان الجواب، فالثابت أن تعيينات السفراء اللبنانيين في الخارج قد تسببت بأزمات ديبلوماسية مع كل من الولايات المتحدة الاميركية وحاضرة الفاتيكان والمملكة العربية السعودية!
العرف الديبلوماسي يقضي بابلاغ الدول المعنية بأسماء السفراء المعتمدين لديها عبر القنوات الديبلوماسية. وبعد موافقة الدول المعنية على الأسماء، يُصار الى الاعلان عن اسمائهم ويتم إيفادهم لتقديم أوراق اعتمادهم وتولّي وظائفهم رسمياً كسفراء.
في عهد الرئيس عون، ووزير خارجيته جبران باسيل، تم خرق هذه القاعدة الديبلوماسية ربما لمحاولة فرض امرٍ واقع على الدول التي تم تعيين سفراء لديها، او لجهل في اصول العلاقات الديبلوماسية بين الدول، خصوصا ان الوزير “مهندس” ولا يفقه في اصول العلاقات الديبلوماسية، وإما لغايات أخرى تستعصي على فهم الدول، والديبلوماسية، واللبنانيين على حد سواء!
فقد اقدمت وزارة الخارجية على تعيين عدد من السفراء، من بينهم جوني ابراهيم سفيرا لدى الفاتيكان وغابي عيسى سفيرا لدى الولايات المتحدة الاميركية وفوزي كباره سفيرا لدى المملكة العربية السعودية.
وفي الحالات الثلاث اوقعت الخارجية اللبنانية الدولة في مأزق. فابراهيم معروف بانتمائه “الماسوني”، وهذا الامر يتعارض مع الديانة المسيحية، فرفض الفاتيكان تعيين ابراهيم سفيرا لديه. اما في الولايات المتحدة، فالقانون يمنع على الديبلوماسيين الجمعً بين جنسيتين، وغابي عيسى هو مواطن اميركي ولبناني في آن، ما يحول دون قبوله سفيرا لدولة اجنبية. وذلك ما تسبّب بتأخير تعيينه الى حين إجراء معاملات تنازله عن الجنسية الاميركية!
كمالم تراعِ الدولة اللبنانية الأصول في تعيين سفيرها الجديد في المملكة العربية السعودية المهندس فوزي كبارة.
وأشارت معلومات الى أن المعنيين في السعودية عرفوا باسم سفير لبنان المقترح لدى المملكة من التلفزيونات اللبنانية، ومن وسائل الاعلام، خلافاً للأصول المتبعة! والأمر نفسه حصل مع دولة الكويت، ما حال دون تقديم السفير اللبناني لدى المملكة اوراق اعتماده الى اليوم.
وفي سياق متصل أشارت المعلومات إلى أن تقديم أوراق اعتماد السفير السعوودي الجديد لدى لبنان “وليد اليعقوب” يفترض أن يمر بمستويين: أولهما عبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي لم يحدد موعداً لاستقباله حتى اليوم! والمستوى الآخر عبر رئيس الجمهورية، الذي ينتظر عادةً تقديم طلبات اعتماد سفراء لثلاث أو أربع دول، فيستقبلهم ويعتمدهم معاً في آن واحد.
وأشارت المعلومات الى ان باسيل ينتظر تقديم اوراق اعتماد السفير اللبناني في المملكة العربية السعودية قبل ان يحدد موعد للسفير اليعقوب.
وفي حين ان المهل تبقى مفتوحة ولا يُلزم وزير الخارجية بتحديد موعد لاستقبال السفراء الجدد بأي مهلة زمنية، رجحت مصادر سياسية لبنانية ان تمتد ازمة قبول اوراق اعتمادالسفير اليعقوب الى ما بعد الانتخابات النيابية المقررة في السادس من ايار/مايو القادم، ما يعيق حركة السفير اليعقوب ويجعله اسير مقر السفارة.
أسماء السفراء المعيّنين
وكان مجلس الوزراء اللبناني وافق في جلسته التي عُقدت في بعبدا، الخميس في 20 تموز، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلات الديبلوماسية، التي قدمتها وزارة الخارجية..
وجاءت الترشيحات على الشكل التالي: في الدول العربية سعد زخيا في دمشق، فؤاد نبيه دندن في أبوظب، فوزي كبارة في السعودية، نضال يحيى في ليبيا ، علي الحبحاب في بغداد ، محمد محمود الحسن في الجزائر ، ريان سعيد في الكويت، تريسي داني شمعون في الأردن، ألبير سماحة في عُمان، طوني فرنجية في تونس، ميلاد نمور في البحرين،
في الدول الأوروبية: رامي مرتضى في لندن، ميرا ضاهر في روما، سليم بدورة في جنيف، إبراهيم عساف في فيينا ، فادي الحاج علي في بروكسل، هالة كيروز في مدريد ، رامي عدوان في باريس، كلود الحجل في قبرص، غسان المعلم في أنقرة ، مصطفى أديب في برلين.
في الأميركيتين: غابي عيسى في واشنطن، نمير نور الدين في كوبا ، حسن حجازي في باراغواي، فادي زيادة في أوتاوا، يوسف صياح في برازيليا، سامي النمير في المكسيك.
في آسيا وأفريقيا : عبير طه في طوكيو ، حسن عباس في طهران، أسامة خشاب في كينشاسا .
في المؤسسات الدولية: أمال مدللي في بعثة لبنان في الأمم المتحدة، سحر بعاصيري في اليونيسكو.