ارتفع سعر ليتر البنزين إلى 120 ليرة.. رغم الإعلان منذ شهرين عن رفع الدعم الحكومي عن كافة المحروقات، ثم العودة عنه وتأجيله.. لأن الغليان بدأ يتصاعد ونُصحت الحكومة المبالغة في الرشد والترشيد بتأجيل الموضوع حتى تتم دراسة الكيفية المُثلى لتمريره في زلعوم المواطن.. وتلقيمه الأسعار الجديدة المدروسة والمناقشة على أعلى المستويات بالملعقة، أو حَقنِه بها عن طريق الشريان الأبهر كي يكون القتل محكما وهذا هو المطلوب… لكنه وللأمانة رحيما شفوقاً وحنوناً.. لأنه يأتيكم بالتدريج وسيكون خازوقاً ناعم الملمس.. عفوا لهذا التعبير.. لكني أراه الأصلح والأفلح لتوصيف الحالة وخاصة أننا عرفنا الخازوق عن طريق العشرة التركية وهاهي تعود لسابق تجلياتها وتفاهماتها وودها.. لهذا اخترناها للتوضيح والتنويه حسب مقتضيات وضع الصداقة ومن باب حق الجيرة ولإثبات حسن السيرة والطوية والنيات الحسنة في نسيان اسكندرون وأنطاكية وأهلها….. وسيأتيكم الخازوق من دُبرٍ يفي بكل مواصفات الأمان والإحكام.. لأنه خفيف لطيف.. ينسل برفق ودون ضجة إعلامية أو حلقات تلفزيونية.. فاليوم يرتفع ثمن البنزين… ما شأنكم به أنتم الفقراء؟…. فلا سيارات شبح لديكم ولا بي إم دبليو في..!!… والمقصود به أصحاب السيارات الفارهة التي تبلع بنزين البلد…. عفوا هذا النوع لا يدفع… لكن الحكومة هي من يدفع… ولهذا عليها أن ترفع… عن كاحلها وغير كاحلها أيضا…. أي السعر… وكل مافي الأمر سترتفع أجور المواصلات.. وأنتم ماذا يضيركم؟ سترتفع تعرفة الباصات.. والسرافيس.. مجرد ليرتين أوثلاث.. لن تحسوا بها.. لأنها الخازوق الأول، لكنه ليس الأخير ابشروا… وسيأتي الدور على المازوت وغيره… لكن الحكومة رقيقة القلب وتحسب حساب المواطن الفقير وتدفئته في الشتاء لهذا أجلت الموعد قليلا ريثما يتم التعود على سعر البنزين ونسيان الأمر وبلعه… وبعدها تفرج ويكون رفع سعر المازوت سهل وبسيط عندما يأتي الربيع… وبهذا تستقبلون الشتاء القادم وأنتم في رحمته تعالى وبين يديه الكريمة..
.
ــ آخر تقرير صدر عن مديرية الأسعار بوزارة الاقتصاد السوري العظيمة يقارن بين أسعار السلع في الثلث الثاني من تشرين الأول هذا العام ونفس الفترة من العام الماضي 2006وقد جاء على ذمتهم كالتالي ومن تاريخ 10/10/2007 :ـــ
* سعر كيلو البطاطا بين 30 و 40 ليرة، بينما في العام الماضي لم تتعد ال 35 ليرة رغم التصدير بكميات كبيرة للدول المجاورة.
* أما البندورة فقد وصل سعرها في المحافظات المنتجة لها.. إلى 20 ليرة بينما لم يتعد ال 15 ليرة العام الفائت( في نفس الفترة طبعا).
* التفاح تعدى ال50 ليرة والحمضيات ال 40 ليرة بينما العام الفائت لم تتعد ال 25 ليرة.
* البقوليات ارتفع بعضها حتى ال60 ليرة لكيلو الحمص مثلاً… وتجاوز بهذا ال 20%…
* الزيوت والسمون تجاوز ارتفاعها ال 40% .
* حتى أسعار الشاي والرز والسكر وغيرها .. كل المواد الضرورية والأساسية للحياة اليومية صارت في الطائرة … لهذا عليكم الصعود والإقلاع…. لا أعني هنا التحليق والكسب أو أن خيرا مُنزلا من السماء الحكومية سيصيبكم… ومَكرُمة ستنزل بركاتها عليكم كالصاعقة.. لأن مكرمات الحكومة من هذا الصنف فقط… ومن غيره طبعا… كمنع وحجب المواقع الألكترونية… توقيف وإلقاء قبض… منع من المغادرة… تسريح من العمل.. مراقبة ومحاسبة وتنصت على الهواتف واستدعاءات… تضييق تنفس .. حتى الاختناق… وهذا أيضا مكرمات ونِعَم من نعم الديمقراطيات الشعبية البعثية الميمونة… محاكمات صورية وأحكام استثنائية… لا تخافوا… ولا ترتعبوا إنها تخص السياسيين فقط…. وأنتم أدمنتم الصمت والبحلقة بالعين المجردة أو عفوا العمياء.. طبعا عيونكم مفتوحة لكنها لا تبصر… وهذا أفضل وأسهل وأكثر راحة… كي تناموا وضمائركم الوطنية بخير وسلام…. فقد تربت ضمائركم على أنواع جديدة من القيم الضميرية والوجدانية… فعلى سبيل المثال لا الحصر… وباعتقادي أنكم لا بد وقرأتم آخر الأنباء الجهنمية في الضمير والحس الوطني والاهتمام بصحة المواطن … فقد اكتشف بمحض الصدفة ونتيجة لأحد كثيري الغلبة والحشرية لأنه ذواق ابن ذواق وفهيم ، أن العسل الذي اشتراه مغشوش وحلف برأس أمه أن يُكَبرها ويشتكي… علماً أن العسل يحمل ماركة مسجلة ومعروفة في الوسط التجاري، واكتشفوا بعد التحليل البسيط أن العسل عبارة عن شاي مغلي بالسكر مع ملح الليمون ومواد كيماوية لإعطاء النكهة والطعم العسلي، فكلوا هنيئا مريئاً… وهذا نوع من أنواع ثقافة الحس الوطني ( عفوا الغش الوطني)، والاهتمام بالصحة الغذائية للمواطن… ولم لا؟ المهم الربح السريع وما حدا أحسن من حدا…. واستطاعوا وضع اليد على معمل يقوم بالتصنيع والتعليب في منطقة القابون قرب دمشق، السؤال:ـــ
ما الذي يمكن أن يصيب هؤلاء أصحاب الضمير؟!!!… هل ستوجه لهم تهمة إضعاف الشعور القومي؟ أم أضعاف الحس الوطني؟ أم أن الغش والإضرار بالصحة العامة لا يؤذي الوطن ولا المواطن ولا حسه أو شعوره؟!!… مجرد بعض الأمراض… ولديه منها الكثير … بالتأكيد سيعاقب مرتكبي التجارة المغشوشة وقد سبق واكتشف الغش في علب السمن والزيت والبسكويت والمرتديلا والمعلبات التي فقدت مدة صلاحيتها فغلفت بأوراق مزورة التاريخ… فماذا جرى للسابقين حتى يجري للاحقين؟… إن دفعوا المعلوم والمطلوب للمسئول هنا وهناك!!… وإن كانوا من المدعومين …. فلن تطول عقوبتهم…
مجرد غرامة وفي أحسن الحالات سجن لبضعة أيام… لأنه ليس هناك أي خطر على أمن الدولة ولا أي مساس بسيادتها…. .. لأنهم لم يتآمروا على الوطن … من يتآمر على الوطن ويضعف شعور المواطن المرهف… من أمثال هؤلاء… ويدس الدسائس لدى الغريب والأجنبي ، خاصة اللبناني… هم:ـــ
كمال اللبواني وأنور البني وميشيل كيلو وفائق المير والاقتصادي المريض عارف دليلة… والطلاب المعتقلين الذين يجرؤون على التحدث بالسياسة وبأمور الحرية والديمقراطية… أي أنهم يتدخلون بما لا يعنيهم … وما يعنيهم هو دراستهم والتصفيق للحكومة… التي ترفع لكم الأسعار كي يتساوى مستواكم الاقتصادي بمستوى الدول الكبرى… ومن باب الحرص على سمعة الوطن فعندما يدخل السائح والزائر للوطن لن يجد أي فرق بين بلده وبلادنا… فقط بما نقدمه له من خدمات عامة… و مظاهر النظافة والتلوث … وهذا كي لا ينسى نفسه ويدرك موقعه ومكان تواجده، فيبتسم بسرور لأنه في قلب العروبة النابض وقلعتها الصامدة… إنه في الوطن السوري…. بحلته الجميلة التي أضفيت عليه وأُلبست له منذ أربعة عقود…. فارتداها طائعاً خاضعاً مدركاً أنها لصالحه الوطني والعروبي المقدس، وهي ثوب من أثواب الممانعة في وجه التآمر والحصار للوطن ونظامه الاشتراكي الديمقراطي الحريص على القومية العربية والباني لصروحها والمثبت لقلاعها، والدليل علاقة النظام الوطني ببلاد العرب ومقدار حرصه على التضامن الأخوي… من أجل هذا كله ترى بأم عينيك الزيارات الغادية والرائحة نحو عاصمتنا واستشارتها بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص العلاقات العربية والروابط الشقيقة وتمتينها… ناهيك عن موقعنا العالمي ودورنا الإقليمي الحساس والمهم والايجابي… ففي لبنان لنا صولات وجولات… يخافنا الجميع ويهابنا الكل لأننا نملك سلاح الموت الفتاك والذي جربه وخبره الشعب اللبناني منذ دخول قواتنا الرادعة والمانعة لكل من يعترض طريقها في النهب والسلب والقلب واللعب … لدرجة أنهم حتى الآن لم يعرفوا كيف يختاروا رئيسا لجمهوريتهم. ! دون مشورتنا والأخذ برأينا الملتزم بوحدة المسارين اللبناني والسوري!!.. وحين كنا نصول ونجول ونحكم قبضتنا على لبنان ومصيره وأهله أكثر، أي قبل القرار المشؤوم 1559 وما لحق به 1701 فلم يكن أسهل علينا وعليهم من التعيين أوالتمديد للرئيس… فوجودنا على الأقل حمى لبنان من الفراغ الدستوري الذي يمكن أن يقبلوا عليه!… ومع أننا خرجنا من لبنان… لكنه بعد خروجنا لم يفلح أهله القُصَر والعاجزين عن الاختيار دون تدخلنا ودون تنفيذ مآربنا.. فبدون مشورة الأخ الأكبر والأخذ برأيه لن يستطيع لبنان النهوض والحزم وحده فهو بحاجة ماسة لرقيب وحسيب وولي أمر…. لكن يبدو أن حسابات الحقل السوري لم تنطبق على البيدر اللبناني فجاءت مخيبة للآمال بعض الشيء رغم كل المناورات والتحالفات في الداخل والخارج، فقد تبين أن العين العالمية تَحمَّر يوما بعد يوم باتجاهنا وتنفث تهديداتها التي لا تبشر بالخير، ولهذا ارتأت حكومتنا الرشيدة طريق الغزل والمغازلة.. فهذه رايس تتحادث مع المعلم ، وهذا ساركوزي يرسل بمراسيله إلينا… وهذا أولمرت يبشر بإمكانية إقامة سلام معنا.. ويرى أن دعوتنا لمؤتمر أنابوليس ضرورية ومهمة… لكنا مازلنا نصر على المقاطعة والممانعة… لأنا تعودنا على الشد والجذب في سياستنا ذات العين الحولاء.. التي تدربنا عليها مع الأصحاب النجاديين في إيران…
أتكفيكم هذه الجرعة من يوميات مواطن في سورية؟… اهبطوا إلى أرضنا لتنعموا معنا بظل السيادة والريادة والقيادة للمجتمع والدولة من حزبنا العظيم… الذي يفقر الشعب ويغني فيه كل منتسب… كان لنا في العراق درس وعِبر، إنما يبدو أن قيادتنا ليست ممن يعتبر…. ويلي انتبهوا… هبوطنا كان مباغتاً وسريعاً… ويبدو أننا ندخل في حفرة دون قرار!.
fozmon@yahoo.fr
* كاتبة سورية – باريس
اربطوا الأحزمة… لتهبطوا في النعيم السوري
إن كنت لاتدري فتلك مصيبةٌ وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
لن ترتاح سوريا ولبنان ولا العراق ولا المنطقة ولا العالم الا بتغيير النظامين الايراني والسوري المصدرين والداعمين للمليشيات والقتل والإرهاب