سمنان (ايران) (ا ف ب) : اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاربعاء ان بلاده اجرت اختبارا جديدا لصاروخ سجيل المتوسط المدى، ما دفع اسرائيل الى التحذير من ان على اوروبا ان تقلق من البرنامج البالستي للجمهورية الاسلامية.
واعلن احمدي نجاد هذا الامر في مدينة سمنان الشمالية، بالتزامن مع اعلان ايطاليا ان وزير خارجيتها فرانكو فراتيني الغى زيارته المتوقعة لايران الاربعاء والخميس، مشيرة الى خلاف مع الرئيس الايراني حول مكان اللقاء.
وقال احمدي نجاد “ابلغني وزير الدفاع (مصطفى محمد النجار) اليوم اننا اطلقنا صاروخا من طراز (سجيل 2) يتألف من قسمين وقد بلغ هدفه المحدد”.
واضاف “تم اطلاق الصاروخ من هنا في سمنان”.
وتابع احمدي نجاد “ابلغت ان الصاروخ يستطيع الارتفاع فوق الغلاف الجوي ثم يدخله مجددا ليصيب هدفه. انه يعمل على الوقود الصلب”.
وكان مقررا ان يزور وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ايران الاربعاء، لكن الخارجية الايطالية اعلنت انه الغى زيارته “بسبب فرض ايران طلب عقد اللقاء البروتوكولي مع الرئيس الايراني في مكان خارج العاصمة هو سمنان” اي المكان الذي اطلق منه الصاروخ.
من جهتها، اعتبرت اسرائيل ان الاختبار الصاروخي الجديد لايران ينبغي ان يقلق الدول الاوروبية.
وصرح نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون للاذاعة العامة الاسرائيلية “على المستوى الاستراتيجي، لا يغير هذا الصاروخ الجديد شيئا بالنسبة الينا لان الايرانيين سبق ان اختبروا صاروخا يبلغ مداه 1500 كلم، لكن هذا الامر يفترض ان يثير قلق الاوروبيين”.
واضاف “يحاول الايرانيون ايضا تطوير صاروخ بالستي يبلغ مداه عشرة الاف كلم يمكن ان يصل الى الساحل الشرقي للولايات المتحدة”.
واعلنت ايران في 12 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت انها اجرت اختبارا لصاروخ ارض ارض من طراز سجيل ينتمي الى “الجيل الجديد” ويناهز مداه الفي كلم، من دون ان تدلي بتفاصيل عن التقدم الذي احرزته على هذا الصعيد.
ويومها، اوضح وزير الدفاع ان صاروخ سجيل “يتألف من قسمين وله محركان، يعمل على وقود صلب مختلط ويتمتع بقدرات استثنائية وكبيرة جدا”.
واضاف ان الصاروخ الجديد “يناهز مداه الفي كلم”، ما يكفي للوصول الى اسرائيل.
وتخشى الدول الغربية ان يتيح البرنامج البالستي لايران امتلاك صواريخ مزودة رؤوسا نووية، في حال تمكنت طهران من امتلاك القنبلة النووية.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان التكنولوجيا الصاروخية لدى ايران وبرنامجها النووي المثير للجدل يشكلان تهديدا للدولة العبرية هو الاكبر منذ قيامها العام 1948.
في المقابل، تشدد طهران على ان برنامجها ينطوي على اهداف سلمية بحتة.
واصدر مجلس الامن الدولي خمسة قرارات تتضمن ثلاثة منها عقوبات بحق ايران، مطالبا اياها بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
لكن احمدي نجاد اكد الاربعاء عزم بلاده على مواصلة برنامجها النووي ولو فرضت عليها عقوبات دولية جديدة.
وقال في مدينة سمنان ايضا ان القوى الغربية “قالت +اذا لم تتوقفوا فسوف نصدر قرارات+” في مجلس الامن الدولي، مضيفا “ظنوا اننا سنتراجع، لكن ذلك لن يحصل”.
واضاف “قلت لهم ان في وسعهم اقرار مئة عقوبة، فان ذلك لن يغير” سياسة ايران.
واكد مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس ان ايران اطلقت على ما يبدو “بنجاح” صاروخا متوسط المدى، في تأكيد لما اعلنه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته “بحسب المعلومات الاولية، تم (اطلاق الصاروخ) بنجاح”.
واضاف “ثمة اسباب للاعتقاد ان الامر يتصل بصاروخ بالستي متوسط المدى”.
من جهته، رفض متحدث باسم البنتاغون تأكيد اطلاق الصاروخ، مذكرا بقلق واشنطن حيال البرنامج النووي الايراني.
وقال براين ويتمان “لا نزال نراهم يطورون صواريخ بالستية” و”اعربنا على الدوام عن قلقنا حيال الجهود الايرانية في موضوع الصواريخ”.
واضاف ان “ايران عند مفترق طرق: اما ان يواصلوا زعزعة استقرار المنطقة واما ان يقرروا اقامة علاقات اكثر طبيعية مع دول المنطقة والولايات المتحدة”.