لعلّ تسمية “شيخ الحسبة” هي الصياغة، البليغة والوجيزة والدقيقة، الأفضل توصيفاً لمهنة الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، وبطل عشرات الدعاوى القضائية ضدّ مثقفّين وكتّاب ومسؤولين ومواطنات ومواطنين عاديين، في أمور دنيوية صرفة يرفعها صاحبنا إلى مستويات الكفر بالدين أو الردّة عنه أو تحقير أحكامه. صحيح أنّ البعض (نزيه يوسف في موقع جريدة “المصري”، مثلاً) أطلق عليه صفة “شيخ الإرهاب”، ليس لأنّ البدري مرتبط بأية منظمة إرهابية معروفة، بل على الأرجح بسبب دأبه في ترهيب عباد الله؛ إلا أنّ الاحتراف الأكبر للشيخ، حيث تتبدى مهاراته وأفانينه، هو طرق أبواب القضاء العالي، كما يقول أشقاؤنا المصريون.
هنا، للتذكير، بعض أشهر الدعاوى التي رفعها الشيخ:
ـ الإدعاء على المفكر والأكاديمي نصر حامد أبو زيد، بتهمة الإرتداد عن الإسلام، واستصدار أمر من القضاء بتفريقه عن زوجته الدكتورة ابتهال يونس؛
ـ الإدعاء على الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، بتهمة تحقير النساء المنقبات وإهانتهن؛
ـ دعوى حسبة ضدّ الدكتور عبد الصبور شاهين، مؤلف كتاب “أبي آدم”، رغم أنّ الطبعة الأولى من الكتاب كانت قد صدرت سنة 1999 دون أن تثير أيّ ردّ فعل لدى المتشددين من أمثال الشيخ البدري (المفارقة أنّ شاهين نفسه كان كاتب التقرير التكفيري الأشهر ضدّ حامد أبو زيد!)؛
ـ الطعن ضدّ وزير الصحة المصري، بصفته هذه، والمطالبة بإلغاء قرار منع ختان الإناث في مصر، لأنّ القرار ـ في يقين الشيخ البدري
ـ يخالف الدستور والقانون والشريعة الإسلامية والسنّة النبوية؛
ـ العودة إلى إثارة قضية المواطنة القبطية وفاء قسطنطين، زوجة القسّ مجدي يوسف عوض التي قيل إنها اعتنقت الإسلام وتعرّضت للسجن والتعذيب والإقامة الجبرية في دير وادي النطرون لكي تعود إلى المسيحية، والمطالبة بإحضارها أمام القضاء للإستماع إلى أقوالها (رغم أنّ القضية كانت قد انتهت، بعد تظاهرات واضطرابات أجبرت الرئيس المصري على التدخل شخصياً)؛
ـ الإدعاء على مجلة “إبداع” بسبب قصيدة عبد المنعم رمضان “أنت الوشم الباقي”، التي اعتبر الشيخ أنها تسيء للذات الإلهية؛ ثمّ ضدّ المجلة والشاعر حلمي سالم بسبب قصيدته “شرفة ليلى مراد”، بالتهمة ذاتها؛ وبعدهما، ضدّ رئيس تحرير المجلة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، بتهمة القذف والتشهير (ترتّب على القضية وضع أثاث الشاعر في المزاد العلني، لسداد مبلغ التعويض الذي حكم به القضاء للشيخ)؛
ـ أخيراً، وبالتهمة ذاتها، أي القذف والتشهير، إدعى الشيخ البدري على عدد من المثقفين والكتّاب المصريين الذين ساندوا حجازي، وبينهم جابر عصفور وجمال الغيطاني وعزت القمحاوي ومحمد شعير وأسامة سرايا ونبيل عمر وناصر أمين.
وفي مناسبة الدعوى ضدّ حلمي سالم، كما في مناسبات سابقة تخصّ قضايا مماثلة ضدّ أحمد الشهاوي وحيدر حيدر وقضية الدكتور محمد عباس ضدّ مجلة “أخبار الأدب”، أعربت عن قناعتي بأنّ ستراتيجية الدفاع الحقّة أخلاقياً، بصرف النظر عن دروبها القانونية الشائكة، ليست في الركون إلى تبرئة النصّ من انتهاك المحرّم، أو ربما البرهنة على العكس: أنه يحترم المقدّس ولا يمسّ أركانه. لا بدّ من اعتماد ستراتيجية في الهجوم المضادّ، لا تستثني اللجوء إلى القانون أوّلاً، ولكنها تشدّد دائماً على إنصاف النصّ في ذاته وضمن محرّم آخر ينبغي عدم المساس به، هو الحقّ في التعبير؛ ومقدّس جدير بالاحترام الأقصى، هو استقلالية المخيّلة وخصوصية العمل الفنّي.
وفي هذا الصدد يتوجب إطراء الخطوة الشجاعة، والصائبة تماماً، التي اتخذها جابر عصفور وجمال الغيطاني ومحمد البساطي ومحمد شعير، حين قصدوا مكتب النائب العام بدار القضاء العالي وتقدّموا ببلاغ طالبوا فيه بفتح التحقيق في ممارسات الشيخ البدري ضدّهم، وهي الممارسات التي من شأنها تهديد حياتهم. وكما نقل الزميل حسن عبد الموجود في “أخبار الأدب” المصرية، جاء في البلاغ: “كان يمكن أن تكون ممارسات البدري حدثاً عابراً لايستحق التعليق أو التوقف عنده لولا أن خطورته تكمن في أنه يعبر عن ظاهرة أوسع: مطاردة الفكر الديني المتعصب للثقافة والمثقفين، وللإبداع بأنواعه في عالمنا العربي والإسلامي، فضلاً عن أنها تتيح لأي شخص موتور أن يشهر سلاحه بهدف الدفاع عن الدين ضدّ هذا المثقف أو ذاك الشاعر”.
ولعلّ العاجل الملحّ اليوم هو تنظيم الدفاعات ضمن المنظور الذي قترحه المحامي حمدي الأسيوطي: “قضايا الحسبة الجديدة تشكل خطورة كبيرة علي المثقفين، فهي منهج منظم للإرهاب، ولهذا لا بدّ من اتحاد المثقفين والقانونيين المهتمين بحرية التعبير، ولا بدّ من المبادرة بالهجوم على هؤلاء المحتسبين لا الاكتفاء بموقف”. ولأنّ السياسة، وأجهزة السلطة السياسية، ليست بعيدة عن إذكاء نيران الحسبة هذه، فإنّ ما تشهده مصر على هذا الصعيد ليس مظهراً محلياً، بل هو جزء تكويني في أخلاقيات النظام العربي الإستبدادي الفاسد الواحد.
s.hadidi@libertysurf.fr
* كاتب سوري- باريس
الشيخ البدرى ظافره برقبتك
انت يا كاتب المقال راجل أهبل جتك خيبة عليك وعلى العلمانيين بتوعك بتدافع عن مين يا تافه الشيخ البدرى ظافره برقبة مليون واحد من عينتك انت والغيطانى وحلملى سالم وعبد المعطى حجازى وأمثالكم وللعلم البلاغ التافه الذى أشرت إليه الذى تقدم به الثلاثة الخايبين ضد الشخ البدرى اسألهم عن مصيره وما حدث له فإن لم يجيبوا فاعلم ان مصيره سلة المهملات بالنيابة لأن اللى كتب البلاغ راجل هايف وعبيط زى سعادتك ولم يوجه فيه للشيخ ما يمكن أن يوصف على انه جريمة تستأهل بلاغاً ضد الرجل لكن نقول ايه عقولكم خربة