واشنطن – من حسين عبدالحسين
نقلت وكالة «بلومبيرغ» (الخبر بالإنكليزية على موقع “بلومبيرغ”) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إيران تعمل على سحب مقاتليها من سورية، وإن عدد مقاتلي «الحرس الثوري الايراني» انخفض من 7 آلاف مقاتل، قبل أسابيع، إلى 700. وعزا السفير السابق في سورية روبرت فورد الانسحاب الايراني إلى الخسائر التي تكبدها الايرانيون، منذ بدء «خطة زيادة القوات» الايرانية – الروسية، التي يعتقد كثيرون أن مهندسها قائد «فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني» الجنرال قاسم سليماني، الذي أقنع موسكو بالاشتراك فيها بتقديمها غطاء جوياً.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون، الذي زار العاصمة الأميركية الأسبوع الماضي، وصف الحملة العسكرية الروسية بالقول إنها «تداعت»، مضيفاً أن الخطة الروسية كانت تقضي باستعادة إدلب من الثوار في ثلاثة أشهر، والآن مرت ستة أسابيع وبالكاد استرجعت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أياً من النقاط الأساسية المطلوبة تمهيداً للسيطرة على المحافظة الشمالية.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون، يتصدرهم الرئيس باراك أوباما الذي عبر عن ذلك علناً، ان التدخل العسكري الروسي في سورية لا يمكنه ان يكون مفتوح الأمد. ويرون ان موسكو شنت حملة جوية لا سابق لها في كثافتها على أمل توليد طاقة ايجابية ورفع معنويات مقاتلي الأسد وايران، لكن النتائج المتعثرة ستجبر الروس على التوقف في موعد قريب.
وأثارت جدالاً واسعاً في العاصمة الأميركية التقارير التي سبق أن نشرتها «الراي» حول نية موسكو توسيع حربها عن طريق تشغيلها مطار الشعيرات في حمص، ما دفع وسائل الاعلام الموالية لروسيا إلى نفي وجود أي خطط روسية لتشغيل هذا المطار.
وأثر انتهاء لقاء فيينا الثالث الشهر الماضي مع استمرار الخلاف مع روسيا وايران حول الحل في سورية، قال أوباما إنه يعتقد أن موسكو وطهران ما زالتا تحتاجان الى بضعة أشهر من القتال حتى تتيقنان ان الحل الوحيد هو تسوية سياسية تقضي بخروج الأسد تمهيداً للقضاء على «داعش»، فيما يبدو ان التحركات الديبلوماسية الأميركية صارت تربط بين الاثنين بالتزامن: وقف اطلاق نار، تسوية سياسية مع خروج الأسد، واستمرار الحرب على «داعش» مع اشتراك الحكومة السورية الجديدة التي ستتألف بعد رحيل الأسد.
وتأتي التقارير المتسارعة لتداعي الحملة العسكرية الروسية – الايرانية في سورية في وقت مازال مصير سليماني مجهولاً على اثر تقارير افادت انه اصيب بجروح بالغة في معارك حلب. وقدمت «حركة مجاهدين خلق» الايرانية المعارضة، للاستخبارات الاميركية وكبار المسؤولين الاميركيين تقارير تؤكد اصابة سليماني، وقدمت اسم المستشفى الذي يتم علاجه فيه في طهران واسماء الاطباء الذين يشرفون على حالته.
ولـ «مجاهدين خلق» مصداقية في صفوف الاستخبارات الغربية اذ كانت الحركة اول من ادلى بمعلومات كشفت عن منشأة «فوردو» النووية السرية التي كانت ايران شيدتها في مخبأ جبلي محصن.
كذلك، تترافق تقارير انحسار القوة العسكرية الروسية – الايرانية في سورية مع دراسة أصدرها مركز أبحاث «كارنيغي للسلام»، الاسبوع الماضي، جاء فيها ان التدخل الروسي أوقف انهياراً حتمياً لقوات الأسد، وأنه على اثر التدخل، حققت هذه القوات انتصارات طفيفة، قبل ان تصاب بخيبات فاجأت موسكو واجبرتها على اعادة النظر في مراهنتها على قدرات القوات الموالية للأسد في استعادة زمام المبادرة على الأرض السورية أو استعادة الاراضي التي خسرتها منذ العام 2011.
وتعتقد الدراسة انه في افضل الاحوال، يمكن للحملة الروسية – الايرانية ان تعيد الأسد الى ما كان عليه قبل عام من اليوم، أي ان تستعيد سهل الغاب وجسر الشغور واجزاء خسرها في ادلب وحماة، ولكن لن يكون بمقدور هذه الحملة تحقيق أكثر من ذلك. واشارت الدراسة ان الاستنزاف البشري الذي تعاني منه قوات الأسد صار واضحاً جداً.