شاكر العبسي.. إيه يا شاكر العبسي!
ها أنت تضع الملح على الجرح، وتثير النقع والوجع بركوبك نهر البارود -مع الاعتذار -للنهر البارد- وزعامتك لمنظمة ذبح الاسلام -يقال فتح الاسلام-وأين.. في لبنان يا مفتري؟
إيه يا شاكر.. ما هذا المنكر؟!
والله لولا «الوحدة المباركة» لما كان المذكور يستحق الذكر ولا النظر، ولما كنتُ تأوهت من لسعة «العار» وعقابيل الشنار المتأتية من أفعالك الشنعاء يا.. عبسي!!
ولكنها «الوحدة» يا غبي.. نعم «الوحدة» يا داهية آخر الليل!
والحال أن الأحوال تقلبت بعد «الوحدة اليمنية1990» حيث انتقلتُ من عدن إلى صنعاء، وفرحت بوصل ما انقطع من أواصر القربى، خاصة مع أشقائي، وكانت تلك نقطة انطلاقي للتعارف والاجتماع بأعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي وأنجالهم، وانبهرت لاكتشافي بأني أنتمي إلى عائلة كبيرة وممتدة يتصل نسبها بعنترة العبسي، ويجتمع شملها، مؤقتاً، في إطار عزلة الاعبوس بالحجرية!
وبين الحين والآخر أصبحت أسمع من يصفني أو يناديني بـ:يا عبسي!
بداية كان يخيل لي أنها أصداء سحيقة، وكنت أتفكه بطرافة الفلكلور المستعاد، ثم أصبحت أستنكف واستنكر، وبمضي الوقت صرت أبلع ما أسمع على مضض، ولا أجهر بالاستنكار!
وشاءت تفاعلات ما بعد الوحدة اليمنية أن تطلق العنان للجمعيات الأهلية الخيرية، التي ظهرت كما الفطر بعد المطر، وتقدم «الاعبوس» الصفوف ليستعيدوا مجدهم الغابر بإنشاء جمعية تتلطى بشهرة «النادي العبسي» الذي اشتهر قبل الاستقلال في عدن، ولقي حتفه على يد حكومة الثورة المظفرة. وكان بعض أولئك الذين بزغت شواربهم في الناددي هم أصحاب مبادرة الإجهاز عليه وإصدار وتنفيذ قرار إغلاق النوادي «القروية» التي استنفدت أغراضها في نظر اليسار، وطبقاً لتنظير اليسار العبسي بالدرجة الأولى.
عند إنشاء جمعية الاعبوس كنت في حلق الحدث كأي كائن مدفوع بتيار نهر بارد أو صفعة ثلج «وكنت لا أصدقني: ما هذا الانقلاب؟ من «ياعمال العالم اتحدو» إلى يا أبناء الاعبوس «اوقعوا يد واحدة!!».
كنت أسمع وأرى، ووجدتني ملزماً بتصديق ما لا يقبل التصديق، وكان ضغط الوقائع والمعطيات كاسحاً ولا يعرف الانتظار!
كيف نكون جماعة، عصبة، عصبية، قبيلة «غرَّامة» لندفع عن أنفسنا الاذى والعداء ونمسح الدم بالدم؟.. وكيف نتمتع بأفضال «الوحدة» ذات «الخصوصية اليمنية» المضفورة بشوارب العسكر القبائل؟ وكيف نتجرجر بانتظام إلى مرابع ا لعتاقة والعراقة، ونتزنَّر بـ«واو» النسب؟
وعكفنا على لملمة أغصان شجرة العائلة العبسية المبددة بين القبائل وفي الشتات، ورسمنا «خارطة الطريق» إلى الأعبوس، ولم يدر بخلدنا أن تكون بعض ثمار الشجرة قد ذبلت أو فسدت أو تناثرت وتبعثرت في أقطار وأمصار شتى إلى أن أفقنا على إسم شاكر العبسي، القنبلة التي لم نعثر عليها في كشوفات عضوية الجمعية، وتفجرت في وجوهنا من وهلة سماعنا بوجود يمنيين في إطار جماعة ذبح الاسلام: إنها اللعنة… لا يفعل هذا المنكر الا متحدر من ذات السلالة وخارج عن «الجماعة»!
هكذا هو العبسي فهو لا يجيد تعريف نفسه إلا في الاقاصي المتطرفة: إما في أقصى اليسار أو في أقصى اليسار؟
وحتى عندما انقشع الغبار وظهر بأن ذلك «العبسي» من الاردن أولاً، و من سورية ثانياً بحكم ثرائه وامتلاكه لأغلى العقارات في أرقى الاحياء الدمشقية، فإن وخزات الألم لم تتوقف عن ضرب عرق النسب الحساس فينا. إنه في النهاية «عبسي» والعرق دساس ولكن: ما هكذا يفعل بنو عبس الكرام والفوارس؟ ولم نتعلم هذا من سيرة عنترة قبل الاسلام؟
يا إلهي بأي وجه سنقابل لبنان؟ إلهي وهل لنا وجوه في ظل هذا الحطام والانهدام والانعدام الضارب في اليمن ولبنان كما في العراق والسودان وكما كان في البلد «الطليعة»: الصومال.
mansoorhael@yahoo.com
* كاتب يمني – صنعاء
إنه العرق الدساس
إتقي الله فيما تقول و تفترى على هذا البطل فهو لايملك سوى بيت متواضع في منطقة شعبية في ضواحي دمشق و لو قرأت سيرته الذاتيه فقط لعلمت أنه لم يكن يسعى وراء الدنيا