انها الحرية بشحمها ولحمها التي تتمختر اليوم في شوارع سورية ياصديقي ميشيل كيلو.
الحرية التي قضيت عمرك تناضل من أجلها، ودخلت السجن مرتين في سبيلها، وشوّهت سمعتك واتهمت بالعمالة وخوّنت فقط لأنك طالبت بها.
الحرية التي في سبيل منع نسائمها من الهبوب على سورية، قال من قال قبل سنتين لكبار الشخصيات التي طالبت بإطلاق سراحك بأنك تنفذ حكماً صادراً عن “قضاء مستقل”! الحرية التي في سبيل إعاقة اجتيازها لحدود سورية أصروا على سجنك!.
ثلاث سنوات كاملة بدون أن يراعوا قيمتك الكبيرة وسنينك السبعين، ولم يمنحوك عفو ربع المدة الذي يعطونه لأقل مجرم. الحرية التي من أجل إيقاف زحفها يتحدثون اليوم عن الحوار والتعددية والمشاركة والمعارضة الوطنية، وعندما يتمكنون منها، ستتحول كل مؤتمرات الحوار التي شاركت بها أو لم تشارك إلى مجرد شريط كاسيت، مثل الذي استعرته منك عن لقاء المثقفين بقيادة الجبهة الوطنية عام 1979 ولم أٌعده لك حتى الآن، وستجد كل أوراق التوصيات والبيانات والتعهدات التي وقعوا عليها عند باعة البزر والفستق..
أنا أقدّر زعلك ياصديقي ميشيل كيلو من شباب الثورة الذي استهدفوك حين استهدفوا مؤتمر بثينة شعبان في السميراميس، ولكن اسمح لي أن ألتمس لهم العذر. فهم يقتلون في الشوارع دفاعاً عن الحرية التي أفنيت عمرك في خدمتها، وألتمس لهم العذر لأن نفاذ بصيرتهم جعلهم يرون حبال الإنقاذ التي مدها لؤي حسين من شبابيك السميراميس لأعداء الحرية، والتي لم ترها أنت وإلاّ لكنت أول المغادرين.
أنا أقدّر زعلك يا صديقي ميشيل كيلو من شباب الثورة، ولكني كنت أتمنى أن تزعل أكثر من الاستبداد الذي ضيّع عمرك وأعمار السوريين على اختراع الوسائل والسبل والرموز لمقاومة خططه والاحتفاظ بأرواحنا حرة، بدلاً من أن نعيش ونعمل ونبدع كباقي خلق الله حياةً واضحة حرة..
إنها الحرية ياصديقي ميشيل كيلو التي تتمختر الآن في شوارع سورية ولست الغواغائية، فهذه الأخيرة هي التي عشنا فيها طوال الأربعين سنة الماضية.
إقرأ أيضاً:
أنا الإنسان والمواطن الحر ميشيل كيلو مواطن له حقوق على رأسها حقه في اسم يسبقه لقب سيد
إنها الحرية بشحمها ولحمها التي تتمختر اليوم في سورية يا صديقي ميشيل كيلو، وليست الغوغائية كنت من أشد المعجبين بالسيد ميشيل ومن أكثر المتاطفين معه حتى اندلعت الثورة السورية كنت أبحث عن مقالاته على صفحات القدس العربي ودار الخليج وإذا به لازال يتكلم بالاسقاط والحديث العمومي عن الثورات العربية وأين أنت أستاذي من الثورة السورية؟! يا أستاذي الناس يذبحون يقتلون كنت أظن أن لديك مناعة ضد القمع وكم الأفواه بحكم تغلبك على سني سجنك وعمرك الذي يرشحك لتكون جد جدود أتمنى ان تتبنى حركة الشباب على الأرض نحن أولادكم وأنتم تعرفونا لسنا غوغائيين نحن من نقرأ لك أستاذي بنا نلت… قراءة المزيد ..