إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ابن ملياردير عصامي ووزير ونائب سابق لا غبار عليه. ورث أعمال العائلة في القطاع الصناعي وفي المجال السياسي. هذا كل ما ستقرأه في السيرة الذاتية لـ”نعمت فرام” مع كثير من المراحم على والده الفاضل.
بالنسبة لشخص يريد أن يكون في “السياسة”، فإن الخلفية او الثقافة السياسية لـ”نعمت” ضعيفة للغاية! لم يكن يوماً عضوًا في رابطة طلابية أو في حزب شبابي أو في حزب ما. كان والده شخصًا غير حزبي لا يؤمن بالهياكل السياسية المنظمة، على عكس عمله الذي كان مُنظمًا ومهيكلًا بشكل جيد.
لم يكن لدى نعمت أيضًا أي قناعات سياسية. إذا سمعته يتحدث في أي وقت من الأوقات فإنه يبدو مثل Kamala Harris ينطق بسلسلة من الجمل غير المنسّقة التي لا معنى لها. كان شعاره خلال الانتخابات الأخيرة هو أولوية ”الإنسان“. ماذا يعني ذلك الشعار الفارغ من المضمون؟ هل يعني ان الآخرين يركزون على قضايا غير إنسانية مثل الملكية العقارية أو الثروة؟ في الانتخابات الأخيرة، تحالف مع “حزب الكتائب”: أعطاهم المال، وأعطوه الشرعية للائحته الإنتخابية. خلال الانتخابات، تجنّب مهاجمة “حزب الله”، وبعد اغتيال زعيمهم حسن نصر الله قدّم تعازيه!
لاحقاً، أبرم تحالفاً لاحقاً مع النواب العونيين السابقين المفصولين من التيار العوني. لماذا؟ هو نفسه لا يعرف. كل ما يعرفه هو أنه مهووس بفكرة أن يصبح رئيسًا للجمهورية!
يحاول أن يصور نفسه على أنه من “الشهابيين”، أتباع الرئيس الراحل فواد شهاب. ربما لأن منزل عائلته قريب من “النادي الرياضي” في جونية الذي يحمل اسم الرئيس الراحل شهاب!! لأنه، وبمعزل عن هذه الصدفة، لا علاقة له بالحركة الشهابية سوى أنه تبرع لـ”مؤسسة شهاب” بهدف واحد هو توريثه بعض البريق أو الشرعية أو الاعتراف الذي لم يأتِ أبداً! فالشهابيون الحقيقيون في جبيل وكسروان معروفون بالأسماء و بقوا شهابيين في احلك الظروف و ليس “عند الحاجة”! لم يحتاجوا يوماً إلى استثمار الأموال لاستغلال ذكرى رجل عظيم من أجل استعارة بعض الشرف أو الشهرة السياسية، كما فعل السيد “نعمت”!
يُسَجَّل له الاعمال التي تقوم بها المؤسسة الخيرية التي ورثها عن والده، والتي أبقى عطاءاتها بعيدا عن الدعاية والاعلان. وهي تساهم في منح مدرسية للطلاب ونقل التلاميذ مجانا، فضلاً عن مساعدات عينية ومالية لعائلات محتاجة في قضاء كسروان.
أهم إنجاز سياسي يفاخر به في سيرته الذاتية المنشورة على الإنترنيت هو: “أثار نعمة افرام الجدل بعد عقده مقارنة بين لبنان وقطاع غزة جاء فيها: «لبنان ليس غزة.. الغزاويون اختاروا أن يعيشوا في مكان الجردون فيه أكبر من الق»! (ما تزال سيرته الذاتية تشير إلى أنه عضو في “التيار الوطني الحر”!)
في رحلة قام بها إلى الولايات المتحدة قبل بضع سنوات، التقى أعضاء مراكز الأبحاث الأمريكية وبعض السياسيين في محاولة ”لتسويق نفسه“ كمرشح للرئاسة.
كان السؤال الوحيد الذي فشل في الإجابة عنه هو: ما هو برنامجك؟ ماذا ستفعل بسلاح حزب الله غير الشرعي؟ بالفساد؟ بالعلاقات مع سوريا؟ بالدين الوطني؟ البطالة،؟ حقوق المثليين؟ السلام مع إسرئيل؟ إلخ ….. ابتسم كثيراً، وقال قليلاً!
كان انطباع الشخصيات الأميركية التي التقت به قاطعاً و غير قابل للنقاش: هو ملياردير حقيقي، لكنه سياسي مزيف!