قبل 3 أسابيع، كان “الشفّاف” الوحيد الذي تحدّث عن “خروقات بلدية واختيارية في وجه تحالف الثنائي الشيعي في الجنوب والبقاع”! الآن، تحوّلت “الخروقات” إلى انتفاضة عارمة في وجه “الإستكبار” الذي يزعم أربابه لأنفسهم حقّ حرمان الناس من حرّيتهم في اختيار من يمثّلهم حتى على مستوى البلدة والقرية!
*
النبطية-بادية فحص
لم يشهد قضاء النبطية منذ عهده بالإنتخابات البلدية نسبة ترشيحات واحتجاجات بهذا الحجم! فلم تسلم بلدة من بلداته الـ 42 من حركة اعتراضية في وجه تحالف أمل وحزب الله. ومع اقتراب ساعة الصفر، تسجّل هذه البلدات إنقلاباً غيّر الحسابات السياسية وخالف التوقعات والإفتراضات.
العائلات التي أوصلت حزب الله إلى بلدية “عبا” في انتخابات 2004 هي ذاتها التي تتوعده في هذا الإستحقاق. فقد اتفقت على لائحة من تسعة أعضاء لإقصاء أعضائه التسعة من المجلس البلدي!
في بلدة “قعقعية الجسر”، يقود الزميل “علي حلاوي” إلى جانب معترضين معركةً بوجه لائحة التحالف المؤلفة من 15 عضواً.
خلطة بلدية هجينة في بلدتي “ميفدون” و”شوكين” شكلها “التحالف”، فأثارت عصبيات عائلية وحزبية.
وظهور عدد من المرشحين المنفردين في بلدة “زبدين”، قلعة النائب هاني قبيسي، لا يمكن وصفه سوى بالنكايات.
كفرتبنيت مرتاحة للائحتها التوافقية برئاسة “أدهم طباجة”، رغم ظهور لائحة معترضين شكلها “محمد فقيه”.
خلافا لما يدعيه الثنائي الشيعي من أن التوافق الذي سعى إلى تكريسه لن يكون على حساب العائلات والحلفاء تؤكد حركة الإحتجاجات المتصاعدة في بلدات القضاء أن التوافق بين أمل وحزب الله قد سعى إلى تهميشها وإلغاء خصوصياتها وحوّل الإستحقاق من مناسبة ديمقراطية إلى جولة “تعيينات حزبية”.
التوافق الثنائي أطلق صفارة الإستفزاز في بلدة “النميرية”، فخرجت “النميرية” بلوائح عائلية، ومستقلين، وانقلاب داخل شعبة “حركة أمل” في البلدة تقوده عائلتا “رحال” و”عزالدين”.
خصوصية عائلية في “زوطر الغربية” تربك طرفي التحالف كون أكبر عائلات البلدة (ياغي وعلّو) قادمة من مناطق بقاعية.
“جباع” و”أنصار” و”كفررمّان”
لائحة مكتملة من 15 عضوا في بلدة “جباع”، في “إقليم التفاح”، تضم عائلات “غملوش” و”كركي” و”رعد” بوجه لائحة “مسيّسة” احتكر فيها حزب الله منصب الرئيس ونائبه، وأسندهما لآل “نعمة” و”دهيني”.
وما يحصل في جباع ينسحب على جارتها “عين قانا”.
في بلدة “أنصار”، لائحة احتجاجية ألفتها العائلات تتحدى لائحة التحالف برئاسة “معين عاصي” وهدفها عدم إقحام السياسة في العمل البلدي.
في بلدة “كفررمان”، أسفر فشل جولات التفاوض المكوكية في توليف لائحة توافقية ترضي جميع الأطراف عن ظهور لائحتين: واحدة للتحالف برئاسة “كمال غبريس”، وأخرى للحزب الشيوعي ومناصريه لكن يقاطعها “اليسار الديمقراطي”.
“دير الزهراني” و”الشرقية” و”جرجوع” وحتى .. “جبشيت”!
حجم الترشيحات يدل على فشل التحالف الثنائي في تحقيق طموحاته في التزكية والتوافق في أغلب بلدات القضاء، الأمر الذي أنتج لوائح معارضة. أول الدروب التي سلكتها تلك اللوائح كانت باتجاه بلدة “دير الزهراني” التي قضمت فيها “أمل” حصة “الحزب الشيوعي” فيها بينما احتكر “حزب الله” التمثيل العائلي الحقيقي في “حومين الفوقا”.
ولم تسلم الأحزاب التي كانت يوما صديقة أو حليفة من داء “التوافق الثنائي”، ما دفع بعضها إلى مقاطعة الإستحقاق ترشحا وانتخابا(حركة الشعب- اليسار الديمقراطي).
بلدة “الشرقية” تمردت على “التوافق” عبر عدد من المستقلين شكلوا لائحة غير مكتملة من 7 اعضاء مقابل 15 عضوا للائحة التحالف المكتملة، فأُسقطت بذلك مساعي التزكية المبذولة.
في بلدة “جرجوع” في “إقليم التفاح”، يجنح المسيحيون الذين يشكلون الثلث، إلى تجيير مقاعدهم في المجلس البلدي لصالح التيار العوني الحليف.
في بلدة “بريقع”، معقل “القومي السوري” و”البعث”، نال الحلفاء التقليديون والعائلات حصتهم من الإقصاء فخرجوا عن خط “الثنائية”، وشكلوا لائحة تضم 10 أعضاء من أصل 12 مقابل لائحة التحالف التي اقتصرت على وجوه حزبية “منظّمة”!
في بلدات “القصيبة” و”حبّوش” و”كفرصير”، لوائح التحالف ما زالت تواجه عراقيل عائلية وحزبية تؤخر تشكيلها.
“جبشيت”، قلعة حزب الله، تشهد احتجاجات للمرة الأولى في تاريخها على أسماء فرضها حزب الله على العائلات.
badiafahs@hotmail.com