إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الشعب الإيراني، والرجل الإيراني، كان عظيماً حينما هبّ للدفاع عن فتاة سنّية كردية، أي تجمع بين “مصيبتين” حسب إيديولوجية الإستبداد الديني لـ”ولاية الفقيه الشيعي”! لست متأكداً إذا كان “الرجل العربي” سيقف هذه الوقفة الجبارة مع “المرأة العربية” في ظروف مشابهة! المجتمع الإيراني، بعد ٤٠ سنة من الإستبداد، يظل أرقى من مجتمعاتنا.. حتى إشعار آخر!
لكن، هنالك نقطة مهمة في مقال أحمد الصرّاف المنشور على “الشفاف” بعنوان “رمزية “الشادور” في بلد جميل” هي “أن ارتداء الحجاب والشادور كان من رموز رفض نظام شاه إيران عام 1978..”!
وما لا يعرفه كثيرون هو أن تلك العودة للقيم التقليدية، والرجعية، أو ما يسمّى “العودة إلى الجذور“، أو “الأصول“، الخ.، ليست “أصلية” ولا “محلية“، بل “مستوردة“! و”استيراد” القِيَم أمر “يحتقره” أصوليّو الإسلام السياسي بصورة خاصة.
إن العودة إلى الحجاب والتشادور ضد الشاه تندرج ضمن “تيار العالم ثالثية” الذي كان أعظم منظر له هو المارتينيكي الفرنسي، الدكتور فرانز فانون (الصورة أعلاه)، الذي كتب (بالفرنسية! وهي لغة المستعمِر!)- كتاب “معذّبو الأرض” تعبيراً عن إيديولوجية الثورة الجزائرية التي شارك بها. ووضع مقدمة كتابه (بالفرنسية أيضاً!) الفيلسوف الفرنسي أيضاً جان بول سارتر. وليس صدفة أن من ترجم كتاب فرانز فانون إلى الفارسية هو “علي شريعتي” بالذات. في حين قام بترجمته إلى العربية “ناصِريّان” هما سامي الدروبي وجمال الأتاسي، ونشرته “دار الطليعة“!
في كتابه الذي أصبح “إنجيلاً” لحركات العالم الثالث (ولحركات “السود” في الولايات المتحدة) دعا فرانز فانون (بإسم الثورة“!!) إلى نبذ القيم الغربية، بما فيها المسيحية نفسها باعتبارها “دين الرجل الأبيض“، والعودة إلى القيم “الوطنية“، وخصوصاً منها “العنف“!
بالنتيجة، انتصرت الثورة الجزائرية على المستعمِر الفرنسي، وكان أول ما فعلته طرد “النُخَب الإستعمارية” وإلغاء “حكم القانون” (باعتباره “قيمة إستعمارية؟) في البلاد!
ما زالت الجزائر “خارج القانون” حتى الآن! وأقرب وصف لطبقتها الحاكمة هو أنها “طبقة مماليك” تحكم البلاد بالسلاح والفساد !
ولكن الجزائر ما تزال تطبّق “شريعة فرانز فانون“، مثل الحكم بالسجن الذي صدر، قبل سنوات قليلة، ضد سيدة جزائرية اكتشفت الشرطة حينما فتّشت ركاب سيارة تاكسي أنها كانت “تُخفي إنجيلاً في حقيبة يدها“!
أحد الأسئلة التي ينبغي طرحها هو: لماذا “أينعت” ثمار الإيديولوجية “الفانونية” في بلاد العرب والمسلمين، في ما يتعلق بالمرأة مثلاً، ولم “تُينِع” في بلدان أميركا اللاتينية مثلاً؟
سؤال آخر، في عجالة: هل تمثّل إنتفاضة شعب إيران العظيم ضد الحجاب وضد النظام الإسلامي “الشيعي” (دفاعاً عن “كرديّة سنّية”!) عودةً إلى انتفاضة “المشروطة” الإيرانية في 1905؟ أي إلى الثورة الدستورية الفارسية أو الثورة الدستورية الإيرانية (الفارسية: مشروطيت، الترجمة الحرفية: مشروطيت أو انقلاب مشروطه (تُعرف أيضًا بأنها ثورة إيران الدستورية).
يمكن قراءة بعض من أفكار فرانز فانون في الصورتين أعلاه. ويمكن تحميل كتابه “معذّبو الأرض” بالضغط على الرابط التالي.
إقرأ أيضا:
أحمد الصراف: رمزية «الشادور» في بلد جميل
(نُشِر على الشفاف لأول مرة في Oct 2, 2022 )