إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(صورة لبشير “كما عرفناه”، التقطها صديقه سلمان مصالحة في باريس)
*
سيمر على غيابك قريبا عشر سنوات لم يندمل جرح فراقك فيها بعد…
لم يكن يكفي ذهابك لأعرف انك تزين وتؤنس حياة كل من عرفك ورافقك..منذ أن ترجلت عن صهوتك عائد إلى بلدك ولذة العيش في باريس انطفأت.. كان لي هدفا يوميا او أسبوعيا هي أن اكلمك وأراك واضحك معك وانا احتسي البيرة في إحدى كافيهاتك المفضلة، آخرهم كانت كافيه داغير التي اسميناها كلنا بالمكتب.. كنت تقضي وقتك بين البيت والمكتب حيث كنت تلتقي ،ومن بعد أن انطفأت مرحلة ١٤ آذار، شباب وشابات المعارضة و الثورة السورية التي ما لبثت أن انقلبت على السوريين وعلى راسنا جميعا…اتذكرك وانا امشي وحيدة متقصدة وحدة هادئة كنت اتمنى ان يكسرها رنة التلفون لتقول لي فيها “داليا وينك يا عمي”. فأقول لك يلا يلا جاية انطرني.
لا ابالغ يا بشير في حزني هذا ، فقد جربت أن أعتاد العيش في هذه المدينة المتغيرة المزاج بلا نكهة وابحث عنك في وجه أصدقائك، اصداقائنا فانجح القليل وافشل كثيرا، أو نفشل كثيرا..
بشير ، اليوم يوم خريفي بامتياز.. لا ربيع ولا لوز ولا زهر لوز ولا شمس ولا بيرة نحتسيها ونحن نراقب المحتفلين وبالمحتفلات بالشمس.. امشي اليوم وحدي بلا هوادة وترافقني في كل خطوة على الطريق التي “اخدت من اجرينا”..سلامات يا بشير