إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هل نسيت تفجيرات الثمانينات، بدءا من تفجير السفارات، إلى تفجير محطة كهرباء، وتفجير المطار، وتفجير مواقع نفطية، وتفجير مكاتب خطوط عربية وعالمية؟ هل نسيت تفجير موكب الأمير؟ واختطاف طائرة “الجابرية” و”كاظمة”؟
هل يمكن لموقع القضية الفلسطينية “المركزي”، في ذهنك وبين جنبات تفكيرك وفي وجدانك وفي تعابير كلامك، أو بعبارة أخرى وسط أيديولوجيتك، الدينية الطائفية، أو العروبية التمييزية، أن تُنسيك التفجيرات/ الجرائم التي ارتكبها حزب الله ضد بلدك؟
هل وصل عدم انتمائك الوطني وعدم ولائك للنظام السياسي في بلدك، أن تطبّل لحزب مارس مختلف الحرمات ضد وطنك وضد أوطان ومجتمعات خليجية وعربية أخرى وضد حراكات تحررية سعى أصحابها لمواجهة مختلف صور الظلم والفساد؟
هل “مركزية” القضية الفلسطينية، وأولوية الولاء لحزبك الديني ذي العقيدة السياسية الطائفية التوسعية، تبرّر لك أن تتجاهل الدور المخرب لهذا الحزب، وآخرها كان الكشف عن خلية العبدلي؟ ثم الدور المريب للحرس الثوري الإيراني، المؤسسة الراعية لحزب الله ولقائده، في موضوع حقل “الدرة”؟
هل نسيت، أو تتعمّد ذلك، وزعيم هذا الحزب يحمل في ملفه مواقف إجرامية، معلنة وبكل شفافية ومؤكدة بالوثائق، في لبنان وسوريا والعراق وإيران وغيرها، ضد الحراكات الساعية لمواجهة الفساد؟ وأن يكون هو نموذجك المقاوم والمجاهد والصابر ووو؟
هل ارتكاب الحزب لجرائم ضد المعارضات المناهضة للاستبداد الديني وغير الديني، وللميليشيا الطائفية المسلحة، تبرّر لك أن تحترم ما يسمى “بنضال” الحزب، والمرتبط بمصالح دولة الجمهورية الإسلامية لا بأصل القضية “المركزية” ولا بقضايا وطنه،
أو أن تؤبّن قيادته وزعامته التي تفتخر بالإنتماء للإسلام السياسي الظلامي وبممارسة الإجرام، وبدعم الجماعات الطائفية بالسلاح والعتاد والأفراد، والتنكيل والقتل والتشريد ضد المعارضات التحررية، وتُمجّد بهذه القيادة فقط لأن السلاح الإسرائيلي هو الذي قضى عليها؟
الغالبية العظمى من المنتمين لعقيدة الحزب الدينية السياسية الطائفية التوسعية، مغيبة عقولهم، ومصرّة على تقديس رموز الحزب، وكأن هذه الرموز، خاصة القائد الملهم، أصنام يجب عبادتها حيث شعار “لبيك يا نصر الله”. فهؤلاء في دفاعهم عن رموز الحزب، غير أخلاقيين في جميع مواقفهم وخاصة تجاه الآخر، نتيجة لفساد العقيدة التي ينتمون لها، على الرغم من اللافتة “الدينية/ الروحانية” التي يرفعونها، في مرآة كاذبة لسلوكهم، لكنها لم تشفع لهم سقطاتهم الأخلاقية.
بعبارة أخرى، مهما كانت جرائم الحزب ومواقف قياداته، ومن ذلك جرائم القائد الملهم، فإن موقف هؤلاء من القضية “المركزية” باتت تشفع، لدى مريديهم “المغيبين”، كل ظلماتهم وكل إجرامهم. وكأن الجرائم ضد الوطن تأتي في مرتبة لاحقة من الأهمية مقابل الموقف من القضية “المركزية”. وكأن على المواطن أن يتجاهل الجرائم التي مارسها الحزب وقائده بحق المجتمع لنصرة سياسات وقضايا دولة الولاية.
فالإدّعاء بأن هذا القائد وحزبه تزعّما المواجهة ضد إسرائيل، هو ادّعاء كاذب. فالحزب وزعيمه لم يكونا إلا أداة بيد الدولة الإيرانية ومصالحها في هذه المواجهة، الأمر الذي تقتضيه نظرية ولاية الفقيه والقوانين الدين/ تاريخية والمصالح التوسعية.