أخيرا…… لم يعد من المقبول بعد اشتداد الحملة الإعلامية المسعورة التراخي أو
عدم تسمية الأمور بغير مسمياتها. فهناك أطراف انتقدت إعلان دمشق بشكل مقبول ومنطقي، وقسم آخر لم يعد يستطيع التوقف عن الكتابة مرارا وتكرارا مما يدل أنهم أصيبوا بلوثة من إعلان دمشق الذي كشف عوراتهم. وتختلف أسباب عدم دقة كتابات هذه الفئة وصلت إلى درجة الاختلاق، منهم بدافع الارتزاق والمصالح الشخصية الضيقة او في سبيل الدفاع عن حزب و عثراته، إلى بعض المنظرين الذين حللوا واقع إعلان دمشق دون الاستناد الى معلومات كافية و صحيحة.
ويجب في هذه اللحظة، الحديث بشكل مباشر عن هذه المجموعات وتوضيح مكامن الخلل والاختلاق في تحليلاتها ومعلوماتها. و سأبدأ بشكل سريع ومختصر بالمرتزقة. و الحقيقة ان مقالاتهم لا تستحق الوقوف عندها، لانها فارغة وتتكون من مجموعة من الاتهامات التخوينية على نفس مبدأ ومنهج الاصوليين في التكفير بغرض خلق حجة للبطش بالاطراف المختلفة معها بالرأي. و قد تصدر هذه المجموعة مؤخرا المدعو نضال نعيسة، المصاب بلوثة وهوس يومي في مجال كيل الشتائم لاعلان دمشق وكتابة المقالات السمجة مثل “النعوة” و”الشماتة” مما يدل انه يعاني من “مراهقة” اعلامية، و قد اصبحت اخشى ان يفقد عقله آخر الامر نتيجة تفرغه لاشباع رغبات هذه اللوثة العقلية والهوس المتعلق بتدمير وانهيار المعارضة الوطنية –لا سمح الله-، وهذا التفرغ لهذا الموضوع اصبح يدل على انه جزء من عمله اليومي المكلف به من مسؤوليه الجدد بعد ان ترك العمل لدى مؤسسات رفعت الاسد الاعلامية.
اما المجموعة الثانية فهي تنتمي إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، ممثلة بالناصر والمرعي وثلة قليلة من مؤيديهم المعروفين بفتح قنوات “حوار” مستمر مع السلطة وبعض أجهزتها بذريعة التنسيق معها لتسهيل عمل لجنة نصرة فلسطين. و قد ساءهم تعثر حزبهم في اعلان دمشق، وباتوا يدفعون الأمور للاتجاه بالقيام بتحالف جديد يضم حزبهم وحزب العمل الشيوعي وشيوعي قدري جميل، لتكوين تكتل معارض جديد يدعي احتكار الوطنية مشككا من تحت الطاولة بوطنية بقية اطراف المعارضة تمهيدا لضربها، و يتمتع مقابل ذلك بمظلة السلطة في هامش بسيط من الانتقاد على غرار قدري وجريدته قاسيون. و قد اضر هذا التوجه بسمعة الاتحاد الاشتراكي و تاريخة النضالي، مما دعا قيادات الحزب من اصحاب المبادئ مثل الاستاذ عبد المجيد منجونة و الاستاذ حسن عبد العظيم الى التصدي لهذه المحاولات المشبوهة من خلال الطلب من الناصر ومجموعته التوقف عن كتابة المقالات المحرجة لحزب الاتحاد الاشتراكي والتي تخالف مقررات لجنته المركزية التي قررت الاستمرار بالالتزام بخط اعلان دمشق والاكتفاء بتجميد “النشاط” وليس العضوية -كما يصور البعض- احتجاجا على أسلوب الاقتراع المباشر والمطالبة بنظام توافقي لإدارة الإعلان. وقد تأكد التزام حزب الاتحاد الاشتراكي باطار التجمع الوطني واعلان دمشق من خلال الرفض العلني والرسمي لاقتراح مجموعة تحالف اليسار السوري “تيم” في كتابة اعلان مبادئ جديد عوضا عن اعلان دمشق، و من خلال رد السيدة ندى الخش على مقال نشر في صحيفة اردنية بتوجيه من الناصر.
اما الفئة الثالثة، فهي تتألف من مثقفين وناشطين نحبهم ونحترمهم، و قد رسموا صورة خاطئة عن اعلان دمشق نتيجة عدم معرفتهم و قلة معلوماتهم، وابرزهم استاذنا الكبير برهان غليون، الذي كتب بعض بعض المقالات التحليلية عن اعلان دمشق مستندا على جلسة سمر في حفلة غداء! و مع مجموعة معينة من الاشخاص لا تمثل التحالف العريض لاعلان دمشق فمع احترامنا للاساتذة رياض سيف ورياض الترك وحسن عبد العظيم الا اننا لا نستطيع ان نختصر اعلان دمشق بهم كونهم الاشهر اعلاميا! وكان من الأجدر به البحث بشكل علمي –و هو الاكاديمي المعروف- عن معلومات من اطراف ومصادر مختلفة في اعلان دمشق، و كان خلص إلى نتائج مختلفة، عوضا عن الخروج باستنتاج مبسط وسطحي بوجود تيارين وتحالفين داخل اعلان دمشق: ليبرالي محلق في السماء، يحاول استغلال التناقضات الوهمية خارجيا مع النظام دون الالتفات لظروف الداخل السوري، والثاني معرقل ومتقوقع يريد تجميد اعلان دمشق على غرار التجمع الوطني مثل الاتحاد لاشتراكي والعمل الشيوعي بحجة العمل الوطني بمعزل من محيط الظروف الخارجية وتناقضاتها ، زسقط بذلك تياراً ثالثاً يمثل اغلبية اعلان دمشق بدليل اكتساحه لانتخابات المجلس الوطني يعتمد على دفع عجلة اعلان دمشق على المستوى الوطني من خلال اقامة لجان للمحافظات لكسر الجليد بين المثقف في الاعلان والمواطن البسيط، والمجلس الوطني تمهيدا لانشاء هيكلية مؤسساتية تستحدث برنامج عمل يتعامل مع همومنا ومصالحنا كمواطنين في الداخل مع مراعاة تأثير الظروف الخارجية وتناقضاتها على الوضع الداخلي. وربما غاب عنك يا عزيزي هذا التيار العريض لأننا لا نستطيع حصره بحزب او تكتل او المستقلين، وهم موزعون ضمن مختلف التوجهات، فمنهم القومي واليساري والليبرالي والاسلامي والكردي … الخ ممن يلتقون على هذا التوجه في اسلوب العمل، ومن ابرزهم السادة علي العبدالله، أكرم البني، عبد العزيز الخير، فداء الحوراني، ندى الخش، عبد الكريم الضحاك، أحمد طعمة، عبد الحميد درويش، عبد الغني عياش، غسان نجار.. وغيرهم العديد ممن لم تسعفني الذاكرة على تدوينهم او من خارج المجلس الوطني، و قد تم استهداف هذا التيار بالذات في الاعتقال و التنكيل.
كما اعتب على السيد القدير هيثم مناع الضجة المفتعلة وخروجه المسرحي من اعلان دمشق بالتزامن مع موجة الاعتقالات مع اننا لم نلاحظ اصلا انه عضو في اعلان دمشق. كما اعتب ترويجه لعدة مغالطات، ربما بسبب ابتعاده عن الشأن السوري لاهتمامه بقضايا عالمية تتعلق بحقوق الانسان، و من ابرز دلائل ضبابية رؤيته وابتعادها عن الواقع بما يخص الشأن السوري، دعوته “للحوار” مع السلطة التي لم نر منها أي بادرة حسن نية في ظل موجات القمع والاعتقال المتلاحقة، من ربيع دمشق إلى إعلان بيروت-دمشق الى اعلان دمشق و مجلسه الوطني. ومن هذه المغالطات الادعاء بانتهاج اسلوب الاقصاء تجاه بعض الاطراف على رأسها الاتحاد الاشتراكي وهو ما لم يحدث، وكانت اسباب تعثر الاتحاد الاشتراكي معروفة لدى الحاضرين لاجتماع المجلس الوطني، فقد اهمل الحزب تبليغ اعضاء حلفائه في التجمع –الاشتراكيين العرب- بمكان وزمان الاجتماع وقد كان مكلفا بذلك، مما اثر على ثقله انتخابيا وفي مناقشات الاجتماع، بالاضافة الى اسباب اخرى نشرها محرر موقع النداء مشكورا اثبتهت هنا لاهميتها :
(((ـ لقد حصل أ. حسن عبد العظيم على 78 صوتا بينما حصل أ. منجونة على 56 صوتا، في حين حصل كل من آخر الفائزين (اثنين) على 80 صوتا، وسبقهما فائز بـ 84 صوتا وآخر بـ 85 صوتا، بينما فازت المهندسة ندى الخش ب91 صوتا.
وكان يكفي لفوز أ. عبد العظيم ثلاثة أصوات، ولتقدمه على غيره بضعة أصوات فقط.
ـ مغادرة ثلاثة أعضاء اتحاديين وعدم عودتهم لمتابعة أعمال المجلس، وذلك إثر الاستراحة ورفع الجلسة (ونتحفظ على ذكر الأسماء لأسباب مفهومة) وبذلك خسر الاتحاد أصواتهم!
ـ لقد كان أداء ممثلي حزب الاتحاد في بعض مناقشات المجلس الوطني دون مستوى كفاءاته المعروفة، مما أدى لفقدانه نسبة معينة من الأصوات بطبيعة الحال، وهذا الأمر مسلم به من قبل الاتحاديين أنفسهم ويمكن سؤالهم.
ـ إن مبادرة أ. عبد العظيم المفاجئة للترشح، بالإضافة لترشح الممثل المقرر سابقا أ. منجونة، وفضلا عن مبادرة ترشح م. الخش (التي استجابت وتقدمت بصفة مستقلة وغير مقررة حزبيا) كل ذلك لا بد من ملاحظة تأثيره على تشتت أصوات مرشحي الاتحاد، وقد أشار إليه بيان الأمانة العامة الصادر في 13//0712.
ـ شهد كثيرون من أعضاء المجلس على أن أعضاء الأمانة السابقة في إعلان دمشق كانوا يحضّون على التصويت للحلفاء جميعا، لكن لم تكن هناك قوائم، والتشطيب كان هو طريقة التصويت المستخدمة في قائمة واحدة موزعة وتحمل أسماء جميع المرشحين كما تسلسل ترشيحهم.))
كما الصق السيد هيثم مناع مواقف الاستاذ رياض الترك باعلان دمشق، وهذا غير صحيح و خلط للحابل بالنابل. فالأستاذ رياض الترك أعلن أن أراءه هذه “شخصية” تعبر عنه وحده، و أثبت هنا حديث الاستاذ حرفيا (أنا شخصيا أرحب بمثل هذا التصريح بصرف النظر عن السياسة الأمريكية في المنطقة التي جانبت مسألة الديمقراطية التي لم تكن أساسية في علاقات واشنطن مع الأنظمة العربية، وظلت الشعوب العربية تعيش مقهورة من قبل أنظمة دكتاتورية).
لذلك اتمنى من جميع من يتناول هذا الموضوع من السادة المثقفين و الكتاب الذين ينشدون الموضوعية، مراعاة العوامل والنقاط التي اغفلها السيدان برهان ومناع وغيرهما عن حسن نية كما اظن.
ahmadsulayman@gmail.com
* عضو إعلان دمشق
* دمشق
إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوريصفعة نابليون خالص جلبي عندما فاجأ نابليون فرسان المماليك عند سفح الهرم كان المجتمع المصري متجمداً في مربع الزمن، في عصر كافور الاخشيدي، يجتر أحلام ألف ليلة وليلة والسندباد البحري، يلقى القبض على الإنسان على رائحة الظن، ويوضع على الخازوق دون محاكمة! كان مجيء نابليون كما قال المفكر (بن نبي) صفعة حضارية، لمجتمع انقطعت صلته بالتاريخ، وكان اللقاء هذه المرة بين جيوش عصرية مدربة مسلحة بالمدافع والعلم والنظام المتطور، وبين فرسان المماليك على صهوات الجياد يعيشون خمسة قرون إلى الخلف، ولم يكن الشعب المصري يفرق كثيراً في حكامه بين نابليون والفرعون بيبي الثاني، في حالة… قراءة المزيد ..
إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوريمقابر الحضارات! خالص جلبي في القرن الثامن قبل الميلاد كانت أثينا تنمو بجانب إسبرطة، فامتدت عبر البحار إلى مستعمرات في صقلية وإيطاليا، ونمت فيها الثقافة والفن بجانب التجارة. أما إسبرطة فلم تتغير ونما شعبها على الحرب والقتال؛ فكان الطفل يؤخذ من أمه وعمره سبع سنوات، فينام على القصب ولا يغير ثوبه في السنة سوى مرة واحدة، أما الأطفال الضعاف فيرمون في كهوف في الجبال ليموتوا في أفواه الضباع، ولم يشتغلوا بالأرض واحتقروا المال، وكانت نساؤهم تقاتل مثل الرجال. وفي ممر “ترمبولاي” أوقف ثلاثمائة منهم جيشا فارسياً، من مئة ألف أو يزيدون، مدة ثلاثة أيام حتى… قراءة المزيد ..
إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوريفي معنى «الممانعة» وسؤال الديموقراطية محمد أبو رمان في 11-12-2007 تم اعتقال الزميل أكرم البني في سورية، ثم الزميل فايز سارة، وقد ترافق ذلك مع اعتقال عدد من المثقفين والسياسيين السوريين المطالبين بالديموقراطية، على أثر الإعلان عن تأسيس «المجلس الوطني لإعلان دمشق»، لتضاف الكوكبة الجديدة إلى المعتقلين الإصلاحيين سابقاً في السجون، وفي مقدمتهم ميشيل كيلو والمحامي أنور البني وعلي العبد الله وغيرهم. السياق العام الذي يمكن أن تُقرأ فيه الاعتقالات الأخيرة وما سبقها هو استقواء النظام على المعارضة، التي لا تجد لها أي سند في الداخل والخارج، حتى الدول الغربية والولايات المتحدة التي لا تقع… قراءة المزيد ..
إعلان دمشق وكشف أزمة المثقف السوري
الادارة الامريكية هي التي دعمت ديكتاتوريات العالم العربي خاصة والاسلامي عموما خلال 60 سنة (قول السيدة رايس في احد مقالاتها في مصر) وهي التي سمحت بالاتفاق مع اسرائيل للنظام السوري بالدخول الى لبنان لانه اثبت انه يستطيع تدمير مدن وقتل اي انسان لا يوافق رايه وهي التي ضردته مذموما مدحورا من لبنان وهي التي تريد ابقائه لنصائح اسرائيل لها لانه يدمر شعوب المنطقة فالحل من الداخل او الموت لهذه الشعوب