رغم التطمينات التي تنقلها جريدة “يديعوت أحرونوت” بأن إسرائيل لا تملك مصلحة في المبادرة لشن حرب “في الشمال”، أي في لبنان وسوريا، فالمؤشرات الواردة من إسرائيل في الأيام الأخيرة تدعو.. للقلق!
فقد أجرى جيش الدفاع الإٍسرائيلي مناورات واسعة النطاق في الأسبوع الماضي شملت كل القطعات والوحدات المعنية بحرب في لبنان. وترافقت المناورات الضخمة مع “تسريبات” بأن “ثلث منازل ٢٠٠ قرية بجنوب لبنان منها “شقرا” و”محيبيب” أهداف للتدمير”! وأعقبتها تسريبات مفادها أن إسرائيل ستعمل، في حال نشوب حرب، على ترحيل 1.5 مليون لبناني من الجنوب.
هل تشنّ إسرائيل “حرباً خاطفة” تشمل تهجير سكان جنوب لبنان، وسياسة “أرض محروقة كما فعلت في حرب غزة الأخيرة (الصورة أعلاه من غزة) في ٢٠٠ قرية” بغية “الخلاص” من سيف ١٠٠ ألف صاروخ إيراني مسلّط عليها، خصوصاً أن “الأيدي” المكلفة بإطلاق هذه الصواريخ وحمايتها باتت داخل سوريا؟ وخصوصاً أن الرأي العام الغربي (وحتى “العربي”!) لن يتعبّأ ضدها إذا تذرّعت بحالة “الهمجية” التي دخلتها سوريا! وأن أي تدخّل إيراني في حرب إسرائيلية ضد حزب الله قد يؤذن بنهاية مشروع الإتفاق النووي الإيراني-الأميركي؟ علماً بأن إيران أقحمت “الحوثيين” في حربٍ باليمن ولم تجرؤ على التدخّل لحمايتهم ضد القصف السعودي!
أم تنتظر مزيداً من استنزاف “الحزب” وإيران في سوريا وتتحرّك في لحظة سقوط دمشق، الذي قد يكون وشيكاً رغم أنباء إرسال ١٠ آلاف “ميليشياوي” عراقي للدفاع عن العاصمة السورية؟ ذلك هو السؤال!
الشفاف
*
مسؤول عسكري إسرائيلي كبير: الوضع السوري دخل مرحلة التفكّك
قالت مصادر عسكرية إسرائيلية لجريدة “يديعوت أحرونوت” أن الأسد بات الآن يعتمد على حزب الله الذي يستمر في إرسال مزيد من قواته إلى سوريا رغم الثمن السياسي الذي يتكبّده.
ويضيف المراسل ”يوسي يهوشوا” نقلاً عن مسؤول كبير في هيئة الأركان الإسرائيلية أن ”الوضع في سوريا بدأ يتفكك” بعد هزائم الأسد الأخيرة أمام ”الدولة الإسلامية” والجماعات الجهادية الأخرى.
وأضاف المسؤول العسكري أن ”سوريا حالياً في أسوأ وضع منذ اندلاع الحرب الأهلية، وجيشها بات في مستوى متدنٍّ من حيث القدرة القتالية. إن الوضع كله آخذ بالإنهيار ويعتمد الأسد على حزب الله إلى حد كبير جداً”.
وأضاف أن حزب الله رفع عدد قواته المقاتلة في سوريا من حوالي ٥٠٠٠ إلى ما بين ٦٠٠٠ إلى ٨٠٠٠ مقاتل.
ووفقاً لتقارير تتمتّع بمصداقية، فإن ما يزيد على ١٠٠ مقاتل من الحزب سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين، وتم دفنهم سرّاً في لبنان. وتتراوح التقارير حول العدد الإجمالي لقتلى الحزب في سوريا ما بين ٧٠٠ و٢٠٠٠ قتيل.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي أن كثرة خطابات نصرالله في الآونة الأخيرة مؤشّر على الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها الحزب، وعلى الإحراج الذي يعاني منه في لبنان بسبب الخسائر التي يتكبّدها لإداء وظيفة “المُدافِع عن سوريا”.
وقد تلقّت إسرائيل تقارير أفادت أن حزب الله يشعر بالقلق بسبب المناورات الواسعة النطاق التي قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي في كل مناطق إسرائيل في الأسبوع الماضي. ومع أن إسرائيل لم تبذل جُهداً لطمأنة حزب الله، فقد أبلغت المجتمع الدولي أنه لا يهمها، حالياً، أن تشن هجوماً ضد جيرانها في الشمال، وهذا مع أن الوضع في الشمال بات الآن في صالح إسرائيل بعد انهيار جيش الأسد وبعد الضربات التي تلقّاها حزب الله في سوريا.
إيران لن تقاتل في سوريا
جدير بالذكر أن زعيم جبهة النصرة كان قد أعلن في الأسبوع الماضي أن الهدف التالي لجماعته سيكون دمشق. وهذا ما دفع إيران، حسب مصدر أمني سوري، لإرسال ألوف المقاتلين الإيرانيين والعراقيين إلى سوريا بهدف الدفاع عن العاصمة وضواحيها.
وأضاف المصدر الأمني السوري أن نظام الأسد يسعى لتجنيد ١٠ آلاف مقاتل لدعم الجيش والميليشيات الموالية للنظام، بدءاً بدمشق ثم في ”جسر الشاغور”.
ويدرك نظام طهران حجم المشكلة في سوريا، ولكن لا ينوي الحلول محل حزب الله في هذه المرحلة. بالمقابل، فقد أرسل ضباطاً كباراً، وأسلحة، وأموالا لمؤازرة الأسد وحزب الله.
ويضيف مراسل ”يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مصدر في هيئة الآركان الإسرائيلية أن حزب الله، في هذه الأثناء، لم يغير وضع صواريخه على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وما زال يملك ١٠٠ ألف صاروخ موجهة نحو إسرائيل.
وذلك ما دفع جيش الدفاع الإسرائيلي للقيام بمناورات لم تشمل قيادة الجبهة الداخلية فحسب، بل وشارك فيه سلاح الطيران، والبحرية، وقيادة الجبهة الشمالية.
وفي حال نشوب حرب مع حزب الله، فلن يسعى الجيش الإسرائيلي لصد كل صاروخ، بل سيعمل على تدمير قدرات الصواريخ طويلة المدى التي يملكها حزب الله، عبر القيام بهجمات منذ الأيام الأولى ضد مخازن الصواريخ، وعبر ضرب ألوف الأهداف خلال مدة تقل عن أسبوع واحد.
وأضاف: ”ينبغي لنا أن نردعهم عن استخدام قوتهم النارية، وأن نفعل ذلك بأسرع وقت ممكن”.
وقال: ”إن قدرتهم على إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل انطلاقاً من قرى جنوب لبنان لم تعد موجودة. وسنجعلهم يفهمون أن عليهم أن يغادروا منطقة جنوب لبنان، وعلى وجه السرعة، إذا لم يكونوا راغبين في وقوع ألوف الإصابات بين المدنيين”.
مع ذلك، فقد انتهى المسؤول العسكري الإسرائيلي إلى أن جيش إسرائيل وحزب الله لا يملكان مصلحة في فتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل.