إستطلاع نروجي: معظم الفلسطينيين مع “السلام” وضد “الصواريخ” ومع “فتح” ضد “حماس”!

بعد أزمة باخرة غزة، دعا مجلس الأمة الكويتي إلىسحب مبادرة السلام العربية، وأيّده رئيس حكومة لبنان الأسبق سليم الحص، ووزير خارجية سوريا، والجماعات المؤيدة لسوريا وإيران في لبنان وغيره. لكن الإستطلاع النروجي يظهر أن “فلسطينيي الداخل” في وادٍ آخر. فـ73 بالمئة منهم يؤيّدون مفاوضات السلام مع إسرائيل، و61 بالمئة ضد الهجمات الصاروخية إنطلاقاً من غزة.

وللتذكير، فإن الرأي العام الإسرائيلي يميل حالياً إلى “التصلّب” (تصاعدت شعبية نتنياهو بعد أزمة الباخرة)، ومع ذلك فقد أظهر إستطلاع للرأي في آذار/مارس 2010 أن 68 بالمئة من الإسرائيليين ما يزالون يؤيّدون “حل الدولتين”!

أغلبية فلسطينية مع السلام وحلّ الدولتين، تقابلها أغلبية إسرائيلية مع السلام ومع حلّ الدولتين. ماذا عن الرأي العام العربي؟

نحن نعتقد أن الأغلبية العربية لن تختلف كثيراً عن وجهات نظر الأغلبية الفلسطينية في الضفة وغزة. المشكلة الوحيدة هي أن إستطلاع الرأي في البلدان العربية تتراوح بين “ممنوعة” (سوريا خصوصاً)، و”صعبة جداً” في معظم الدول العربية.

(الصورة: وسط مدينة “رام الله)

*

أظهر استطلاع رأي أجراه معهد “فافو” النروجي (المرتبط بنقابات العمال في النروج) في الضفّة الغربية وغزّة أن 89 بالمئة من الفلسطينيين يرغبون في أن تدعو السلطة الفلسطينية إلى انتخابات تشريعية (لمجلس النوّاب) خلال العام الحالي، وأعرب 84 بالمئة من الذين أدلوا برأيهم عن اعتقادهم بأن حركة “فتح” ستفوز في الإنتخابات.

وتؤيّد أغلبية الفلسطينيين عقد إتفاقية سلام مع إسرائيل، وتعتقد أغلبية الفلسطينيين أن على السلطة الفلسطينية أن تستخدم وسائل غير عنيفة لتحقيق أهدافها السياسية.

وحسب إستطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة النروجية، فإن 73 بالمئة من الفلسطينيين في الضفّة الغربية وغزّة يؤيدون مفاوضات السلام مع إسرائيل، ولكن أغلبية الفلسطينيين تصرّ على اعتبار تجميد الإستيطان شرطاً مسبقاً للمفاوضات.

كما أظهر الإستطلاع زيادة نسبة الفلسطينيين الذين يؤيّدون وقف هجمات الصواريخ من غزة على إسرائيل، بحيث ارتفعت هذه النسبة من 53 بالمئة في العام 2009 إلى 61 بالمئة حالياً.

وقال معظم الفلسطينيين الذين وافقوا على الإجابة على الأسئلة أن ثقتهم بمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عبّاس أكبر من ثقتهم بحركة “حماس”، وأظهرت أرائهم أن شعبية “حماس” في غزّة تراجعت الآن عنها في العام 2008.

وأفاد الإستطلاع أن أكثر من 89 بالمئة من الفلسطينيين يؤيدون إجراء إنتخابات نيابية جديدة خلال العام الحالي، ولكن بشرط أن تجري في الضفة الغربية وغزة معاً وبمشاركة حركة “حماس”.

ويُستَفاد من الإستطلاع أنه إذا ما أُجريَت الإنتخابات خلال العام الحالي، فإن 84 بالمئة يعتقدون أن حركة “فتح” ستربحها. بالمقابل، قال 3 بالمئة من الذين شاركوا في إستطلاع الرأي عن إعتقادهم بأن أياً من محمود عبّاس أو إسماعيل هنيّة ليس مؤهّلاً لقيادة السلطة الفلسطينية، وأنهم لن يشاركوا في الإنتخابات.

ويفيد الإستطلاع، الذي يتم إجراؤه للسنة الثالثة في مناطق السلطة الفلسطينية، أنه بعد حرب غزّة التي وقعت في ديسمير 2008 كانت شعبية حركة “حماس” قد ارتفعت، ولكنها عادت فانخفضت منذئذ, وقد تم إختيار الذين طّرِحت عليهم الأسئلة كعيّنة عشوائية تضم أفراداً تبلغ أعمارهم 18 سنة أو أكثر.

وبين 960 شخصاً أجابوا على الأسئلة في الضفة الغربية في فبراير 2010، و933 شخصاً أجابوا على الأسئلة في غزة في شهر مايو 2010، فإن نتيجة الإستطلاع تظهر أن الفلسطينيين منقسمون حول إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد (أي بقرار من السلطة الفلسطينية),