هل يخشى رئيس حكومة تركيا على إستثمارات بلاده الضخمة في ليبيا إذا ما بقي القذافي في السلطة؟ أم ، هل يتضامن مع الموقفين السوري والجزائري، خصوصاً أن نظام الأسد يخوض الآن معركته ضد شعبه في.. الصحراء الليبية؟ أي، هل يخشى السيد إردوغان أن يؤدي سقوط القذافي إلى بدء إضطرابات عند الجار، والحليف، السوري؟
أيا كانت الدواعي، فالمؤكد هو أن موقف تركيا يثير إستياءً كبيراً في ليبيا الثائرة، وعند الشعوب العربية التي أدركت أن معاركها مع حكامها تتوقّف إلى حد ما على مصير الثورة الليببية.
*
اسطنبول (رويترز) – قالت تركيا العضو الاسلامي الوحيد بحلف شمال الاطلسي يوم الاثنين انها تعارض دعوات دولية متزايدة لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا ووصفت تلك العملية بانها غير مفيدة وتنطوي على مخاطر.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في منتدى دولي في اسطنبول “التدخل العسكري من قبل حلف شمال الاطلسي في ليبيا او أية دولة اخرى ستنجم عنه اثار عكسية تماما.”
وتكثف فرنسا جهودها لاقناع القوى العالمية بفرض حظر جوي بعدما منحت جامعة الدول العربية موافقة اقليمية قال الحلف انها ضرورية لاي عمل عسكري.
وقالت واشنطن ان أي قرار لفرض منطقة حظر جوي هو من اختصاص الامم المتحدة. وعقد مجلس الامن بالامم المتحدة اجتماعا يوم الاثنين لبحث المسألة.
وقال اردوغان ان التدخلات الاجنبية السابقة لا سيما العسكرية منها لم تؤد الا الى تعميق المشكلات التي سعت لحلها.
وأضاف “علينا أن نسمح للشعب الليبي بأن يحدد وجهته بنفسه.”
وقال مسؤول من الحلف ان الحلف اتخذ قراراته بناء على اجماع بين دوله الثماني والعشرين التي لم تصوت في اجتماعات. ويحق للدول الاعضاء معارضة أي تحرك أو الا تقول شيئا ومن ثم يحسب ذلك امتناعا.
وقال مسؤول بالحلف انه من الممكن أن يلتقى سفراء الحلف لبحث الازمة الليبية يوم الثلاثاء.
ولتركيا وهي قوة دبلوماسية واقتصادية صاعدة في الشرق الاوسط مشروعات تزيد قيمتها على 15 مليار دولار في ليبيا.
ويقول محللون ان المصالح التجارية وتخوف اردوغان من تداعيات مساندة تدخل يقوده الغرب في المنطقة بعد ثلاثة شهور من الانتخابات البرلمانية في تركيا قد تكون وراء معارضة انقرة.
وكانت ليبيا جزءا من الامبراطورية العثمانية من القرن السادس عشر وحتى غزتها ايطاليا في عام 1912 .
وقال فادي هاكورا الباحث المشارك في مركز تشاتام هاوس الاستشاري في لندن “اردوغان غير مطمئن الى النصر النهائي للانتفاضة في ليبيا وربما يتحفظ على رهاناته.”
وقالت قناة العربية التلفزيونية الفضائية يوم الاثنين ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال في مقابلة معها انه اقترح على الزعيم الليبي معمر القذافي ترشيح رئيس يحظى بقبول شعبي كوسيلة لانهاء الازمة في البلاد.
وتابع في المقابلة أنه يتوقع من القذافي الذي حكم ليبيا لما يزيد على أربعة عقود من الزمن “أن يتخذ خطوات ايجابية في هذا الاتجاه.”
وأضاف اردوغان للعربية “اتصلت بالقذافي ثلاث مرات واقترحت عليه طالما أنه يقول انه ليس برئيس أن يرشح اسما يختاره هو ويحظى بقبول الشعب الليبي ليكون رئيسا للمرحلة المقبلة.”
وقالت المعارضة المسلحة في بلدة مصراته ان اقتراح اردوغان “متأخر للغاية”.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ان انقره تؤيد التغيير لكن من خلال مسار سلمي.
واضاف “التغيير ضروري لكن التغيير السلمي كوسيلة هو ضروري أيضا. من غير الضروري أن تكون حربا بين الاشقاء تخلق توترا يتطور الى ضغينة.”