أشارت معلومات خاصة بـ”الشفاف” أن الإدارة الاميركية ما زالت تحت تأثير وجهتي نظر متناقضتين بشأن الثورة السورية وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وشرحت مصادر مطلعة حقيقة التخبط في الموقف الأميكية بالإشارة الى أن مستشار الرئيس باراك عضو مجلس الأمن القومي، دينيس روس، وفريقه مصرون على الحفاظ على الاسد في منصبه. ونقل عن روس قوله إن نظام آل الأسد لم يطلق رصاصة على إسرائيل منذ العام 1973، وهو النظام الوحيد القادر على لجم تطرف حزب الله، كما أن للنظام السوري أياد في العراق وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وأن نظام الاسد من الجبن بمكان ويقوم بكل ما يطلب منه عند شعوره بالتهديد. فهو سلم الزعيم الكردي عبدالله أوجلان لتركيا، كما ساهم في تسليم الإرهابي كارلوس الى السلطات الفرنسية.
بالمقابل يقف جيفري فيلتمان وفريقه، حيث يعتبر هؤلاء أن الاسد فاقد الصدقية وأنه لا يمكن للولايات المتحدة ان تكيل بمكيالين في ما بتعلق بالربيع العربي وأن إرادة الشعب السوري هي التي تقرر مصير الأسد. وما يراه فيلتمان وفريقه أن هذه الإرادة لن تتوقف عند حدود تسويات من شأنها إبقاء الاسد في السلطة وهي لن تتراجع عن مطلبها بإسقاطه وتحقيق الديمقراطية في سوريا. وانسجاما مع مصالح الولايات المتحدة من الافضل إتخاذ موقف واضح الى جانب الثوار في سوريا بدلا من التفرج عليهم يذبحون يوميا.
وتضيف المصادر أن فيلتمان هو الذي أوعز للسفير الاميركي في دمشق روبرت فورد بالتوجه الى مدينة حماه وطلب اليه تسجيل ملاحظاته وإنطباعاته. وفي يقين فيلتمان أن الثوار في حماه سوف يحسنون إستقبال السفير الاميركي، ما يعطيه وفريقه حجة إضافية للدفع في إتجاه دعم الثورة السورية.
وبعد وصول السفير فورد الى حماه والحفاوة التي تم إستقباله بها ونثر الزهور على موكبه وزغاريد الترحيب التي نقلها الى إدارته، تعززت موقف فيلتمان وفريقه من ان التغيير في سوريا لن يكون معاديا للولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك فإن التغيير في سوريا سوف يسمح بإقامة علاقات طبيعية مع دمشق بدلا من العلاقات المثيرة للجدل والملتبسة حاليا.
تقارير السفير فورد فعلت فعلها لدى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، فأطلقت خطابها الشهير بأن الرئيس السوري بشار فقد شرعيته، تمهيدا لمطالبته بالرحيل، الامر الذي أثار حفيظة دينيس روس وفريقه فشنوا حملة مضادة على فيلتمان وفريقه ما اضطر الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التدخل وتصويب تصريح وزيرة خارجيته حيث أعلن أن الاسد فقد شرعيته امام شعبه.
والى أن تحسم الإدارة الاميركية موقفها من النظام السوري، تنتظر مجموعة من الدول العربية والغربية لتبني على هذه الموقف مقتضاه.
إدارة أوباما منقسمة حول سوريا و”دنيس روس” يميل للإبقاء على الأسد! هل الحكم في سوريا طائفي؟ أين موقع الطائفة العلوية من نظام الحكم البعثي؟ ثم ما دور حزب البعث في حكم سوريا وهل له أهمية؟ قبل الدخول في تفصيلات الوضع السوري يمكن أخذ العبر من الحروب الأهلية في التاريخ وهل الحرب الأهلية تنتهي بحل المشاكل؟ أم خلق المزيد من المشاكل؟ لقد اندلعت الحرب الأهلية في أفريقيا بين التوتسي والهوتو في رواندا فكلف مليون قتيل في أسبوعين، قضوا نحبهم بالسواطير؛ فامتلأت جثثهم في الغابات أكثر من قشر الموز والبصل ولم يبال العالم! وفي يوغسلافيا المفككة فكك الصرب عظام المسلمين ومفاصل الكراوت،… قراءة المزيد ..