لا اعتراض لدينا ونحن نقرأ سيرة الإخوان المسلمين ان يتحالفوا سياسيا مع الملك فاروق وان يسيروا في ركبه فهذا خيارهم وهذا قرارهم، ولكننا سنكتشف من خلال الوقائع المرصودة والموثقة انهم كانوا يخدعون وكانوا يخونون حليفهم الملك بل كانوا يخططون للتآمر عليه والاطاحة به. لا نقول هنا كلاماً سردياً وانشائياً خيالياً، ولكنها حقائق البحوث والدراسات والتواريخ والارقام التي تثبت ان “اخوة يوسف” لا “اخوة الاسلام” لا امان لهم. في نهاية الثلاثينات يلتقي امامهم حسن البنا بالملك فاروق في سيدي جابر بالإسكندرية وسط تظاهرة اخوانية حاشدة تهتف باسم الملك وليؤكد البنا على “امل الإخوان المسلمين في جلالة الملك المسلم”.
هذا ما تناقلته الصحف وما زال موثقا ومسجلا بالتفاصيل الدقيقة لمن يريد الاطلاع على المزيد.. ولكن نفس الصحف والمجلات ونفس الوثائق تكشف بعد سنوات قليلة وخلال ذروة تحالف الإخوان مع القصر عن اكتشاف السلطات الملكية »معسكرا سريا للتدريب العسكري في جبل المقطم تابعا للإخوان المسلمين ويضم مخزنا كبيرا للاسلحة والذخيرة الثقيلة والمتطورة« فانتبهت السلطات وانتبه القصر لخطورة الموقف وبدأوا يرصدون حليفهم الإخواني. وفي فبراير ٨٤٩١ اشترك الإخوان المسلمين في عملية اغتيال الامام يحيى ملك اليمن، وهو الحدث الذي هز عرش الملك فاروق مدركا ان نمو الجماعة قد صاحبه نمو جهازها العسكري. فاذا كان »اخوة يوسف« لا “اخوة الاسلام” يخططون في الاربعينات من القرن المنصرم للانقلاب على حليفم الكبير “الملك فاروق” فماذا نتوقع منهم.. كيف نصِف سياسيا واجتماعيا مؤامراتهم.. وكيف نفهم تحالفاتهم التي يظهرون فيها خلاف ما يبطنون؟؟ هل هي انتهازية ووصولية؟ ام هي مشروع خاص بهم كان وما زال مستمرا بذات الاسلوب وبذات الطريقة »التقية السياسية« واظهار خلاف ما يخططون وخلاف ما يفكرون.. الم يغدروا بالسادات بعدها بسنوات عديدة وهو الذي فتح لهم الابواب وقربهم ومكنهم حتى تمكنوا منه، ولعلنا نستذكر هنا ما فعلوه بالمملكة العربية السعودية وهي التي احتضنت جماعاتهم في زمن اطلقوا عليه »المحنة الكبرى« وأنفقت عليهم الملايين وقربتهم وآمنتهم من جوع ومن خوف فاستلموا الوظائف العليا والمراكز المهمة في التعليم وفي غيرها من المؤسسات.. فماذا كانت النتيجة التي اختصرها وزير الداخلية السعودية سمو الامير نايف بن عبدالعزيز حين قال لجريدة السياسة الكويتية في ٣٢/ ١١/ ٢٠٠٢ “جماعة الإخوان المسلمين هم اساس البلاء في العالم العربي”.
ونعود الى الوراء قليلا في نهاية الاربعينات فبعد اغتيال سليم
زكي مدير امن القاهرة آنذاك، واغتيال رئيس محكمة الاستئناف برصاص الإخوان المسلمين كما تذكر الوثائق الرسمية والشعبية والتاريخية تنفجر عشرات القنابل الإخوانية في مباني القاهرة ومدينة الاسكندرية. وفي نفس العام ضبطت السلطات البوليسية سيارة عسكرية تابعة للاخوان المسلمين تحمل بداخلها كافة الوثائق التنظيمية للجهاز العسكري الخاص الذي كان يخطط للانقلاب على الملك الحليف فاروق.. فهل تريدون المزيد من شواهد الخطر المسكوت عنه لدى “إخوة يوسف” لا “اخوة الاسلام” انه التاريخ يا سادة فهل يعتبر المعتبرون؟؟ وما قدمناه هنا مجرد عناوين سريعة تكفي لإعادة طرح السؤال حول طبيعة واسلوب هذا التنظيم السري الذي يعلن خلاف ما يبطن والذي يعمل وفق اجندة اسلاموية خاصة به من اجل انجازها وتحقيقها ينكل ويغدر اول ما يغدر بحلفائه وبمن اولوه ثقتهم.. فهل يعتبر المعتبرون؟ وهل يعودون للتاريخ القريب لقراءة سيرة خطر “اخوة يوسف” لا”اخوة الاسلام” كما يدعون؟؟
• كاتب واعلامي من البحرين
• يمكن الاتسال به عبر البريد الالكتروني التالي: sadaalesbua@alayam.com
إخوة يوسف.. لا اخوة “الإسلام” الأخوان المسلمون أساس البلاء في العالم العربي. هكذا يقول الامير السعودي وزير الخارجية. وهؤلاء صاروا أساس البلاء في أوروبا بتحالفاتهم مع السلطه اينما كانوا وممارسة لعبتهم المزدوجة . فهم حلفاء السلطة علنا. لكنهم يحركون المتطرفين هنا وهناك لكي يمارسوا تطرفهم. حينها يقول الأخوان للسلطة: أذن لا خيار لكم سوانا. تحالفوا معنا ونحن نساعدكم على السيطرة على الأقليات المسلمة في بلدانكم. والّا فالنتيجة هي سيطرة المتطرفين ( وممارسي العنف في الشوارع ) على الأقليات وقيادة جوامعها ومساجدها ونشئها الجديد. هكذا فعلوا في فرنسا. وهكذا يفعلون في دول أخرى. أنهم أخطر من بن لادن. فنحن محشّدين ضد… قراءة المزيد ..