خبير لـ DW: لهذه الأسباب جاء رد فعل العراق على حرق المصحف مختلفا
أثار حرق المصحف في السويد الكثير من ردود الفعل من قبل دول عربية وإسلامية، لكن رد الفعل العراقي الرسمي و”الشعبي” القوي أثار تساؤلات وعلامات استفهام. خبير في الشأن العراقي يوضح في تصريح لـDW عربية الخلفيات والدوافع.
أحرق محتجون سفارة السويد في بغداد الخميس (21 تموز/يوليو 2023) فيما نظم آخرون تظاهرة في وسط العاصمة العراقية تزامناً مع تجمّع في ستوكهولم شهد دوس اللاجئ العراقي سلوان موميكا نسخة من المصحف في خطوة أثارت أيضاً توتراً دبلوماسياً بين البلدين وأدت إلى طرد السفيرة السويدية في العراق، واستدعاء القائم بالأعمال العراقي في السويد.
(وكانت وسائل إعلام رسمية عراقية قد ذكرت أمس أن تصريح العمل الخاص بشركة إريكسون في العراق قد جرى تعليقه، لكن مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين نفى ذلك اليوم، مؤكدا أن الحكومة العراقية ستحترم جميع الاتفاقات التعاقدية التي أبرمتها)
ووسط حماية الشرطة السويدية، قام اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا أمس بدوس المصحف مراراً أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم، لكنّه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق أن فعل قبل أقلّ من شهر، فيما احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.
وفي تحليله للرد العراقي القوي، الرسمي وعند بعض الأحزاب، يرى الخبير في الشأن العراقي والحركات الإسلامية والإرهاب، جاسم محمد، أن ذلك يعود لعدة أسباب من أبرزها “الجو الديني مع بداية العام الهجري الجديد، بما يجعل مزاج الشارع يتجه نحو التطرف الديني”.
وأشار الخبير المقيم في ألمانيا إلى أن جماعة الصدر رأت في حرق القرآن “فرصة جديدة للظهور في المشهد السياسي في مواجهة الحكومة العراقية”، التي يرى أنها تمثل حزب الدعوة، أحد الأحزاب الشيعية المتشددة، على حد وصفه. ويردف الخبير أن رد فعل الحكومة العراقية القوي هو من أجل “احتواء” جماعة الصدر.
ومنذ كانون الثاني/يناير، جرى حرق المصحف أو صفحات منه، مرتين في السويد، الثانية في حزيران/يونيو على يد سلوان موميكا (37 عاماً). وفي كانون الثاني/يناير، قام المتطرف اليميني السويدي الدنماركي راسموس بالودان بالفعل نفسه قرب السفارة التركية.
ويقر الخبير جاسم محمد بأن إيران لها تأثير على الحكومة العراقية، بيد أنه يجزم أن القرار “عراقي-عراقي”، اتخذته الحكومة لتجنب فوضى واسعة تهددها مصدرها جماعة الصدر.