عدا الجانب المثير للإشمئزاز في اجتياح حزب الله لمطار بيروت، فالجانب السياسي قد يكون أكثر خطورة بكثير لأنه يؤشّر إلى مخاطر كبرى يتعرّض لها لبنان الآن، ليس أقلّها إمكان عودة الجيش السوري إلى بيروت، وعودة الحرب إلى جنوب لبنان وضاحيته وبقاعه.
ما حدث يوم السبت في مطار بيروت اتخذ طابعاً “إحتفالياً” يجدر التوقّف عنده: بعد شهر من إشتباكات حزب الله مع “الأحباش” السوريين (وفشل الحزب في تصفية “الأحباش”)، ووسط توقّعات بأن سوريا يمكن أن تقوم بـ”إعادة تحجيم” حزب الله، قام الحزب نفسه باجتياح مطار البلاد (بموجب سيناريو هزلي لا يقنع أحداً: جميل السيّد لم يكن مطلوباً للتوقيف!) ونصّب ممثل سوريا الأول في عهد الإحتلال “رمزاً” تُقطع “من الكتف” اليد التي تمتدّ إليه.
نحن، هنا، أمام مشهد “إعادة اللحمة” إلى الجناحين الإيراني والسوري في لبنان!
تزامن هذا “الإجتياح” الإحتفالي للمطار مع انتهاء زيارة أحمدي نجاد لدمشق. فما الذي اتفقت عليه طهران ودمشق بخصوص لبنان؟
طبعاً، جاءت “إعادة اللحمة” بعد التصريحات غير المقنعة التي فرضتها السعودية على سعد الحريري في مقابلة نشرتها “الشرق الأوسط”. أي بعد حصول سوريا الأسد، بفضل ضغوط سعودية شديدة كان بطلاها مدير الإستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير عبد العزيز بن عبدالله (إبن الملك) على “براءة ذمّة” من عملية إغتيال الرئيس رفيق الحريري وقافلة شهداء إنتفاضة الإستقلال.
مقابلة الحريري أحكمت الطوق على حزب الله الذي كان يدرك، منذ تسريبات “دير شبيغل”، أن سوريا هي التي تدير سيناريو حصر الإتهام بحزب الله. أي أن سوريا باتت في الموقع الأقوى أمام حزب تمسك سوريا في جميع الأحوال بخطوط تموينه وتدريبه وتجهيزه.
الجناحان السوري والإيراني يطالبان الآن، بصوت واحد، بإنهاء “إنقلاب 14 آذار 2005، أي بإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل إنسحاب القوات السورية من وطن الأرز!
هل هذا هو مغزى “سيناريو شهود الزور” الذي ابتكره حزب الله وزعيمه؟
حزب الله كان ضد إنسحاب القوات السورية من لبنان. وبعد مرور 5 سنوات على الإنسحاب، لم يعلن حزب الله يوماً أنه ضد عودة الإحتلال السوري للبنان! ولا نعتقد أن حزب الله يملك أن يقوم في يوم من الأيام بمثل هذا الإعلان!
هل نحن أمام سيناريو الفتنة الداخلية وإسقاط الدولة تمهيداً لعودة “قوة السلام السورية” إلى بيروت؟
بات واضحاً، الآن، أن أي تنازل جديد تفرضه السعودية على سعد الحريري لن يرضي حزب الله!
(وما هو موقف السعودية الحقيقي؟ هل تتمسّك السعودية باستقلال لبنان أم هل تعبّر عن سياستها مقالة تركي السديري “التعيسة” حول حدود “سايكس بيكو” التي نُشِرت في صيف 2009؟)
حتى لو أعلن إبن رفيق الحريري أنه يبرّئ سوريا وحزب الله معاً من دم والده، فسيكون جواب حزب الله وسوريا أن المطلوب هو “إغتيال” 14 آذار 2005 وكل مفاعيلها.
لبنان أمام خطر عودة الإحتلال السوري، ما الذي تنتظره 14 آذار لكي تدعو اللبنانيين للإحتشاد مجدّداً في ساحة الإستقلال؟
الإستقلال الثاني في خطر!
إحتفال “الجناحين” في المطار: القوات السورية على مشارف بيروت؟
Samir — nowwaat@hotmail.com
but where’s the army ? I like President Michel Suleiman but I think 7 May of 2008 was his fault in a way because he allowed Hezballah and Syria’s stooges to do whatever they wanted in Beirut. Now, they feel they have a “Carte Blanche”. The army and the President should stand in way or Hezballah will take over the country one way or another
إحتفال “الجناحين” في المطار: هل باتت القوات السورية على مشارف بيروت؟ سعيد يجب ان نفهم جيدا ان تصريح الشيخ سعد حول ان التهمة لسوريا كانت سياسية لا تبرئ ساحة سوريا ابدا! بل تجعل نظام البعث السوري في مواجهة المحكمة الدولية بدل مواجهة الديمقراطية في لبنان فالتهمة لسوريا كانت فعلا مبنية على اساس سياسي قائم على التاريخ الدموي لنظام البعث في لبنان والمنطقة ولا دليل جنائي فيه! فالدليل الجنائي مع المحكمة الدولية وهي التي ستبت في الموضوع وهذا هو ما تسبب بكل هذه (الهيصة) لأن نظام دمشق وادواته في لبنان بالاضافة لادوات ايران احسوا ان السكين وصلت الى رقابهم فبدأوا بالتشكيك… قراءة المزيد ..