(الصورة: نائب دمشق مأمون الحمصي يقرأ الفاتحة على ضريح الرئيس رفيق الحريري)
بدأ نائب دمشق مأمون الحمصي إعتصامه أمام مبنى الأمم المتحدة بنيويورك صباح اليوم. ووجّه، في إتصال هاتفي، مع “الشفّاف” رسالة تضامن مع السوريين المعتصمين في ساحة جامعة السوربون في باريس إحتجاجاً على الإعتقالات في صفوف قياديي إعلان دمشق.
ووردنا من بيروت البيان التالي:
أمانة بيروت لإعلان دمشق:
تعلن إضرابا عن الطعام لمدة أربعة أيام من 4/2/2008/لغاية 7/2/2008
• دعماٌ لصمود معتقلي المجلس الوطني لإعلان دمشق واستنكارا لتدهور حقوق الإنسان في سوريا
• تأييدٌا لاعتصام النشطاء السوريين وإضرا بهم عن الطعام أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك
• تأييداٌ لاعتصام الأمهات اللبنانيات في ساحة جبران خليل جيران منذ سنتين ونصف احتجاجاَ على اعتقال أبنائهم في السجون السورية منذ أكثر من خمسة عشر عاما
• توجيها صرخة ضمير لأحرار العالم
ايها الاخوة السوريون المقيمون في لبنان ،يا من حرمكم النظام السوري لقمة العيش الكريم وسلب خيرات بلدكم وحريته
ايها الاخوة اللبنانيون
أيها الأخوة السوريون في المهجر ، أيها الأخوة العرب ، أيها الأخوة الكورد ، يا أحرار العالم
إن أهلنا في الداخل يعيشون أصعب الظروف من تدهور في مجال حقوق الإنسان و من اعتقالات تعسفية شملت رموزاُ وطنية من المثقفين السوريين والناشطين في مجال الحريات العامة ومعارضي النظام المطالبين بالتغير الوطني الديمقراطي السلمي والتدريجي المشروع والمتمسكين بالوحدة الوطنية وحرمة الأديان والأعراق والطوائف وحمايتها، إن النظام الديكتاتوري السوري، لم يستجب للنداءات الكثيرةٍ من دول العالم الحر ، خارقاَ ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية الضامنة لحق الرأي والتعبير والمؤكدة على المحاكمات العادلة والنزيهة وضرورة معرفة مصير المفقودين في السجون السورية من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وأردنيين والذين يقدر عددهم حوالي /18000/ مفقود .
وبناء على هذا الواقع الأليم ندعو:
الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العربية الدولية للتدخل السريع من أجل إنقاذ حياة المعتقلين من أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق والكف عن الملاحقات الأمنية للباقين . وإيقاف تعرضهم لظروف لا إنسانية وعدم إخضاعهم لعملية تصفية مبرمجة قل نظيرها في العالم وهم : النائب السابق رياض سيف والممنوع من السفر للعلاج من السرطان والانسداد الشرياني – الدكتورة فداء حوراني – الأستاذ أكرم البني – الأستاذ جبر الشوفي – الدكتور احمد طعمه – الدكتور وليد البني – الدكتور ياسر العيتي – الكاتب فايز سارة – الكاتب علي العبد لله – الأستاذ محمد حجي درويش – والأستاذ مروان العش – الفنان التشكيلي طلال أبو دان
إن النظام الديكتاتوري السوري يتابع مسلسله الخطير في انتهاك حقوق الإنسان والذي استهدف المثقفين والنشطاء من ربيع دمشق وإعلان دمشق – بيروت – بيروت- دمشق ونشطاء المجمتع المدني عبر اعتقالات ومحاكمات بربرية ومنهم : البروفسور الاقتصادي عارف دليلة المعتقل في زنزانة منفردة منذ سبع سنوات ويعاني من انسداد في الشرايين يؤدي إلى بتر ساقه – الدكتور كمال اللبواني– المفكر ميشيل كيلو- المحامي أنور البني – والأستاذ محمود عيسى – الأستاذ فائق المير- الأستاذ رياض درار – الأستاذ نزار رستناوي – وورفاقهم.
– معتقلو الشباب الديمقراطي: طارق غوراني – ماهر إبراهيم اسبر – حسام ملحم – عمرعبدلله – دياب سريه – أيهم صقر – علام فاخور .ورفاقهم الطلاب.
– المعتقلون السوريون الكورد ومنهم : معروف احمد ملا أحمد – نظمي محمد عبد الحنان – ياشا قادر خالد – دلكوش ممو شمو – احمد درويش خليل – تحسين محمود خيري .والمئات من رفاقهم.
إن منظمات حقوق الإنسان السورية ومنظمات دولية أخرى تقدر أن السجون السورية تضم زهاء أ ربعة آلاف سجين سياسي يخضعون للتعذيب وأحيانا حتى الموت وإن المخابرات السورية ما زالت تمارس الضغط والملاحقات الأمنية الاستدعاءات بحق المنفيين قسرا عن أوطانهم و المعتقلين السابقين المجردين من حقوقهم المدنية والذين يعانون من ظروف معاشيه وصحية بالغة السوء .
أن أمانة بيروت لإعلان دمشق تشكر وتثمن عاليا دعمكم وتأيدكم وتضامنكم من اجل حرية الشعب السوري وإنقاذ كافة السجناء السياسيين من سجون النظام السوري
للتضامن : presonerssolidarity@yahoo.com
أمين سر أمانة بيروت لإعلان دمشق
الدكتور – أديب طالب – بيروت
وكان “الشفّاف” قد نشر ما يلي:
جاءنا من نائب دمشق مأمون الحمصي أنه وصل إلى نيويورك للمشاركة في إعتصام وإضراب عن الطعام يستمرّ 4 أيام، ينظّمه ناشطون سوريون أمام مبنى الأمم المتحدة إحتجاجاً على الإعتقالات التعسّفية وانتهاك حقوق الإنسان في سوريا. وجاء في البيان المرفق أن عدد المعتقلين السياسيين في سوريا يبلغ 4000 سجين يتعرّضون للتعذيب.
من جهة أخرى، نقلت مصادر عن بعض عائلات معتقلي المجلس الوطني لإعلان دمشق أن معلومات مؤكدة وردتهم عن نقل المعتقلين إلى سجن دمشق المركزي في عدرا ، بينما نقلت الدكتورة فداء الحوراني رئيسة المجلس الوطني إلى سجن النساء بدوما، وذلك بغية تقديمهم إلى محكمة الجنايات بدمشق، ويتوقع أن يحال بعضهم أو جميعهم إلى قضاة التحقيق في القصر العدلي القديم قبل ظهر الغد الاثنين 28/1/2008.
في ما يلي بيان الدعوة إلى الإعتصام والإضراب عن الطعام في نيويورك:
دعوة نشطاء حقوق الإنسان السوريين للاعتصام والإضراب عن الطعام
أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك
أيها الأخوة السوريون في المهجر ، أيها الأخوة العرب ، أيها الأخوة الكورد ،
يا أحرار العالم
أن أهلنا في الداخل يعيشون أصعب الظروف من تدهور في مجال حقوق الإنسان واعتقالات تعسفية شملت رموزاُ وطنية من المثقفين السوريين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة، من قبل أجهزة مخابرات النظام الديكتاتوري السوري، طالت السيدات والمسنين وفي ظروف غامضة حول مصيرهم وأوضاعهم الصحية، ومنعهم من الاتصال بعائلاتهم ، رغم نداءات كثيرةٍ من دول العالم ،لم يستجيب النظام لها خارقاَ ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية الضامنة لحق الرأي والتعبير والمؤكدة على المحاكمات العادلة والنزيهة وضرورة معرفة مصير المفقودين في السجون السورية من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وأردنيين والذين يقدر عددهم حوالي /18000/ مفقود . وبناء على هذا الواقع الأليم ندعوكم للاعتصام والإضراب عن الطعام لمدة أربعة أيام من تاريخ 4/2/2008 ولغاية7/2/2008 أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وذلك لإطلاق صرخة ضمير داعين دول العالم الحر والممثلة بالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العربية الدولية للتدخل السريع من أجل إنقاذ حياة المعتقلين من أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق والكف عن الملاحقات الأمنية للباقين . وإيقاف تعرضهم لظروف لا إنسانية وعدم إخضاعهم لعملية تصفية مبرمجة قل نظيرها في العالم وهم : الدكتورة فداء حوراني – الأستاذ أكرم البني – الأستاذ جبر الشوفي – الدكتور احمد طعمه – الدكتور وليد البني – الدكتور ياسر العيتي – الكاتب فايز سارة – الكاتب علي العبد لله – الأستاذ محمد حجي درويش – والأستاذ مروان العش
إن النظام الديكتاتوري السوري يتابع مسلسله الخطير في انتهاك حقوق الإنسان والذي استهدف المثقفين والنشطاء من ربيع دمشق وإعلان دمشق – بيروت – بيروت- دمشق ونشطاء المجمتع المدني عبر اعتقالات ومحاكمات بربرية ومنهم : البروفسور الاقتصادي عارف دليلة المعتقل في زنزانة منفردة منذ سبع سنوات ويعاني من انسداد في الشرايين يؤدي إلى بتر ساقه – الدكتور كمال اللبواني– المفكر ميشيل كيلو- المحامي أنور البني – الأستاذ فائق المير- الأستاذ رياض درار – الأستاذ نزار رستناوي وورفاقهم.
– معتقلو الشباب الديمقراطي: طارق غوراني – ماهر إبراهيم اسبر – حسام ملحم – عمرعبدلله – دياب سريه – أيهم صقر – علام فاخور .ورفاقهم الطلاب.
– المعتقلون السوريون الكورد ومنهم : معروف احمد ملا أحمد – نظمي محمد عبد الحنان – ياشا قادر خالد – دلكوش ممو شمو – احمد درويش خليل – تحسين محمود خيري .والمئات من رفاقهم.
إن منظمات حقوق الإنسان السورية ومنظمات دولية أخرى تقدر أن السجون السورية تضم زهاء أ ربعة آلاف سجين سياسي يخضعون للتعذيب وأحيانا حتى الموت وإن المخابرات السورية ما زالت تمارس الضغط والملاحقات الأمنية والاستدعاءات بحق المعتقلين السابقين وتمنعهم من السفر خارج البلاد ومنهم رئيس أمانة المجلس الوطني للإعلان دمشق المعتقل السابق النائب رياض سيف المصاب بالسرطان – والأستاذ الناشط في مجال حقوق الإنسان المحامي هيثم المالح ومئات من السيدات والسادة المثقفين.
عنوان موقع الاعتصام والإضراب في نيويورك مقابل المدخل الرئيسي للأمم المتحدة
العنوان البريدي للمشاركة والتضامن (presonerssolidarity@yahoo.com)
اللجنة المنظمة
– محمد مأمون الحمصي – نائب وسجين سابق –ناشط في مجال الحريات وحقوق الإنسان
– الدكتور فهمي خير الله – ناشط في مجال الحريات وحقوق الإنسان
– عمار عبد الحميد – ناشط في مجال الحريات وحقوق الإنسان
7 تعليقات
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم
النظام السوري لن يردعه الا التهديد والوعيد والعصا الغليظة لأن عقليتهم ارهابية مافيوية ولا يفهمون بغيرها والكذب هو رأس مالهم والنفاق هو اسلوب بقاء عندهم قالوا انهم يريدون التغيير واذا هم يغوصون اكثر واكثر في مستنقع الارهاب الذي صنعوه فبدل الحوار وضعوا السجون والاعدامات وبدل الانفتاح هرب نصف السوريين وبدل القومية العربية فتحوا سوريا على المجرمين الذين يحكمون ايران وضربوا شعاراتهم التي ابتدعوها عرض الحائط
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم
تحية الى رئيس جمهورية المحبوسين السيد الرئيس بشار الوحش ( أصل عائلة الأسد )
من بلاد الشام ، بلاد نزار قباني ، بلاد الجولان الأبي ، بلاد الأسكندرون المفقود والمتحسر عليه ،
الى جمهورية السجون والمعتقلين ،
ألم يقل الشاعر يوماً
ويل لأمة نصف شعبها عبيد ومسجونين ،
هنيئاً لآل الوحش بجمهورية السجون والمحابيس ،
فلنترك التاريخ والمستقبل لينصفكم ،
يتحدثون عن المعتقلين في السجون العدو الاسرائيلي وقد تناسوا أن عدد الذين يقبعون في السجون السورية يوازي نصف سكان تل أبيب ؟؟؟؟؟؟؟؟
هنيئاً ……………………………………………….ز
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم
ألف تحية و تحية للمناضلين السوريين في الوطن الحبيب سوريا و خاصة الذين في السجون و خارجها و للهاربين من جور الحكام الدكتاتوريين و لا بد أن الربيع آت لا شك في سوريا و لبنان و المجرمين الى السجون
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم
اقدم دعمي للمعارضة السورية وخاصة لأمانة بيروت لاعلان دمشق والسيد النائب مأمون الحمصي وهذه الطريقة الحضارية ولو ان النظام لا يعرف الا طريقة القوة والعنف باضطهاد المعارضين
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم إعتصاماً
انقلاب محاور الأرض في ألف سنة؟
خالص جلبي
لو أتيح لزائر سماوي أن يمر على الأرض قبل ألف سنة، من غير أن يعرف أي لغة أو ثقافة أو دين، وتفقد الأرض والناس والوقت والعمل، فسوف يتشكل في ذهنه انطباع واضح من جراء تكرار المناظر، أن هذا العالم ليس عالماً واحدا بل عالمان، وأن هناك خطين واضحين يفصلان الناس في الكرة الأرضية، تماماً مثل خطوط الطول والعرض وخط الاستواء ومداري الجدي والسرطان، ولكنهما ليسا خطين جغرافيين بل خطان حضاريان متميزان، أو لنقل محورين للشمال والجنوب:
يمتد الخط أو المحور الأول على طول طنجة ـ جاكرتا، ويربط الثاني بين موسكو ولندن.
المحور الأول (طنجة ـ جاكرتا) يملك الثروة والعلم والقوة العسكرية، ناشط اقتصادياً، تمر عبر أراضيه خطوط التجارة الدولية، وتزدحم أسواقه بالبضائع والناس والمال معاً، في أعظم دينامكية اقتصادية عرفتها أسواق المال، وتزدان بيوته بكتب العلم والثقافة العالمية والترجمات المنوعة، ومجالسه بالبحث العلمي والمناظرات على الطريقة التي سجلها لنا مثقف ذلك العصر أبو حيان التوحيدي، في كتابه (الإمتاع والمؤانسة )، أو ابن حزم في الإلف والإيلاف وقنص الحبيب! ومدارسه التي تقيس محيط الكرة الأرضية، وتخطط لانتقاء أفضل مكان لبناء بيمارستان (مستشفى) بتجربة صمود اللحم للفساد، وتمتلك دوله الجيوش النظامية المتطورة، ويتحرك في مدنه بشر فعَّالون بوجوه تفيض بالجمال والحيوية، يرتدون الملابس النظيفة الجميلة، وفي مدينة مثل بغداد يعالج فيها أكثر من 800 طبيب، في عشرات البيمارستانات عشرات الآلاف من الناس، الذين ينعمون بالرفاهية، ويرتادون الحمامات العامة بشكل دوري، ويعنون بالنظافة والجمال، وتشع منهم الزينة، ويتبارون في التأنق في المأكل والملبس، ويقضون الكثير من الوقت في مجالس العلم والرحلات، كما خلدها الأدب العربي في قصص السندباد البحري، ومجالس الظرف والفكاهة، وعجائب الأسفار وغرائب الحوادث، في قصص ألف ليلة وليلة، وكتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني.
كتاب الثقافة العالمية وسطور الحضارة كانت تكتب في ذلك الوقت بخط ولغة من اليمين إلى الشمال.
وفي المحور الثاني على خط لندن ـ موسكو يعيش أكثر شعوب العالم فقراً وتخلفاً، ينتشر فيهم الطاعون؛ فيحصد ثلث السكان على الأقل، في مدن قذرة حاولت مدام توسو في متحفها الشهير أن تقربه للذاكرة!
مدن لا تعرف ما هو نظام الصرف الصحي والحمامات، بين قوم ألفوا مطاردة الساحرات والقطط ، ويعالجون السعال الديكي بلبن الحمير، ويشترون تذاكر لدخول الجنة، ويحرقون العلماء والكتب معاً في الساحات العامة، بتهمة الهرطقة والزندقة، وتزدحم مدنهم بالشحاذين على الطريقة التي وصفها الروائي الفرنسي ( فيكتور هوجو) في قصته العالمية المشهورة (أحدب نوتردام) ويُعالج المريض النفسي بالسلاسل والضرب بالكرباج لاستخراج الأرواح الشريرة من جمجمته، وينسب انتشار الأمراض الى البروج والكواكب أو اليهود! فتخرج الناس على شكل طوابير تطوف البر تضرب نفسها بالسوط لدفع المرض، أو تحرق اليهود والساحرات والقطط معاً في الساحات العامة، وتتحرك من وسطه أفواج من الحجاج الفقراء لزيارة القدس، أو عصابات صليبية مفلسة، يقودها رجال أمُّيون من طراز ريتشارد قلب الأسد، ويضحك البابا لاكتانتيوس أشد الضحك، على الذين يزعمون أن الأرض كروية فيقول: هل جُنَّ الناس إلى هذا الحد فيدخل في عقولهم أن البلدان والأشجار والناس تتدلى من الطرف الآخر؟!
محور طنجة جاكرتا يزدحم بشعوب فقيرة هزيلة عاجزة عن حل مشكلاتها، يشكل العالم الإسلامي فيها وزناً كبيراً، قد خسرت الرهان العالمي، وطُوِّقت بحضارة رأسمالية غربية، ذات إدارة موحدة، تُحْكِم قبضتها على الكرة الأرضية كلها، للمرة الأولى في تاريخ الجنس البشري، مسلحة بالصواريخ النووية ومصارف المال ومراكز البحث العلمي.
الغرب اليوم يملك ثلاثة أخماس الكرة الأرضية، وأربعة أنهار من كل خمسة أنهار مهمة في الجغرافيا، وخمسة فدادين من كل سبعة فدادين صالحة للزراعة، ويملك ثمانية قروش من كل تسعة قروش ونصف في العالم، وتنام في مانهاتن في نيويورك، أعظم خزانة ذهب في تاريخ الجنس البشري لم يحلم بها الفرعون خوفو، ولم يملكها قارون بذاته.
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم إعتصاماً
احترامي لنائب دمشق السيد الحمصي
والله يعطية العافية على هذه المعارضة الحضارية والاصرار العظيم على المطالبة بالحرية لسوريا وشعب سوريا من النظام الغير الشرعي الذي يحكم سوريا
اعتراضي فقط على عدد السجناء وهو كما ذكر 4000 فقط!
يا سيدي العزيز أعداد المعتقلين تزيد بأضعاف عدة عن هذا الرقم! ومازلنا حتى اليوم نستقبل من السجون مساجين دخلوا السجون في السبعينات ولا يعرف أهاليهم عنهم شيئا! واغلبيتهم يعتقدون ان ابناءهم السجناء قد ماتوا!
ال 4000 هذه جزء من المعتلقين السياسيين الذين اعتقلوا في ظل حكم الديكتاتور الحالي
وتفضلوا باحترامي وتأييدي
إحتجاجاً على إعتقالات سوريا: مأمون الحمصي ينظّم إعتصاماً
نزعة التدمير
خالص جلبي
في علم النفس يولد الإحباط العدوانية، وفي علم الحضارة فإن التعصب يهشم المقتنيات الحضارية، رأينا ذلك في قصة طالبان مع تماثيل بوذا، وكان يمكن الاستفادة منها كما تفعل تركيا بكثير من البقايا الحضارية المتبقية فوق أرضها من يونان ورومان فقد مر على الأرض أقوام شتى، واعتبر القرآن أنها عظة للمارين؟ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون.
ونزعة التدمير هي صفة كل قوم ركبهم التعصب والجهل أو كانوا فريقا من اللصوص لايعرفون قيمة الحضارة، كما نهب متحف بغداد في الاجتياح الأمريكي.
وفي الوقت الذي عاشت الطالبان خارج إحداثيات التاريخ والجغرافيا ولاتعرف ما المعاصرة وارتهنت لقوة السلاح حتى جاءها من هو أقوى منها، فإن التاريخ ينقل لنا أنهم ليسوا أول من سن هذه السنة السيئة في هدم آثار من خالفهم الرأي، بل حصلت حمى مجنونة في القرن السادس عشر على مستويين:
الأولى قام بها البروتستانت عام 1529 م في سويسرا وهولندا وألمانيا تحت شعار: (أيها الصنم إن كنت إلهاً كما تدعي فدافع عن نفسك؟ وإن كنت بشراً فيجب أن تنزف دماً بالتصفية الجسدية).
ويعلق (بيتر يتسلر Peter Jezler) مدير المتحف التاريخي في (بيرن) هل كان مافعلوه جنونا؟ً أم إرادة الله حقاً كما يزعمون؟
وختم كلامه ( إنه سؤال للضمير في أوروبا المسيحية والعالم الإسلامي).
والمهم أن أعظم التحف الأثرية في الشمال الأوروبي تم نسفها نسفاً بحيث يتحسر عليها الباحثون اليوم.
وعاصر هذا المرض من التعصب الفيلسوف الإنساني (إيراسموس) Erasmus von Rotterdam ووصف تلك النزعة التدميرية: (أنها تشبه تدمير طروادة في العصرالقديم).
وأما التدمير الثاني وكان أشد هولاً وأعظم مساحة؛ فكان لحضارات العالم القديم على يد عصابات من لصوص الإسبان، حيث لم تعلم أوروبا ماذا يجري هناك؟ ووصف الفيلسوف والمؤرخ الألماني شبنجلر ماحدث بهذه الأسطر المأساوية:
(فحضارة المايا لم تمت جوعاً بل قتلت قتلا وهي في أوج ازدهارها ودمرت كما تدمر زهرة عباد الشمس، إذا ماقطع أحد المارة تاجها؛ فكل دول الإزتيك بما فيها من قوة عالمية، وأكثر من اتحاد، وبما لها من حجم موارد، أضخم بكثير من موارد الدول الإغريقية والرومانية في زمن هانيبال، ونظام مالي أعد بعناية، وتشريع بلغ درجة رفيعة من التطور، وأنظمة إدارية لم يحلم بها حتى وزراء شارل الخامس، وثراء عريض في الآداب واللغات، ومدن عظمى ذات مجتمعات متأدبة ولامعة ذهنيا، مجتمعات لايستطيع الغرب أن يقدم مجتمعا واحدا يضارع هاتيك .
أقول كل هذه الدول وبكل مالها من أرصدة حضارية لم تندثر نتيجة لحرب يائسة، بل جرفتها خلال سنوات قليلة، عصابة ضئيلة العدد من اللصوص، ودمرتها تدميرا، جعل الآثار التي خلفها السكان بلهاء، لاتحتفظ حتى بأي ذكرى عن تلك الحضارة؛ فمن المدينة العملاقة (تينو شتتلان) لم يبق حجر واحد لم يغيبه الثرى في أحشائه، وأذعنت العناقيد من مدن المايا العظيمة التي شيدت في غابات يوكاتان العذراء لهجمات نبات الأرض، واستسلمت لها استسلام من فترت همته وخارت عزيمته.
وهكذا ترانا اليوم لانعرف اسم مدينة من تلك المدن، ولم تعف يد الدمار إلا عن ثلاثة من كتبهم، لكنها كتب لم يتمكن أحد حتى الآن من قراءتها.
أما أشد مظاهر هذه المأساة إيلاماً للنفس وترويعاً لها كون هذا التدمير الساحق الماحق يتنافى وأبسط ضرورات الحضارة الغربية جاء وليد نزوات خاصة فاضت بها نفوس أولئك المغامرين.
ولم يترام إلى مسامع ألمانيا وفرنسا أو إنجلترا أي نبأ عما يدور في المكسيك، وهذا المثال لدليل قاطع مابعده دليل، على أن تاريخ الانسانية لايمتلك أي معنى كان، وعلى أن المغزى العميق إنما يكمن ويثوي في مجرى حياة كل حضارة على حدة؛ فالعلاقات المشتركة بين الحضارات هي من بنات الصدف ودون أهمية. ولقد بلغت الصدفة في هذه الحال درجة من القسوة والتفاهة والشذوذ والغباء، درجة لايجوز لنا أبداً أن نبدي أي نوع من التسامح نحوها؛ فعدد قليل من المدافع والبنادق بدأ هذه المأساة وأنهاها).