أفادت مصادر خاصة بـ”الشفّاف” أن الرئيس مشرّف تراجع عن إعلان حالة الطوارئ في باكستان في منتصف الأسبوع الماضي بفضل ضغوط مباشرة من الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته. وقد لعبت بنازير بوتو، الموجودة في الولايات المتحدة، دوراً مباشراً في إقناع الإدارة الأميركية بالتدخّل مباشرة لإقناع مشرف بالتراجع عن إعلان حالة الطوارئ.
جدير بالذكر أن الإدارة الأميركية كانت ترفض أي تعامل مع بنازير بوتو حتى العام الماضي. ولكن موقف الإدارة الأميركية تغيّر خلال الأشهر الأخيرة، حينما بدأت إتصالات بين الإدارة الأميركية، عبر مساعد وزيرة الخارجية ريتشارد باوتشر، وبنازير بوتو.
وقد أوردت وكالة “رويتر” اليوم خبراً جاء فيه:
قال مسؤول امريكي ان الولايات المتحدة حثت الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي تاكلت شعبيته منذ محاولته الفاشلة للاطاحة بكبير القضاة في البلاد على استكشاف فرص التوصل لنوع من الترتيب السياسي مع السياسيين المعارضين.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المسألة “هناك انتخابات قادمة في باكستان.. ويوجد وسط معتدل في السياسة الباكستانية وهذا الوسط المعتدل مهتم بأن يرى الاصلاحات السياسية والاجتماعية التي ينفذها مشرف تستمر.”
وكان المسؤول يعقب على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قال نقلا عن مسؤولين باكستانيين وامريكيين ان ادارة بوش تشجع بهدوء مشرف على اقتسام السلطة مع بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة.
وفي اسلام اباد رفض مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ريتشارد بوتشر الذي اجتمع مع القيادة الباكستانية خلال زيارة لاسلام اباد لمدة يومين الرد لدى سؤاله عما اذا كانت الولايات المتحدة تتوسط بين مشرف وبوتو.
وقال ان الشعب الباكستاني يجب ان يختار حكومته القادمة في الانتخابات وانه شجع الزعماء السياسيين على المساعدة في ضمان نزاهة التصويت.
واضاف بوتشر للصحفيين “شجعتهم ايضا على النظر فيما يمكن عمله لتعزيز الوسط المعتدل في السياسة الباكستانية.”
ومن جانبه رفض المسؤول الامريكي الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه القول بما اذا كانت ادارة بوش تشجع على ابرام صفقة بين مشرف وبوتو لكنه اوضح ايضا انها تريد أن ترى القوى “المعتدلة” في باكستان تعزز مواقعها.
ولدى سؤاله عما اذا كانت الولايات المتحدة تخاطر بالظهور في موقف من يدعم حاكما عسكريا استولى على السلطة في انقلاب ابيض عام 1999 لكن ادارة بوش تعتبره حليفا حيويا رد المسؤول قائلا ان ابرام اي اتفاق مسألة ترجع للباكستانيين.
واضاف “هذه ترتيبات سياسية قد تحدث وقد لا تحدث بناء على مصالح ورغبات الاحزاب الباكستانية.” وقال “يمكننا ان نشجع الاحزاب على النظر الى مواضع تداخل المصالح. اي قرارات ستتخذها الاحزاب (الباكستانية) المشاركة.”
وفي اشارة على القلق الامريكي قال المسؤول ان جون نجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية قد يزور باكستان في سبتمبر ايلول وهو ما سيكون ثاني رحلة له الى البلاد في اربعة اشهر.
ويعكس الاهتمام الكبير القلق الامريكي من ان مشرف لم يفعل ما يكفي لمحاربة مسلحي حركة طالبان على الجانب الباكستاني من الحدود مع افغانستان بالاضافة الى بواعث القلق حديثا بشأن موقفه السياسي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين طلبوا عدم نشر اسمائهم قولهم ان مسؤولي الادارة الامريكية يعتقدون انه بالتحالف مع بوتو سيحصل مشرف على أحسن فرصة للتغلب على الازمة الداخلية ويحتفظ بمقعد الرئاسة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وباكستانيين قولهم ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ناقشت ترتيبات اقتسام السلطة حين اتصلت هاتفيا بمشرف الاسبوع الماضي وحذرته من اعلان حالة الطواريء في البلاد.
وقالت الصحيفة ايضا ان بوتو أجرت سلسلة من المحادثات خلال الاسابيع القليلة الماضية مع كبار مسؤولي الادارة الامريكية ومن بينهم زلماي خليل زاد السفير الامريكي لدى الامم المتحدة.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية شون مكورماك الذي كان يتحدث للصحفيين في واشنطن التعليق على ما اذا كان خليل زاد اجتمع مع بوتو لكنه اكد ان ادارة بوش تحدثت مع “كل الاطراف”.