جاءت لى إبنتى وهى تقول :
– أنا قررت أرشح نفسى للرئاسة !!
– رئاسة إيه يابنت إنتى يامفعوصة ، ده إنتى عندك يادوب 15 سنة ولسة فى المدرسة الثانوى ؟
– أنا رشحت نفسى لرئاسة مرحلتى الدراسية فى المدرسة.
– يعنى إيه مرحلتك الدراسية ، وبعدين تعالى هنا إنت خلاص أخذت القرار ده لوحدك ؟
– أيوه أنا قررت ده لوحدى ورشحت نفسى لرئاسة ثانية ثانوى كلها .
وقلت بإستسلام:
– طيب ليه تاخدى قرار زى كده من غير ما تاخدى رأئى ؟
– قانون إنتخاب المدرسة لا يشترط أخذ موافقة ولى الأمر ، علشان كده شفت إنه ما فيش لزوم إنى آخد رأيك!!
وقد عرفت نبأ ترشيحها للرئاسة أثناء أجازة سريعة على أحد الشواطئ الجميلة ، وقد إضطرنا لقطع أجازتنا وذلك حتى تتمكن إبنتى من الإستعداد للحملة الإنتخابية!! لأنها واخدة الحكاية جد (زى كل حاجة هنا).
وطبعا تكفلت أنا بكل تكاليف الحملة الإنتخابية ، وبدأت بشراء المواد اللازمة لعمل لافتات الدعاية (من لوحات ورق مقوى وألوان وحروف جاهزة وإلخ..).
…
والحقيقة أن التجربة كانت مثيرة بالنسبة لى ، وفى أثناء تحضير مواد الحملة الإنتخابية دار بينى وبينها الحوار التالى:
– أد إيه فرصتك للنجاح فى إنك تبقى الرئيسة ؟
– فرصتى أقل من منافسى الرئيسى (مايك) ، وأكثر شوية من المرشح الثالث (دافيد) .
– طيب ليه تعب القلب ؟
– ضرورى أحاول إنى أكسب ، لأنى حأكون أحسن منهم الإثنين لمنصب الرئاسة .
– طيب وإيه المناصب الأخرى الموجودة للترشيح ؟
– فيه نائب الرئيس ، أمين الصندوق ، السكرتير العام ، وبعدين كمان فيه مجلس إدارة السنة بيتكون من خمس أعضاء .
– وكل المناصب دى بتختاروها بالإنتخاب ؟
-أيوه.
– ليه يابنتى إنتو ثانية ثانوى دى فيها كام تلميذ ؟
– حوالى تسعمائة .
– ما شاء الله ، يعنى إنتى ممكن تبقى الست الريسة على تسعمائة تلميذ وتلميذة؟
– دعواتك.
…
وإعجبت كثيرا بخطتها الإنتخابية فقد شكلت لجنة مكونة من أربعة لمساعدتها فى الدعاية ، وكتابة رسائل إلكترونية لكل تلميذ لإنتخاب (أميرة) لمنصب الرئيس ، ووضعت برنامجها الإنتخابى على صفحتها فى الإنترنت ، ووضعت صورتها فى صدر الصفحة وهى تقف خلف منبر الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض!!
وسألتها :
– وإيه ياترى برنامجك الإنتخابى ؟
– برنامجى هو ببساطة التغيير !!
– تغيير إيه؟
– أولا: لابد من تحسين نوعية الملابس الرياضية
ثانيا: لا بد من زيادة الرحلات المدرسية الميدانية
ثالثا: نطالب بتكييف الهواء داخل أتوبيس المدرسة
رابعا: زيادة مشاركة الطلبة فى رسم سياسة المدرسة
خامسا: تحسين وجبة الغذاء ، وجعلها أكثر تغذية من الناحية الصحية .
(فقلت لنفسى : تيجى فكيهة تتفرج)!!
…
ثم سألتها: كيف سوف تكسبين عقول وقلوب الناخبين؟
– بكرة أنا أخطب فيهم وأقول لهم برنامجى الإنتخابى ، وكل مرشح مسموح له بربع ساعة لشرح برنامجه للتلاميذ .
وأخذت تقرأ أمامى خطابها الإنتخابى ، وأخذت تعيد وتزيد لكى تتقنه ، ثم إتصلت بالتليفون بإبنتى الكبرى والتى تعيش بعيدا عنا فى المدينة الجامعية ، وإبنتى الصغرى تعتبر شقيقتها الكبرى مستشارتها لشئون الأمن القومى !!
وبعد أن إستمعت لنصيحة أختها الكبيرة قامت بإدخال بعض التعديلات على الخطاب، وبالطبع لم تستمع لنصائحى!!.
….
ثم قامت بعرض اللافتات التى إنتهت من كتابتها بمساعدة أعضاء حملتها الإنتخابية ، وكانت لافتات من نوع:
“إذا أدرت التغيير الحقيقى عليك بإنتخاب أميرة البحيرى”
Walk Like an Egyptian
And Vote for ِِِAmira El-Behiri
ومعناها :
“إمشى مثل المصرى
وصوت لصالح أميرة البحيرى”
هى إغنية أمريكية مشهورة جدا، والكل يعرف أن إبنتى مصرية) Walk Like an Egyptian(
…
فإقترحت عليها بعض اللافتات المصرية العريقة مثل:
إن جيت للحق *** أميرة أحق
بكرة من ده بدولارين *** عند السوبر ماركت بدولارين (ونضع صورة مايك منافسها الرئيسى والذى سوف يتم التضحية به فى عيد الأضحى!!)
يامحنى ديل العصفورة *** أميرة هى المنصورة
وقد سخرت إبنتى من لافتاتنا المصرية ، وقالت لى :أنا ماأحبش الدعاية السلبية فى مهاجمة المرشح المنافس ، ولو هو كسب يبقى ده إختيار الناخبين .
…
وقلت لها :
– فيه ياحبيبتى وسائل تانية لجذب أصوات الناخبين متعودين عليها فى مصر.
– وسائل زى إيه ؟
– يعنى ضرورى تفتحى مخك مع التلاميذ .
– يعنى إيه أفتح مخى ؟
Broad Minded تبقى
– طيب ما أنا مخى متفتح !!
– لأ مش قصدى !
– إمال قصدك إيه ؟
(وترددت كثيرا قبل أن أقول لها)
– يعنى ضرورى نجيب حاجات للتلامذة عشان يحبوكى .
– حاجات زى إيه؟
– يعنى نجيب لهم شيكولاته ، ألعاب فيديو ، تذاكر سينما ، …
– مش فاهمة ؟يعنى عاوزنى أدى رشوة للناخبين بتوعى ؟ هى دى التربية إللى إتعلمتوها؟!!
– لأ ياعبيطة دى مش رشوة ، دى زى ما تقوللى إكرامية ، مجاملة ، ضرورى يعرفو الكرم العربى.
– ده مش كرم عربى ، ده كده بالعربى تبقى رشوة عربى ، ومالهاش أسم تانى !!
(وأحسست أنى فى نص هدومى)
….
وبعد سلسة النصائح المصرية الإنتخابية والتى رفضتها جميعا رفضت إبنتى أن أشغل منصب مدير حملتها الإنتخابية وتعللت بأنى “دقة قديمة” ثم أن القانون الإنتخابى فى المدرسة لا يسمح بتدخل الآباء فى العملية الإنتخابية .
………….
أثناء كتابة مقالى هذا فوجئت برسالة إلكترونية من إبنتى تخبرنى بأنها قد نجحت فى الإنتخابات وكسبت الواد (مايك) والذى حضر إلى فصلها وهنأها شخصيا بمصافحتها وإعترف بهزيمته.
…..
إهدى هذه القصة لكل من يتصورون أنه يمكن فرض الديموقراطية بالعافية .
samybehiri@aol.com
المصدر إيلاف
إبنتى ترشح نفسها للرئاسة فى أمريكا!!
دمك خفيف خالص .. تصور
إبنتى ترشح نفسها للرئاسة فى أمريكا!!
You are fantastic. I really needed to laugh. What a difference in mentality. It seems that we , as an older generation, are a big bust. Keep writing, please.