هل هنالك حملة ضد “الشيعة” اللبنانيين والعراقيين في دولة الإمارات، كما تزعم وكالة “فارس نيوز” الإيرانية وجريدة “السفير” في عددها الصادر أمس الأربعاء؟ وهل تشمل الحملة أعضاء في “تنظيمات إسلامية معارضة للسلطة الفلسطينية”، كما تقول “السفير” أيضاً؟
وهل هنالك صلة بين المبعدين من “الإمارات” وقضية صلاح عز الدين، أم أن القضيتين منفصلتان تماماً؟
وكالة “فارس” تقول أن عدد المبعدين اللبنانيين مع عائلاتهم بلغ المئات! فهل هذا صحيح؟ وما الذي دفع سلطات الإمارات، المعروفة بالإعتدال، إلى مثل هذه الإجراءات الإستثنائية؟
وكالة “فارس” تقول: “الدفعة الاولى من اللبنانيين ابعدت بعد الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان في حزيران/ يونيو وفازت فيها الموالاة المدعومة من الغرب ومن دول في الخليج الفارسي”!
سنسلّم لوكالة “فارس” بأن الخليج “فارسي”، ولكن ليس مفهوماً أن “تنتقم” الإمارات من شيعة لبنان لأن الموالاة المدعومة من الغرب ومن دول في الخليج الفارسي” فازت ضد المرشّحين المدعومين من الدولة الإيرانية!
ما القضية، إذاً؟ سيكون مفيداً لو سمعنا وجهة نظر اللبنانيين (والعراقيين والفلسطينيين) المعنيّين بهذه القضية، وهذا بعيداً عن إستغلالها سياسياً!
ما يلي ما نشرته “السفير” ثم ما نشرته وكالة “فارس”:
أين الدولة ولماذا لم يتوقف الطرد؟ الإمارات تستعد لإبعاد مزيد من اللبنانيين
علمت «السفير» أن السلطات الأمنية المركزية الإماراتية في أبو ظبي أعدت لائحة جديدة تتضمن ما بين 75 إلى مئة مقيم من اللبنانيين، من لون طائفي واحد، ممن ســيتم ترحيلهم إلى لبنان في الأيام المقبلة.
ويترافق ذلك مع تحضير لوائح تخص مجموعة أخرى فلسطينية، معظمها لعائلات من غزة أو مصنفة في خانة «التنظيمات الإسلامية المعارضة للسلطة الفلسطينية»، بالإضافة إلى لائحة تخص بعض العراقيين ومن لون طائفي معين.
وقالت مصادر ان هذه اللوائح باتت رسمية ونهائية ولكنه لم يتم حتى الآن، ابلاغ الأشخاص المعنيين بها، غير أن ذلك سوف يتم قريبا جدا.
واللافت للانتباه، أنه فيما كانت الجالية اللبنانية تنتظر نجاحاً لمهمة الموفد الخاص الذي بعث به رئيس الجمهورية برسالة إلى كبار المسؤولين في دولة الإمارات، فقد فوجئت بقرارات الطرد والإبعاد الجديدة… خاصة أن بعض من أبعد أو سيبعد
يعمل ويقيم في الإمارات منذ ثلاثين سنة أو أكثر وأولادهم ولدوا وترعرعوا في الإمارات. لقد توقفت مهمة الموفد الرئاسي عند حدود التمني، ولم يتبعها أي تحرك رسمي جدي يوقف هذه الإجراءات الظالمة… بل اقتصر الأمر على متابعات شكلية في بيروت، وهو الأمر الذي استوجب مداولات بين أفراد الجالية اللبنانية، طرحت خلالها فكرة التظاهر أو الاعتصام المفتوح أمام مقر السفارة اللبنانية في أبو ظبي…
وفيما تلقى بعض أفراد الجالية تحذيرات من خطورة تحرك كهذا ومن تأثيراته السلبية، كان جواب بعض أركان الجالية أنه «فيما كنا ننتظر موفدا يعيد من أبعدوا، فوجئنا بما يتم تداوله حول وجود لائحة ثانية وربما ثالثة، من دون أن يحرك أحد ساكنا… بل إن التعامل مع الموفد الرئاسي لم يعبر عن استجابة أخوية لمطلبه، ولا تم توضيح الأسباب الفعلية للإبعاد، إن كان ثمة أسباب تتجاوز الانتماء المذهبي لمن قرر صاحب القرار الهمايوني إبعادهم.
ويتساءل المواطنون اللبنانيون المقيمون في أبو ظبي، والذين يجتاحهم القلق: أين الحكومة، برئيسها ووزرائها الذين كانوا زواراً دائمين، لكبار المسؤولين في دولة الإمارات، أو مضيفين ومرحبين بهم في لبنان؟ أينهم قد اختفوا من الصورة، واكتفوا بمتابعة الأخبار، وكأنهم يتوقعونها، صامتين؟ ولماذا لم يذهب وفد وزاري؟ وأين رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الخارجية، وسائر من لهم صلات ود أو شراكة مع المسؤولين في دولة الإمارات لا يبذلون مساعيهم الحميدة لوقف المأساة عند حد؟! خصوصاً أن لا سبب معلناً لعمليات الترحيل هذه، اللهم إلا الانتماء المذهبي؟
عشرات اللبنانيين المبعدين من الامارات يصعدون تحركهم الاحتجاجي
فارس نيوز- صعّد عشرات اللبنانيين المبعدين من دولة الامارات تحركهم الاحتجاجي خلال الايام الاخيرة, مؤكدين ان ابعادهم الذي حصل من دون أي توضيح من السلطات سببه انهم شيعة وانهم ينتمون الى بيئة سياسية مقاومة.
وقال حسان عليان الذي يترأس لجنة شكلها لبنانيون ابعدوا على دفعات من الامارات منذ بداية تموز/يوليو, اليوم الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية “القاسم المشترك بين كل المبعدين انهم يأتون من بيئة لها وجه مقاوم “, في اشارة الى حزب الله والى ابعاد فلسطينيين من قطاع غزة يدعمون حركة حماس .
واوضح عليان ان عدد المبعدين مع افراد عائلاتهم بات بالمئات , وان جميع اللبنانيين المبعدين هم من الشيعة .
وقال عليان الذي يعمل منذ 22 سنة في مؤسسة اعلامية في الشارقة , ان الدفعة الاولى من اللبنانيين ابعدت بعد الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان في حزيران/ يونيو وفازت فيها الموالاة المدعومة من الغرب ومن دول في الخليج الفارسي .
وروي انه فوجئ باستدعائه في 16 تموز/ يوليو الى مركز التحقيق والهجرة في الشارقة حيث تم ابلاغه ان عليه ان يغادر دولة الامارات في اليوم نفسه .
واضاف “كنت قد عدت الى الامارات قبل 13 يوما وعائلتي كانت لا تزال في لبنان في اجازة , ابلغني الضابط ان زوجتي واولادي يجب ان يعودوا على الفور الى البلد لالغاء اقاماتهم ايضا وهذا ما حصل “.
والغت السلطات المختصة اقامة عليان وافراد عائلته الذين عادوا في اول طائرة اقلتهم الى بيروت , تاركين وراءهم اغراضهم وسيارتهم ومنزلهم .
وتعقد لجنة المبعدين مؤتمرا صحافيا غدا الخميس لشرح ملابسات قضيتهم ولمطالبة السلطات اللبنانية بالتحرك لحلها .
وذكر مصدر في وزارة الخارجية ان وزير الخارجية فوزي صلوخ يتابع قضية المبعدين , وقد استدعى السفير الاماراتي في لبنان رحمة الزوعابي وطلب منه ايضاحات عن المسألة, الا انه لم يحصل على اجوبة حتى الآن .
واكد نائب رئيس اللجنة علي فاعور ان “اللجنة ستصعد نشاطها من اجل استعادة الحقوق وستطالب بتعويضات “.
أين الحقيقة في قضية اللبنانيين المُبعَدين من الإمارات؟
الأخ رامز لماذا هذه النظرة الضيقة للأحداث ؟ ومتى كانت دول الخليج العربي سيادية والاستخبارات الأمريكية والاسرائيلية وشتى الدول تتصرف على هواها, الأمر أن هذه الدولة لايريدون فيها أي صوت يقول لا لأصدقاء أمريكا وهذا ماسمعناه من طرد مصر للصحافي السويدي الذي شارك في مظاهرة تضامناً مع الفلسطينيين.!
أين الحقيقة في قضية اللبنانيين المُبعَدين من الإمارات؟
إذا كانت “بيئة المقاومة”، حسب تعبير الشخص المعني، في المقال، أي بمصطلحات عادية مفهومة من البشر، التابعية الشيعية للنظام الإيراني فوق أراضي دولة الإمارات، إذا كانت هذه التابعية تتصرف في الإمارات كما في لبنان، باحتقار كلي للمؤسسات، واستعلاء على محيطها وبيئتها، وتقوقع متعصب عدائي على ذاتها، فلا عجب في أن تتخذ دولة الإمارات الإجراءات السيادية المعتادة لدى كل دولة في العالم، لحماية أمنها ومصالحها الوطنية. أما الصحافة الإيرانية، كما جريدة السفير، فلهما ما لهما من مصداقية في التعليق على الأحداث وطريقة إيرادها…