جون فينوكيور
وول ستريت جورنال
قبل سنتين فقط، في العام ٢٠١١، حينما قتلت الولايات المتحدة أسامة بن لادن في عتمة ليلة باكستانية، قال باراك أوباما أننا ”كأمة، ليس هنالك شيء نعجز عن القيام به”. وقال السيد أوباما للعالم أن أميركا ستكون ”بلا هوادة في الدفاع عن مواطنينا وعن أصدقائنا وحلفائنا”.
ولكن، بعد سنتين ونصف السنة، فإن إدارة أوباما لا تبدو بلا هوادة في الدفاع عن أي شيء عدا مصالحها السياسية الداخلية- وهذا باستثناء عمليات التجسّس التي سمحت بالقيام بها ضد بلدان (حليفة) كان الأميركيون يعتبرونها ”جزءاً من العائلة”.
الجديد في الموضوع هو أن الشكوك الأوروبية في حكمة أميركا، وقوتها، وتصميمها، باتت تتمحور بصورة متزايدة حول شخص الرئيس الأميركي. وأبعد من عمليات التجسّس على الحلفاء، يعني ذلك بصورة محددة تردّد السيد أوباما وتقلّباته في ما يتعلق بسوريا، ودوره في تطويل أزمة إقفال الحكومة الأميركية بسبب الخلاف على الميزانية، وفي تأمين نظام رعاية صحية جديد، ولكن غير مشلول، للأميركيين.
لقد وصلنا إلى مرحلة باتت فيها حكومات فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبدرجات متفاوتة، تعتبر أن السيد أوباما يمثّل “مشكلة”. إن وجهة النظر الجديدة هذه، التي لم يعد التعبير عنها يقتصر على الجلسات الخاصة، تمثّل تراجعاً في الإحترام الذي كان يغلّف المواقف الأوروبية إزاء رئاسته التاريخية (كأول رئيس أميركي أسود).
وفي ألمانيا، أعربت جريدة “دي فيلت”، المعروفة بتأييدها التاريخي للولايات المتحدة، عن أسفها لأن التطورات الأخيرة تعطي انطباعاً بأن أميركا تبرّر كل الأفكار المسبقة السلبية ضدها. وكتب ناشر الصحيفة الألمانية، في افتتاحية في الصفحة الأولى في الشهر الماضي أنه “في عهد رئيس أميركي كانت أوروبا قد نظرت إليه وكأنه “المخلّص”، والذي هلّل الأوروبيون لأنه لم يأتِ منتعلاً حذاءً رعاة البقر في تكساس، بل كرئيس يضع كتب الفيلسوف كنط تحت وسادته. ولكن تلك الأفكار الأوروبية عنه تبدو الآن مجرد خرافة”!
في يوم الثلاثاء الماضي، وهو يوم بدء المفاوضات مع إيران في جنيف، سمعت شكوكاً أعرب عنها مسؤول أمني أوروبي رفيع المستوى، تشبه إلى حدٍّ ما القلق الذي عبّرت عنه السعودية وإسرائيل، حول مدى واقعية السيد أوباما في تعامله مع سعي طهران للحصول على أسلحة ذرية.
وكان الموضوع الرئيسي لحديثنا الذي استغرق ساعة كاملة هو ما إذا كانت إيران تعتقد أن الولايات المتحدة والغرب سيقومان بشن هجمات ضدها إذا ما رفضت تفكيك برنامجها النووي. وكان الرئيس أوباما قد قال على التلفزيون الأميركي في شهر سبتمبر، في معرض الحديث عن سوريا: “تساورني شكوك في أن يفهم الإيرانيون أن عليهم ألا يستخلصوا درساً (خاطئاً) بأننا طالما لم نضرب سوريا فذلك يعني أننا لن نضرب إيران”!
وأشار المسؤول الأمني الأوروبي الرفيع المستوى، كنقطة أولى، إلى ظروف انسحاب إدارة أوباما من خطّة كانت تقضي، في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، بتوفير دعم عسكري للثوار السوريين بالإشتراك مع فرنسا وبريطانيا، ليخلص إلى أنه ”يظل صحيحاً أن إيران لا تصدّق أن الولايات المتحدة والغرب يمكن أن يقومان بضربها”!
وأضاف: ”وتعزّز ذلك الإنطباع بعد ما حدث في الموضوع السوري مؤخراً. فقد وضع الإيرانيون فكرة تعرّضهم لضربة غربية-أميركية وراء ظهرهم بصورة نهائية”! وأعلنت الولايات المتحدة يوم الجمة الماضي أنها ستقوم بسحب واحدة من حاملتي طائرات موجودتين في مياه الخليج- وتلك إشارة من المؤكد أنها لن تعزّز حذر إيران.
كذلك تحدث السيد أوباما عن مزيج من ”تهديد باستخدام القوة يتمتع بالمصداقية” و”جهد ديبلوماسي قوي” يمكن أن يؤدي إلى ”صفقة” مع الإيرانيين. وأرفق ذلك بتأكيد بأن تغيير النظام في إيران لا يشكل هدفاً أميركياً.
إن تقييم المسؤول الأمني الأوروبي رفيع المستوى لهذا المنحى الأميركي هو تقييم سلبي. بالأحرى، ولممارسة ضغط كافٍ على القيادة الإيرانية، “ينبغي لك أن تتحدى عمق الأراضي الإيرانية والجمهورية الإسلامية نفسها بصفتها نموذجاً فريداً في العالم”، حسب رأيه.
ويضيف إن إحدى مشكلات الحلفاء في التعامل مع هذا الرئيس هي أن السيد أوباما ”لا يستشير أحداً، ولا يناقش مع الحلفاء. فهو يفيد بالقرارات التي اتخذها، ويصف التحليل الذي أوصله، هو، إلى قراراته”.
ويمثل ذلك نقيضاً صارخاً للتأكيدات التي أدلت بها مصادر ديبلوماسية غربية من جنيف في الأسبوع الماضي حول وجود تطابق كامل في وجهات نظر الدول الغربية- وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة- التي تسعى لمنع إيران من تطوير أسلحة ذرية.
لكن هنالك جانباً علنياً ملفتاً للنظر حول الإنزعاج الأوروبي من السيد أوباما.
ففي كتاب ”أنجيلا ميركيل: المستشارة وعالمها”، الذي كتبه الصحفي المخضرم ”ستيفان كورنيليوس”، والذي نُشِر في ألمانيا في شهر تموز/يوليو، يرد أن السيدة ميركيل تعتبر الرئيس الأميركي شخصاً يصعب فهم نواياه. وحسب الكتاب، فقد اعربت المستشارة الألمانية عن انزعاجها من السيد أوباما أمام الرئيس نيقولا ساركوزي ورئيس حكومة بريطانيا غوردون براون قائلاً أن أوباما ”غريب، ويصعب الإقتراب منه، ويفتقد إلى الدفء”!
ويصف الكتاب علاقة المستشارة ميركيل مع الرئيس الأميركي بأنها ”كشفت أوباما آخر مختلف عن صورته في أذهان الناس”. وحسب ما ينقل الكتاب من وجهات نظر المستشارة الأميركية، فإن ثقتها تضاءلت في قدرة أميركا ”المعطّلة” سياسياً بقيادة أوباما على فهم نفسها. كما صرّحت ميركيل لكاتب سيرتها بأنها تنزعج كثيراً من كليشيهات من نوع ”أوباما، ملاك السلام”!
إن الترجمة الإنكليزية لكتاب السيد كورنيليوس، تحمل كلمات ”سيرة مرخّصة” على غلافها، وهي ستصدر في أميركا خلال الأسبوع الحالي. وقد تعزّز إنطباع أن الكتاب ”مرخّص” من المستشارة الألمانية حينما حضرت السيدة ميركيل حفل توقيع النسخة الألمانية الأصلية.
وحصل ذلك كله حتى قبل انكشاف عمليات التجسس الأميركية على هاتف المستشارة الألمانية. وقد صرّح منافس السيدة ميركيل المهزوم على رئاسة الحكومة، السيد بير شتينبروك، قبل أسبوع، أنه من المستبعد ألا يكون السيد أوباما مطلعاً على التجسّس على هاتف المستشارة الألمانية.
إن الفرنسيين والبريطانيين يتتبّعون الجهد الذي تقوم به المستشارة الألمانية لإحياء ثقتها بالسيد أوباما. ولكن، حينما يُطرَح موضوع الرئيس أوباما معهم، فإن فرنسا وبريطانيا تعبّران عن شكوكهما الحقيقية تجاهه، لكن إنطلاقاً من تاريخ كل منهما، وانطلاقاً من تقديرهما المتفاوت للظرف المناسب أو لدقة التعبير.
*
* نُشرت المقالة في جريدة “وول ستريت جورنال” الصادرة اليوم الإثنين، والكاتب هو المدير التنفيذي السابق لجريدة “إنترناشينال هيرالد تريبيون”.
يمكن قراءة النص الأصلي على صفحة “الشفاف” الإنكليزية.
أوروبا لم تعد تثق بأوباما (وإيران لم تعد تخشى تهديداته!)
لم يعد أحد يثق به لأنه بكل بساطة تافه.
أوروبا لم تعد تثق بأوباما (وإيران لم تعد تخشى تهديداته!)السواد ليس سواد الوجه وكن سواد النفس وهذا هو السواد الحقيقي الذي يعاني منه هذا الكئيب و البائس والكاذب المدعو أوباما. أوباما مستقتل على الكرسي أكثر من بشار, لا يريد أن يفعل اي شيء قد يؤدي الى طرده من هذا الكرسي, كما حدث ل نيكسون. لو يسمح له بالاختباء تحت التخت حتى تمضي السنين الباقية له من ولايته, حتى لا يضطر الى فعل أي شيء, لما تردد هذا الأوباما. فقد آخر قطرة من صدقيته ورجولته (بمعناها الأخلاقي وليس الذكوري) تحت أقدام بشار وخامنئي التي استمرأت الدوس على أنفه وتمريغه في الوحل,… قراءة المزيد ..