خاص بـ”الشفّاف”
توجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى واشنطن على رأس وفد تركي ضخم ضم 90 رجل أعمال، إضافة إلى ستة وزراء, وثلاثة مسؤولين من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الاستخبارات التركية “خاقان فيدان”، وممثلي بعض المنابر الصحافية والإعلامية والمجتمع المدني التركي. وإذا كان الصحفيون الأتراك في الفترة السابقة على الزيارة يركزون على موضوع الأزمة السورية كنقطة أساس على جدول مباحثات أوباما – أردوغان, فمما لا شك فيه أن الزيارة لم تك مخصصة للتباحث في الملف السوري فقط بل كانت هنالك أولويات تركية أيضاً تم طرحها في اللقاء.
يعلق الكاتب صباح الدين أونكيبار (صحيفة آيدنلك Aydinlik) على الشق السياسي من لقاء أوباما – أردوغان, سيما المتعلق بالموضوع السوري الذي كان على رأس أجندة اللقاء، ويخلص إلى جملة ملاحظات، منها أن الإعلام والرأي العام في الولايات المتحدة غير مهتمين بالموضوع السوري. ويستدل على ذلك من الأسئلة التي وجهها الصحفيون الأمريكيون إلى أوباما خلال المؤتمر الصحفي المشترك. فهي ركزت على موضوعات أمريكية داخلية. أيضاً فإن الرئيس الأمريكي أعرب لضيفه أنه لا يملك عصا سحرية لإحداث تغيير في الوضع السوري خارج الحل السياسي المتفق عليه مع روسيا (جنيف 2)! وبحسب الكاتب، فإن أوباما أقنع أردوغان بضرورة الانخراط في عملية الحل السياسي التي تقودها بلاده مع روسيا، ولم يتعامل المسؤولون في واشنطن بحرارة مع معلومات المخابرات التركية عن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه.
مواقف أوباما خلال اللقاء، وبروده المتعلق بالملف السوري، وتشديده على الحل السياسي للأزمة السورية، بخلاف المنتظر تركياً من اللقاء ألجأت الكاتب “مليح عاشق” (صحيفة ملليت Milliyet) إلى وصف الرئيس الأمريكي أوباما بـ”قالب الجليد”. ولكن يستشف من مقال الكاتب أنه لم يك يعلق المزيد من الآمال على قمة واشنطن، لجهة أن الطرف التركي لا يحمل إلى اللقاء جديداً. فالطرف الأمريكي مطلع على حيثيات وتفاصيل الوضع السوري أكثر من الطرف التركي, ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA تنشط في المنطقة أكثر من الكل وهي أقوى بما لا يقاس من أجهزة المخابرات التركية.
الكاتبة نازلي إيليجاك (صحيفة صباح Sabah) تعرض في قراءتها للزيارة خيبة أمل الأتراك من الزيارة, سيما في شقها المتعلق بملف الأزمة السورية. إذ أسفر اللقاء عن هوة بين المقاربتين الأمريكية والتركية للوضع السوري, فليس لدى تركيا من يخفف عنها, وهي كما تشير التطورات ستواجه الملف السوري بمفردها. إذ كان المأمول من الزيارة هو إقناع الإدارة الأمريكية بإقامة منطقة حظر للطيران كأقل تقدير, ولكن لم يتحقق ذلك إذ أن إدارة أوباما مشدودة بالكامل إلى موعد جنيف 2.
متعلقاً بالملف السوري، فإن ما أفرح الوفد التركي هو أن إعلان أوباما أنه سيدعم المعارضة السورية للإطاحة ببشار الأسد، وينقل الكاتب مصطفى قره علي أوغلو (صحيفة ستار Star) في هذا السياق من محادثة قصيرة له مع رئيس الوزراء أردوغان, أن أردوغان مقتنع بأن إدارة أوباما ستدعم المعارضة السورية المسلحة، ولكن حيثيات قرار كهذا وحجمه سيتم الإعلان عنه من قبل أوباما في غضون أيام.
الكاتب غونغور أوراس (صحيفة ملليت Milliyet) ركز في زاويته على الموضوع الاقتصادي, الذي كان الموضوع الثاني الأهم على أجندة قمة واشنطن بين أردوغان وأوباما. ويعرض الكاتب موجزاً للاجتماع الذي شهدته غرفة التجارة الأمريكية في واشنطن بين رجال الأعمال الأتراك وكبار رجال الأعمال في الولايات المتحدة. وترأس الاجتماع رئيس الوزراء التركي أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أشاد خلال الاجتماع بدور ومكانة تركيا. كان أردوغان يأمل بموافقة أوباما على توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، لكن أوباما شدد على تعامل تجاري لافت مع تركيا في هذه المرحلة، وإعطاء المزيد من الوقت لدراسة إمكانية توقيع تلكم الاتفاقية. لقد دعا أردوغان الشركات الأمريكية للاستثمار في تركيا والاقتداء بشركة فورد، ربما للتخفيف من حدة تسويف النظر في اتفاقية التجارة الحرة من قبل أوباما.
زيارة إردوغان لغزّة تعيد علاقات تركيا مع إسرائيل!
خارج الملفين (السوري والاقتصادي)، تم التباحث في قمة واشنطن حول زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة التركي طيب أردوغان إلى قطاع غزة. ويشير الكاتب مراد يتكين (صحيفة راديكال Radikal) إلى أن أوباما أقترح على أردوغان زيارة رام الله أيضاً. وبحسب الكاتب يتكين فإن توجه أردوغان إلى رام الله سيجعله يحط بطائرته في مطار بن غوريون، وهذا من شأنه حسم موضوع التعويضات المطالب بها تركياً في قضية ضحايا الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مافي مرمرة، وبالتالي إعادة العلاقات التركية – الإسرائيلية إلى سابق عهدها، وتبادل السفراء مجدداً.